كشفت مصادر سياسية مصرية مطلعة عن قيام رئيس جهاز الاستخبارات العامة الوزير خالد فوزي، بما سمّته "محاولات لتلطيف الأجواء والمصالحة" بين المؤسستين الأمنية ممثلةً في وزارة الداخلية، والعسكرية ممثلةً في وزارة الدفاع، في أعقاب خلافات عنيفة بينهما، اندلعت بعد مجزرة الواحات التي راح ضحيتها العشرات من قيادات وجنود الشرطة المصرية على يد عناصر متطرفة، في المنطقة التي تبعد نحو 135 كيلومتراً عن محافظة الجيزة.
في هذا السياق، كشفت المصادر أن "الوزير فوزي بدأ سلسلة اتصالات بكل من وزير الدفاع صدقي صبحي، ووزير الداخلية مجدي عبد الغفار، ورئيس أركان الجيش الفريق محمود حجازي، في محاولة لإنهاء الخلافات، وتهدئة غضب قيادات وضباط وزارة الداخلية في أعقاب مقتل زملائهم وسط موقف رسمي، وصفوه بالمتخاذل والمتجاهل لتضحياتهم على عكس ما يحدث مع زملائهم في الجيش عندما يتعرضون لأحداث مماثلة في سيناء".
وأوضحت المصادر أن "محاولات فوزي تأتي لترميم البيت من الداخل لمنع وقوع مزيد من الخسائر في صفوف المؤسسات الأمنية والعسكرية، حتى لا تستغل عناصر متطرفة تلك الخلافات في استهداف مناطق نفوذ مشترك للمؤسستين لإشعال مزيد من الفتنة بينهما".
مع العلم أن الدولة لم تعلن الحداد الرسمي في أعقاب مقتل 16 من قيادات وجنود الداخلية، بينهم 12 من قوات النخبة في العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزي، وجهاز الأمن الوطني، في حين اكتفى السيسي بتعزية روتينية قبل توجهه إلى باريس للقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقالت المصادر إن "فوزي شدّد على الوزيرين ضرورة سرعة إنهاء الخلافات، للتوصل إلى مكان رئيس مباحث السادس من أكتوبر النقيب محمد الحايس، المختطف منذ الحادث والمحتجز لدى تلك العناصر الإرهابية، قبل قيام تلك العناصر بتهريبه خارج الحدود أو استخدامه في تنفيذ إصدارات مصورة له سيكون من شأنها نشر حالة من الخوف والإحباط في صفوف القوات".
وكانت مصادر قد كشفت في وقت سابق لـ"العربي الجديد" عن "خلافات داخلية كبيرة بين وزارتي الداخلية والدفاع ورئاسة الجمهورية في مصر، بسبب كيفية تعامل الشرطة مع مجزرة الواحات في محافظة الجيزة، الجمعة الماضي، والتي راح ضحيتها عدد كبير من قيادات الأمن المركزي والأمن الوطني".
وأرجعت المصادر التضارب الكبير في التغطيات الإعلامية وتجاهل الإعلام في تغطية الحدث في يومه الأول، الجمعة الماضي، إضافة إلى تجاهل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لمدة يومين، التعليق على المذبحة، على الرغم من ضخامتها، إلى الخلافات الكبيرة داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية.
ووجّه السيسي، خلال اجتماع مع وزيري الدفاع، صدقي صبحي، والداخلية، مجدي عبد الغفار، ورئيس الاستخبارات العامة، خالد فوزي، وعدد من قيادات ومسؤولي وزارتي الدفاع والداخلية، الأحد الماضي، "ببذل أقصى الجهود لملاحقة العناصر الإرهابية التي ارتكبت الحادث، وتكثيف الجهود الأمنية والعسكرية لتأمين حدود البلاد من محاولات الاختراق"، مشدداً على أن "مصر ستواصل مواجهة الإرهاب ومن يموّله ويقف وراءه بكل قوة وحسم وفاعلية، حتى القضاء عليه".