مصر: غضب من تصاعد اعتقال الناشطين قبل "25 إبريل"

22 ابريل 2016
الاعتقالات طاولت 75 ناشطاً لغاية الآن (Getty)
+ الخط -
أثارت حملات الاعتقال الموسعة التي بدأتها قوات الأمن المصرية، منذ مساء الخميس حتى اليوم الجمعة، غضب عدد كبير من السياسيين والنشطاء.

وشنت قوات الأمن الوطني حملة اعتقالات، مساء الخميس، شملت مقاهي وسط القاهرة ومصر الجديدة وفيصل وإمبابة، وعدد كبير من منازل النشطاء بالقاهرة والمحافظات.

وأسفرت الحملة، وفق صفحة "الحرية للجدعان" على موقع فيسبوك، عن "اعتقال نحو 75 ناشطاً، بينهم الصحافي باسم شرف، ورسام الكاريكاتير مخلوف والمحامي سيد صبحي، فضلاً عن المواطنين محمود زايدن، وسامح حنين، وقد اعتقلوا جميعاً من مقاهي غزال والفلاح بمنطقة وسط البلد، بالقاهرة".

كما كشفت حركة "الاشتراكيون الثوريون"، عن اعتقال القيادي فيها هيثم محمدين، فيما هاجمت قوة من الأمن الوطني منزل الصحافيين عمرو بدر ومحمود السقا، بالقاهرة. واستولت القوة على جهاز "لابتوب" من منزل محمود وهددت شقيقه، وفق صفحة الحركة على "الفيسبوك".

من جهته، بيّن الممثل المسرحي، علي قنديل، تفاصيل إلقاء القبض على عدد من رواد مقهى غزال بوسط القاهرة، أمس الخميس، فيما تقدم عدد من المحامين ببلاغ في قسم قصر النيل، وسط القاهرة، يتهم المباحث بخطف المتجزين وإخفائهم قسرياً، وفق ما كشف المحامي محمد صبحي، من مركز "نضال: للحقوق والحريات".

ووصف الناشط السياسي، زياد العليمي، حملة الاعتقالات العشوائية بأنها "نهاية النظام"، مضيفاً في تصريحات صحافية: "كيف يتخيل النظام أن له مستقبلا وهو يعادي الشباب".

وأما أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أحمد عبدربه، فقد حمّل المسؤولية عن الأزمة السياسية التي تمر بها مصر إلى النظام الحاكم بكامل أركانه السياسية والعسكرية والإعلامية.

وقال عبد ربه، تعليقاً على حملة الاعتقالات العشوائية التي شنها الأمن الوطني على شوارع ومقاهي وسط البلد: "في دولة يتعرض فيها من يجلس على المقاهي للقبض العشوائي، في دولة يتم فيها تفصيل الانتخابات والقوانين والمجالس التشريعية، في دولة تتزايد فيها التهديدات الأمنية لكل معارض ويتعرض للتخوين والتشويه كل صاحب رأي مختلف، فلا تطلب من الناس أن تقدم البديل. من أين يأتون بالبديل والسياسة ممنوعة؟".

كذلك، رأى أستاذ فلسفة القانون جامعة الزقازيق محمد نور فرحات، أن "الرسالة التي تحملها (الاعتقالات) إما السكوت عن التنازل عن الأرض وإما السجن، ومن خاف سلم"، وتساءل "هل ينجح عبد الغفار في ما لم ينجح فيه العادلي؟"، في إشارة لأداء وزارة الداخلية.

كما استنكر الإعلامي يوسف الحسيني، الذي يمر بأزمة مع أجهزة أمنية مصرية، الحملات الأمنية، وقال من خلال حسابه على موقع "تويتر": "ما يحدث هو الجنون بحد ذاته، اعتقال عشوائي لشباب في وسط البلد دون بيّنة ولا دليل، وبعدين يرموهم في الشارع تاني".

في حين هاجم الناشط السياسي حازم عبد العظيم نظام السيسي، واصفاً إياه بأنه يمارس نظام "التقية السياسية" على الشعب.

وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "لماذا الاستغراب من حملة الاعتقالات مقارنة بنفي الرئاسة؟ نظام السيسي يمارس التقية السياسية على الشعب منذ توليه الحكم، الكلام سهل ورخيص".

وتابع: "مع تزامن نفي الرئاسة والاعتقال العشوائي، إما السيسي لا يسيطر على أجهزته الأمنية أو مسيطر تمامًا وبيصدّر لنا الوِشّ الحِنيِّن".

وكانت العديد من القوى الوطنية قد وجّهت دعوة للتظاهر، يوم الاثنين 25 إبريل/ نيسان الجاري، احتجاجا على تنازل النظام المصري عن تيران وصنافير.



في السياق ذاته، دانت "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، الحملة الأمنية، معتبرة في بيان لها، عبر صفحتها على "الفيسبوك"، أنها "مخالفة لنصوص الدستور والقانون".

وكشفت عن تشكيل فريق لتقديم الدعم القانوني للمقبوض عليهم حال عرضهم على جهات التحقيق، خشية من أن تزداد تلك الحملات في الساعات القادمة.

كما أعربت منظمة "هيومان رايتس مونيتور" عن قلقها من ممارسات السلطات الأمنية المصرية تجاه النشطاء والحقوقيين والإعلاميين.

وكان التقرير السنوي لحقوق الإنسان، الصادر أمس عن وزارة الخارجية البريطانية، تضمن انتقادات لاذعة لمصر، حيث اعتبر التقرير مصر من بين 30 دولة من "دول الأولوية في سياق حقوق الإنسان".

اعتقال 15 ناشطاً في الإسكندرية

إلى ذلك، كشف "المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" عن أسماء 15 ناشطاً سياسياً بالإسكندرية، قامت قوات الأمن بإلقاء القبض عليهم فجر اليوم، الجمعة، سواء من مساكنهم أو خلال طريقهم للمنازل، في الوقت الذي لم يتم الإعلان فيه بعد عن الاتهامات الموجهة إليهم.

وأوضح المركز أنه تم القبض على كل من: مجدي النقيب ومحمود فرغلي، المتحدث باسم حركة 6 إبريل بالإسكندرية، وعاصم عبد الحميد وعبد الرحمن محمد أحمد وعبد الرحمن محمد علي ومحمد رضا ومحمد عزب وماجد طاهر وأحمد علي.

وأضاف بيان للمركز، اليوم، أنه تم القبض على أنس محمد عزب هو ووالده من منزلهما واصطحبوهما للقسم لاتهامهما بإدارة صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" معارضة للنظام الحالي باسم "اكسر كلابش"، ولكن تم تسليم أنس في ما بعد للشرطة العسكرية ولا أحد يعلم مكانه الآن.

وأشار المركز الى وجود 5 معتقلين آخرين لم يتوصل محامي المركز لمكان احتجازهم رغم تأكيد ذويهم اعتقالهم بمعرفة أجهزة الأمن، وهم: خالد عبد الرحمن ويوسف حسين متولي ومحمد أحمد الصاوي وإبراهيم سعيد حبيب ومحمود هشام.

ولفت المركز إلى أنه تم تشكيل لجنة من محامي المركز وغيرهم من المتطوعين لحضور التحقيقات مع النشطاء للدفاع وتقديم الدعم القانوني لهم.