أكد مسؤول بارز في وزارة السياحة المصرية، أن بلاده تستعد لاستقبال وفود سياحية إيرانية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري 2015، فيما كانت هذه الخطوة قد لاقت هجوماً حاداً من تيارات دينية محسوبة على التيار السلفي وسياسيين، عندما اتجهت وزارة السياحة في عهد الرئيس محمد مرسي، قبل عامين، للسماح للإيرانيين بزيارة مصر.
وقال المسؤول في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن مصر تستهدف 50 ألف سائح إيراني بنهاية العام، على أن تصل الأعداد إلى 200 ألف سائح بنهاية العام المقبل.
وبحسب المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، "أرسلنا تعليمات إلى غرفة شركات السياحة التابعة للاتحاد المصري للغرف السياحية، بالموافقة على تنظيم رحلات سياحية لعراقيين وإيرانيين، على أن يتم تحصيل 85 دولاراً عن الفرد الوافد لصالح وزارة المالية".
وأضاف أنه سيتم تفعيل الاتفاقات التي تم إبرامها في بداية عام 2013، عقب زيارة وزير السياحة السابق، هشام زعزوع، إلى طهران خلال تلك الفترة.
ولفت إلى أنه في حال نجاح مصر في جذب 200 ألف سائح خلال العام المقبل، فإن الإيرادات المتوقعة تزيد عن 250 مليون دولار، خاصة أنها سترفع معدلات الإشغالات في مناطق جنوب البلاد التي تعاني انحساراً كبيراً في التدفق السياحي على مدار السنوات الأربع الماضية، مشيراً إلى أن إنفاق السائح الإيراني مرتفع، بالنظر إلى الدول التي يزورها، ومنها تركيا والإمارات وماليزيا.
واضطر نحو 270 فندقاً للتوقف عن العمل في المناطق السياحية الجنوبية. وبلغ الدخل السياحي لمصر خلال النصف الأول من العام الجاري 3.3 مليارات دولار، بزيادة 100 مليون دولار عن نفس الفترة من العام الماضي.
ورأى المسؤول في وزارة السياحة، أن السياحة الإيرانية مثل غيرها من السياحات الأخرى الوافدة لمصر، مضيفا "نتفاوض مع الشركة القابضة لمصر للطيران (حكومية) على تسيير رحلات إلى طهران من الأقصر وأسوان جنوب مصر".
اقرأ أيضاً: 8 مليارات دولار خسائر السياحة النيلية في مصر
وأكد أن الدخل السياحي المحقق، خلال النصف الأول من العام الجاري، لا يزال ضعيفاً للغاية، رغم زيادته عن نفس الفترة من العام الماضي، موضحا أنه في ظل هذه المؤشرات لن تزيد الإيرادات المتوقعة عن 7 مليارات دولار بنهاية العام، مقابل 7.3 مليارات دولار خلال 2014.
وواجهت خطوات وزارة السياحة لجذب السياح الإيرانيين مطلع 2013، قبل إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/تموز من ذلك العام، اعتراضات وانتقادات حادة من جماعات دينية محسوبة على التيار السلفي وبعض السياسيين والإعلاميين، معتبرين أن إيران تسعى إلى استغلال التقارب مع مصر لنشر المذهب الشيعي.
وهاجم سلفيون منزل القائم بأعمال السفارة الإيرانية في مصر بداية 2013، احتجاجا على السماح للإيرانيين بزيارة البلاد، ما دفع السلطات المصرية آنذاك إلى إعادة النظر في هذا الملف.
ووقع البلدان في بداية 2013، اتفاقية للتعاون السياحي نصت على تسيير رحلات سياحية بين الدولتين عن طريق شركات القطاع الخاص أو مكاتب خدمات السفر والسياحة.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران قد قطعت قبل نحو 35 عاماً، إثر اعتراض طهران على توقيع مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل.
وشهد شهر مارس/آذار 2013، أول رحلة طيران بين القاهرة وطهران منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.
وقال رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إلهامى الزيات، في تصريح خاص "لا يجب أن يتم إدخال البعد السياسي في زيارة الإيرانيين لمصر".
ووصف مسؤول في غرفة الفنادق، ملف السياحة الإيرانية بـ"الشائك"، والذي يستدعي توعية الناس بأن هذه السياحة مثل غيرها من الجنسيات الأخرى.
اقرأ أيضاً: مصر تغلق 400 فندق بسبب الاضطرابات