مصطفى مشعل: الريف المصري وأساطيره

05 يناير 2019
(من المعرض)
+ الخط -

ينتمي التشكيلي المصري، مصطفى مشعل (1944 - 2010)، إلى جيل ظهرت تجاربه الأولى بعد هزيمة حزيران عام 1967، وكانت بداياته بتصوير مشاهد الحياة المصرية في الريف، مبرزاً طقوسه وتراثه، قبل أن ينزع نحو التجريد في أعماله الأخيرة.

يُفتتح عند السابعة من مساء اليوم السبت في "غاليري ضي" (أتيليه العرب للثقافة والفنون) في القاهرة معرض استعادي للفنان بعنوان "أساطير". يشتمل المعرض، الذي يتواصل حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري، على جميع المراحل التي مرّ بها منذ مطلع ستينيات القرن الماضي حتى رحيله.

اهتم مشعل باللون كعنصر أساسي في لوحته، متناولاً موضوعات تخصّ القرية المصرية، عبر تسجيل نمط الحياة والشخصيات العادية التي تسكنها، في إطار توظيفه للأسطورة والعديد من الرموز الشعبية، ثم بدأ يميل إلى تكثيف الرمز، قبل أن ينتقل إلى تجريدية تقترب من التعبيرية والانطباعية، وتحتفظ بالتكوينات ذاتها التي ظلّ يشتغل عليها.

يرصد الفنّان أبعاداً درامية في معظم المشاهد التي يرسمها؛ حيث تُوحي تدرُّجات الضوء بالحركة والتفاعل الدائم مع الطبيعة المحيطة، ليذهب في مرحلة متقدّمة إلى تداخل الألوان في أشكال أسطوانية ومكعّبة توحي بمنظور ثلاثي الأبعاد، بحيث يبدو عملاً أيقونياً.

في تقديمه للمعرض، يشير الفنّان والناقد التشكيلي المصري عز الدين نجيب إلى أن "المرأة تحتلّ الدور الرئيسي في لوحات مشعل، سواء في البورتريه أو في التكوينات المركّبة من عناصر شتّى. وفي كلا النوعين، تبدو المرأة رمزاً للتحرير والانطلاق والاتصال الحميم بالطبيعة وهو يصوّرها عادة في جو طيفي سرمدي يكتنفه الغموض، سابحة في ألوان قوس قزح".

يضيف: "رغم احترامه القيم التشكيلية الأكاديمية في النسب التشريحية وفي تدرُّج درجات الظل والنور، إلّا أن ثمة شحنة تعبيرية درامية تنطلق بها بعيداً عن أرض الواقع إلى عوالم أسطورية".

يُذكَر أن مشعل نال بكالوريوس في التصوير من "كلية الفنون الجميلة" في القاهرة عام 1967، وعمل مدرّساً للتربية الفنية في "كلية الفنون" بمحافظة طنطا، وأدار العديد من صالات العرض، كما ترأّس تحرير عدد من المجلّات التي تُعنى بالفن التشكيلي، وله مقتنيات في "متحف الفن المصري الحديث"، و"متحف محمود سعيد".

المساهمون