مصر: عودة أبو العينين للبرلمان عبر بوابة "مستقبل وطن"

09 يناير 2020
+ الخط -

أصدر حزب
"مستقبل وطن"، المدعوم من أجهزة الأمن المصرية، مساء الأربعاء، قراراً بتعيين رجل الأعمال محمد أبو العينين، نائباً لرئيس الحزب لشؤون المجالس النيابية، عقب تقدم الأخير بأوراق ترشحه في الانتخابات التكميلية لمجلس النواب عن مقعد دائرة الجيزة، محل النائب الراحل محمد بدوي دسوقي، الذي وافته المنية أثناء حفل زفاف ابنته بأحد فنادق القاهرة الفاخرة في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وصرح رئيس حزب "مستقبل وطن" أشرف رشاد الشريف قائلاً إن "ترشيح الحزب لأبو العينين في الانتخابات التكميلية عن دائرة الجيزة لم يأت من فراغ، لأنه مثل الدائرة من قبل تحت قبة البرلمان لدورات عدة (أثناء فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك)، وما زالت شعبيته بين أبنائها قائمة حتى اليوم على خلفية ما يقدمه من خدمات لهم"، على حد زعمه.

وأبو العينين يبلغ من العمر 69 عاماً، وهو رئيس مجلس إدارة مجموعة "سيراميكا كليوباترا"، التي أنشأت أول مصنع للسيراميك في الشرق الأوسط، وكذلك شركة "كليوباترا ميديا للقنوات الفضائية"، المالكة لقناة "صدى البلد"، وموقع "صدى البلد" الإخباري، وشغل في السابق رئاسة لجنة الصناعة والطاقة في مجلس الشعب، وعضوية لجنة السياسات في الحزب "الوطني" المنحل، والتي كان يترأسها جمال مبارك.

أنشأ أبو العينين أول مصنع لصناعة السيراميك في مدينة العاشر من رمضان عام 1983، والذي تحول لاحقاً إلى أكبر شركة في الشرق الأوسط لإنتاج السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية، وتضم مجمعا صناعيا متكاملا مُكونا من 17 مصنعاً، يعمل بها نحو 16 ألف مهندس وفني وعامل، بإنتاج سنوي يُقدر بنحو 100 مليون متر مربع من السيراميك، ومليون قطعة من الأدوات الصحية.

ويمتلك أبو العينين العديد من المزارع في مناطق النوبارية، ووادي الملاك، وشرق العوينات، والعاشر من رمضان، وشرق السويس، وسهل الطينة، فضلاً عن استثمارات عقارية على غرار مشروعات "كليوباترا مول"، و"كليوباترا بالاس"، و"كليوباترا سكويرز"، و"كليوباترا بلازا"، إلى جانب مجموعة من المشروعات السياحية بمنتجعات شرم الشيخ، وطابا، والغردقة، والساحل الشمالي، وامتلاكه باخرة سياحية باسم "فرح بوت" بشارع النيل بالجيزة.

وحسب مراقبين، اعتمد أبو العينين في بناء إمبراطوريته الاقتصادية على منظومة الفساد السائدة في جميع قطاعات الدولة، لا سيما القطاع المصرفي، خلال فترة حكم مبارك التي امتدت إلى نحو 30 عاماً، إذ كان يحصل على الأراضي المملوكة للدولة بأسعار زهيدة، ثم يُعيد بيعها محققاً مكاسب كبيرة من وراء ذلك.

وحصل أبو العينين على أكثر من 12.4 مليون متر مربع في شمال غرب خليج السويس، منها 4.5 مليون متر كاملة المرافق والخدمات، بسعر يقل عن دولار واحد للمتر، دفع 20% فقط من قيمتها، وحين تأخر عن السداد، باع جزءاً من الأرض بأربعة أضعاف السعر في عام 2006، وسط مباركة من السلطة الحاكمة، والتي كان يمثل أحد أضلاعها الاقتصادية الفاعلة.

كما حصل على 5 آلاف فدان في منطقة سهل الطينة عام 2002، بسعر 300 جنيه فقط للفدان الواحد، وبتسهيلات في السداد على 5 سنوات، بخلاف 1500 فدان حصل عليها في منطقة "مرسى علم" الواقعة على البحر الأحمر، وما يُعادل 20 كيلو متراً على طريق (القاهرة - السويس) الصحراوي، حصل عليها بالأمر المباشر من وزير الإسكان السابق، محمد إبراهيم سليمان.

وفي 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، حشد أبو العينين العاملين لديه في المصنع في مسيرة تأييد للرئيس عبد الفتاح السيسي بمدينة السويس، رداً على التظاهرات الحاشدة التي هتفت برحيله قبلها بأيام قليلة، استجابة لدعوة الفنان والمقاول محمد علي، غير أنه فوجئ بالعمال يهتفون ضد السيسي، في واقعة تكشف حجم المعارضة الشعبية للرئيس الحالي.

ودوت هتافات "ارحل" للعمال في مسيرة بدت معارضة تماماً للسيسي، حيث إن العمال في مصنع أبو العينين بالسويس يشتكون من اضطهاد واسع على مدى سنوات طويلة بسبب ضعف الأجور، الأمر الذي دفع رجل الأعمال إلى تهديد كثير من العاملين لديه بالسجن والتشريد، في أعقاب انتشار مقطع فيديو لهتافاتهم المناوئة للسيسي على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي.