اعتدت قوات الأمن المصرية، اليوم الأربعاء، على المتظاهرين بشارع محمد محمود وسط القاهرة، بالخرطوش والرصاص الحي، وسط أنباء عن وقوع إصابات.
وكانت تظاهرة حاشدة من ائتلاف "طلاب مصر"، تمكنت من دخول شارع محمد محمود، مرددة هتافات ثورية، وذلك على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة.
وفي وقت سابق، كثفت قوات الأمن تواجدها بمنطقة وسط البلد، وفي شارع طلعت حرب وسط القاهرة، تزامناً مع ذكرى مجزرة "محمد محمود"، وقامت بإغلاق الحركة المرورية أمام السيارات بشارع محمد محمود، ما أدى إلى حدوث شلل مروري في ميدان التحرير، كما قامت بفرض طوق أمني في الشارع المذكور.
وكانت حركات سياسية أعلنت مشاركتها في إحياء الذكرى الثالثة لمجزرة "محمد محمود"، بالتظاهر، بينما أعلنت وزارة الداخلية أنها ستستخدم الرصاص الحي لمواجهة التظاهرات.
وكان ناشطون ينتمون لحركة "شباب 6 أبريل"، جبهة أحمد ماهر المصرية، قد نظموا سلسلة بشرية بمحافظة بني سويف، جنوب مصر، أمس الثلاثاء، لإحياء الذكرى السنوية الثالثة لمذبحة شارع محمد محمود.
وحمل المشاركون في السلسلة لافتات كتب عليها "اشهد يا محمد محمود كانوا ديابه وكنا أسود"، و"الداخلية كلاب سعرانه"، و"الثورة مستمرة"، كما غطى بعضهم عينه بضمادة تنديداً بتعمد قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية قنص ثوار محمد محمود في أعينهم.
وجاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه جبهة "طريق الثورة"، التي تضم عددا من الحركات الشبابية، وحزبا "الدستور" و"العيش والحرية"، تحت التأسيس، إحياء الذكرى بتنظيم وقفة احتجاجية ومؤتمر على سلم نقابة الصحافيين وسط القاهرة، مساء اليوم الأربعاء.
وقال القيادي في الجبهة، محمد القصاص، لـ"العربي الجديد"، إن "الظروف الأمنية المتأزمة التي تعيشها البلاد والوضع الراهن بالغ التعقيد، يمنعهم من الدعوة للتظاهر في شارع محمد محمود الذي شهد المذبحة عام 2011"، مضيفاً "لا نعلم ردة فعل الأجهزة الأمنية إذا قررنا الانطلاق بمسيرة من أمام النقابة لتجوب شوارع وسط القاهرة التي من المؤكد أنها تحولت لثكنة عسكرية يوم الذكرى".
وعن موقفهم من دعوة حركة "شباب 6 أبريل"، الجبهة الديمقراطية، للتظاهر في "محمد محمود"، أوضح القصاص "أعلن ناشطو الجبهة الديمقراطية مشاركتهم في وقفة النقابة، ولا نعلم الأسباب التي دفعتهم لهذه الدعوة"، مضيفاً "سنتخذ القرار المناسب في حينه حال اعتداء قوات الأمن عليهم".
وكانت قوات الأمن المركزي، التابعة لوزارة الداخلية المصرية، قد فضّت اعتصاماً نظمته أسر شهداء ثورة يناير في ميدان التحرير، وسط القاهرة، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2011 بالقوة، وضربتهم بالهراوات الثقيلة، وطاردت عددا منهم، رغم تواجدهم في قلب الميدان وعدم تعطيل حركة السير فيه.
ودفع ما حدث آلاف الشباب للتضامن معهم ضد ما وصفوه بـ"انتهاكات الداخلية" التي طالبوا بتطهيرها كمطلب ثوري، فاشتعلت المواجهات بين الثوار وقوات الأمن في محيط الوزارة القريبة من التحرير، حتى يوم 25 من نفس الشهر، ما أسفر عن سقوط نحو 52 شهيداً، بحسب موقع "ويكي ثورة"، فضلاً عن فقدان عشرات المتظاهرين أعينهم بعد قنصهم، وسُمي الشارع فيما بعد بـ"عيون الحرية".