تضاربت الأنباء حول فقدان ثمانية عسكريين مصريين في هجوم استهدف وحدات بحرية تابعة للجيش المصري قبالة سواحل دمياط، وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة على إعلان الجيش المصري عن فقدان ثمانية عسكريين في الهجوم، نفى مصدر عسكري مصري، اليوم الجمعة، اختطاف أي جنود، في حين أعلنت جماعة تسمي نفسها "شباب أرض الكنانة"، مسؤوليتها عن الهجوم و"أسر" العسكريين الثمانية.
وقال المصدر، لوكالة "الأناضول"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، "لا صحة لاختطاف جنود مصريين خلال استهداف وحدة بحرية تابعة للجيش"، مضيفاً "ليس صحيحاً اختطاف جماعة إرهابية للعسكريين المصريين، وإذا كان هذا الحديث صحيحا، فلماذا لم تفصح تلك الجماعة عن الأسماء أو عن وجوه هؤلاء الأسرى؟".
ولم يكشف المصدر العسكري عن مصير الجنود الثمانية الذين أعلن الجيش فقدانهم خلال الهجوم ذاته، وقال: "في حال ورود أي جديد سيتم الإعلان عنه".
وكانت جماعة تسمي نفسها "شباب أرض الكنانة"، أعلنت ظهر اليوم الجمعة، مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف وحدات بحرية تابعة للجيش المصري، و"أسر" العسكريين الثمانية الذين أعلن الجيش فقدانهم، في تسجيل مرئي ظهر فيه ثلاثة أشخاص وقائدهم، وجميعهم ملثمون، ويظهر خلفهم علم تنظيم "داعش".
ولم يتسن لوكالة "الأناضول" التأكد من صحة التسجيل المرئي الذي بثته تلك الجماعة، التي لم تعلن عن نفسها في وقت سابق.
كما نفى المصدر أيضاً ما تناقلته مواقع جهادية، وتغريدات على موقع "تويتر"، من أن العملية "متورط فيها أحد أفراد قوات البحرية المصرية، وكانت العملية تهدف لاختطاف إحدى قطع البحرية المصرية، لقصف آخر ينقل جنودا إلى شبه جزيرة سيناء".
وأوضح المصدر أن "ما بُثّ بشأن رواية قيام أشخاص بأسر أفراد الطاقم أو اختطافهم ليس له أساس من الصحة، كما أن جميع ما نشر، بخلاف ما أعلنته المؤسسة العسكرية، غير صحيح".
وكانت رواية تناقلتها مواقع جهادية، على لسان شخص يدعى أبو أمينة الأنصاري، يعرّف نفسه على أنه إعلامي مناصر لتنظيم "الدولة الإسلامية"، جاء فيها أن "قائد قطعة بحرية مقاتلة تدعى 6 أكتوبر، الضابط أحمد عامر، أخفى مساء الثلاثاء الماضي خمسة أشخاص من العناصر الجهادية، قبل الإقلاع من قاعدة دمياط العسكرية وتصفية الطاقم كاملاً، وعند تواصل القاعدة المركزية المصرية معه عبر اللاسلكي بالنداء على القارب باسمه، فكان الرد الصاعق بأنه تابع لدولة الخلافة الإسلامية".
وأضاف الأنصاري على حسابه في موقع "تويتر": "فور سماعهم كلمة (الدولة الإسلامية) تم إرسال لنش مقاتل مماثل للمخطوف، يسمى 25 أبريل، وبدأ الاشتباك معها، قبل أن يتم إرسال طائرات مقاتلة من طراز (إف – 16)".
وتابع الأنصاري: "استمرت الاشتباكات من الساعة 9 إلى الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت المحلي ثم وصلت القطع البحرية الأخرى، وبدأت بانتشال الجثث والبحث عن المفقودين، كما تم قصف ثلاثة مراكب صيد واعتقال من فيها".
وأوضح أن "الذين قاموا بالعملية مجموعة مصرية مبايعة لزعيم (داعش)، أبو بكر البغدادي، وكانوا يهدفون إلى التخطيط لغزوة بحرية لقصف لنش بحري آخر زعموا أنه ينقل 200 جندي إلى سيناء كبديل للطرق البرية غير المؤمّنة، ثم التوجه باللنش المختطف لمهاجمة قارب حرس حدود إسرائيلي بهدف اختطاف طاقمه للتفاوض على إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، وكان الاسم المفترض لهذه العملية هو (غزوة البنيان المرصوص لنقض التحالف المنجوس)".
ولفتت وكالة "الأناضول" أنه لم يتسن التأكد من صحة الرواية، أو الحديث إلى أبو أمينة الأنصاري.
وكان الجيش المصري، قد أعلن منتصف ليل الخميس، فقدان ثمانية عسكريين، وإصابة خمسة آخرين، في "هجوم إرهابي"، هو الأول من نوعه، استهدف وحدات بحرية تابعة للجيش، قبالة سواحل دمياط، شمالي البلاد.
وقال المتحدث باسم الجيش، محمد سمير، إن الاشتباكات أسفرت أيضاً عن "تدمير أربعة قوارب من المجموعات المسلحة، بما فيها من عناصر إرهابية، والقبض على 32 فرداً يجري التحقيق معهم من قبل الجهات الأمنية المعنية".