مصر: خلافات في قائمة "مستقبل وطن" لانتخابات مجلس الشيوخ

16 يوليو 2020
ينتخب ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ (طارق عبد الحميد/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر حزبية مصرية أن خلافاتٍ حادة نشبت بين عددٍ من الأحزاب الموالية للرئيس عبد الفتاح السيسي، والمنضوية تحت لواء حزب "مستقبل وطن" في قائمة موحدة لانتخابات مجلس الشيوخ، وهي القائمة التي يشرف على اختيار أعضائها جهاز الأمن الوطني في وزارة الداخلية، بالتنسيق مع الاستخبارات العامة، بغرض حصد الأغلبية الكاسحة لمقاعد الغرفة الثانية للبرلمان، في الانتخابات المقررة في شهر أغسطس/آب المقبل.
وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن الخلافات نشبت بعد قرار "مستقبل وطن" الحصول على 40 مقعداً من أصل 100 مقعد مخصصة لنظام القوائم المغلقة، وتوزيع المقاعد الأخرى بواقع 20 مقعداً لحزب الشعب الجمهوري، و6 مقاعد لـ"الوفد"، ومثلها لحزب حُماة الوطن، و5 مقاعد لـ"المصريين الأحرار"، ومثلها لما يُعرف بتنسيقية شباب الأحزاب. هذا بالإضافة إلى 3 مقاعد لكل من أحزاب المؤتمر، الغد، الحرية، ومصر الحديثة.

قرّر "مستقبل وطن" الحصول على 40 مقعداً من أصل 100 مقعد مخصصة لنظام القوائم المغلقة

وأفادت المصادر بأن "القائمة شملت كذلك مقعدين لكل من أحزاب التجمع، والمصري الديمقراطي، والإصلاح والتنمية، مع العلم أنها أحزاب تصنف نفسها على أنها معارضة". ولفتت إلى أن "حزب حُماة الوطن اعترض على حصته من المقاعد، لاسيما أنه أرسل أسماء 30 مرشحاً عن الحزب لخوض انتخابات مجلس الشيوخ، لاختيار 18 اسماً من بينها، الأمر الذي دفعه إلى إعلان انسحابه النهائي من القائمة".
وتحدثت المصادر عن "حالة من الغضب تسود بعض الأحزاب الموالية للنظام مثل الوفد والمصريين الأحرار، بسبب عدد المقاعد الممنوح لها داخل القائمة الموحدة، والذي لا يتناسب مع عدد مقاعدها في مجلس النواب الحالي"، منوهة إلى أن هذه الأحزاب تدرس الانسحاب من القائمة، وخوض الانتخابات على المقاعد الفردية فقط، بعد تسجيل اعتراضها على استحواذ "مستقبل وطن" و"الشعب الجمهوري" على 60 في المائة من إجمالي مقاعد القائمة.
وبحسب المصادر، فإن من أبرز المرشحين على القائمة الموحدة رئيس المحكمة الدستورية السابق، رئيس حزب "مستقبل وطن" حالياً، المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، والذي يعد أقوى المرشحين للفوز برئاسة مجلس الشيوخ المقبل، ورجل الأعمال المعروف أحمد أبو هشيمة عن "الشعب الجمهوري"، ومحمد عزمي عن "تنسيقية شباب الأحزاب"، وهو ابن شقيق رئيس ديوان رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، زكريا عزمي.
وكان رئيس حزب الوفد، بهاء الدين أبو شقة، قد أشار في تصريحات صحافية أمس، إلى أن "الأعداد المحددة للحزب داخل القائمة لا تتناسب مع وضعه في الشارع المصري، وما نراه في انتخابات مجلس الشيوخ". ورأى أبو شقة أن "احتكار حزب بعينه لمعظم مقاعد المجلس أمرٌ يحبط جميع المصريين، وبالتالي فإن الحزب سيؤدي دوره في الترشح للمقاعد الفردية، منعاً لتصدير هذه الصورة السلبية عن الحياة السياسية في مصر"، على حد تعبيره.

رئيس "مستقبل وطن" عبد الوهاب عبد الرازق، من أقوى المرشحين للفوز برئاسة مجلس الشيوخ

وفي 2 يوليو/تموز الحالي، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قانون مجلس الشيوخ بعد موافقة مجلس النواب عليه، ليكون مؤلفاً من 300 عضو، يُنتخب ثلثا أعضائه، ويُعيّن رئيس الجمهورية ثلثه الباقي، مع تخصيص ما لا يقل عن 10 في المائة من مقاعده للمرأة، بحيث يؤخذ برأيه في مشاريع القوانين المكملة للدستور المُحالة إليه من مجلس النواب، أو رئيس الجمهورية، من دون أن يكون هذا الرأي ملزماً.
وقسم القانون مصر إلى 27 دائرة تخصص للانتخاب بالنظام الفردي (كل محافظة دائرة واحدة)، و4 دوائر تخصص للانتخاب بنظام القوائم، يُخصص لدائرتين منها عدد 15 مقعداً لكل منهما، ويُخصص للدائرتين الأخريين عدد 35 مقعداً لكل منهما، على أن يُنتخب عن كل دائرة منها عدد الأعضاء الذي يتناسب وعدد السكان والناخبين بها، بما يراعي التمثيل العادل للسكان والمحافظات. 

 

المساهمون