وتقول مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، إنّ "حكم النقض يعني أن حكم حبس مبارك أصبح منعدماً، وبالتالي فهو لم يعد مطلوباً كمحبوس على ذمّة أية قضايا، خصوصاً بعد تبرئته في قضية قتل المتظاهرين، ولا سيّما أنّه كان محالاً إلى المحاكمة في قضية القصور، وهو مخلى سبيله، مما يؤكد حقّه في العودة إلى الحالة التي كان عليها قبل صدور الحكم ضده".
وستعاد محاكمة الثلاثة في قضية القصور الرئاسيّة قريباً، على أن يُحال مبارك إلى هذه المحاكمة مخلى سبيله، بينما سيحال إليها علاء وجمال محبوسين. ومن حقهما مطالبة المحكمة بإخلاء سبيلهما أيضاً مع استمرار محاكمتهما، كما هو حاصل في قضية فساد البورصة المصريّة التي يحاكمان فيها وسبيلهما مخلى.
وتوقع المادة الثانية من قانون مباشرة الحقوق السياسيّة عقوبة الحرمان المؤقت من مباشرة الحقوق السياسية بالترشّح أو التصويت على فئات عدّة، يستثنى منها المتهمون قيد المحاكمة في أي نوع من القضايا، سواء كانوا محبوسين أو مخلى سبيلهم. ومن بين المحرومين مَنْ صدرت ضدهم أحكام نهائيّة (واجبة النفاذ) في الجنايات، وهو ما لم يعد ينطبق على مبارك ونجليه بعد حكم النقض الصادر أمس الثلاثاء.
وتقتصر فئات المحرومين الأخرى على من تصدر ضدّهم أحكام (أي صادر من محكمة النقض وغير قابل للطعن) في قضايا التهرّب الضريبي، وكذلك من صدرت ضدّهم أحكام نهائيّة (أي واجبة النفاذ) في جرائم إفساد الحياة السياسيّة المحدّدة بالقانون 344 لسنة 1952، وهو القانون الذي لم ينفّذ أبداً عقب ثورة يناير 2011 على الرغم من إدخال بعض التعديلات عليه خلال عهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
كما تتضمن فئات المحرومين مَن صدرت ضدّهم أحكام من محكمة القيم بمصادرة الأموال، ومن صدرت ضدهم أحكام نهائية بالفصل من الحكومة في جرائم مخلة بالشرف والأمانة، بالإضافة إلى من صدرت ضدهم أحكام نهائية في جرائم الإفلاس والتدليس، أو أحكام نهائيّة بالسجن أو الحبس في عقوبات قانون مباشرة الحقوق السياسية، أو في جرائم السرقة أو إخفاء أشياء مسروقة أو نصب أو خيانة أمانة أو رشوة أو تزوير أو استعمال أوراق مزورة أو شهادة زور أو إغراء شهود أو جريمة للتخلص من الخدمة العسكرية والوطنية، أو لارتكاب جرائم اختلاس المال العام والعدوان عليه، أو جرائم هتك العرض وإفساد الأخلاق. وفي كل الأحوال يكون الحرمان مؤقتاً ولا يسري لأكثر من 5 سنوات من تاريخ صدور الأحكام.
ويقول محللون مصريون إنّ "قبول محكمة النقض المصرية الطعن المقدم في القضية المعروفة إعلامياً بـ"القصور الرئاسية" وإمكانية خروج مبارك من المستشفى إلى منزله، لا تأتي بمعزل عن مسلسل براءة رموز نظام المخلوع. ويردد هؤلاء التساؤلات عن مدى تأثير مغادرة مبارك إلى منزله على تظاهرات وفعاليات إحياء ذكرى ثورة يناير في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.
وتختلف تقديرات الناشطين والشباب لتداعيات تأثير خروج مبارك من المستشفى، على الزخم الثوري في إحياء ذكرى ثورة 25 يناير. وفي حين يرى البعض أنّها ستشعل الفعاليات، يقلل آخرون من تأثيرها، مقارنة بعدم إحداث ضجّة في قضية قتل المتظاهرين، والتي برأت المحكمة مبارك ورموز نظامه منها.