مصر تحظر السفر من وإلى ليبيا... وتونس تعزّز حدودها

20 مايو 2014
أمّنت تونس هيكلية دفاعية للحدود (عبد الرازق خليفي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
بدأت الأحداث الليبية تثير قلق دول الجوار، التي باشرت إجراءات لتأمين الحدود، والحد من تأثرها بما يحدث على الأراضي الليبية. فبعد إغلاق الجزائر حدودها، أعلنت تونس عن تعزيزات، فيما منعت مصر السفر من وإلى ليبيا.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، العميد توفيق الرحموني، اليوم لوكالة الأنباء التونسية "تاب"، أن "الحدود الشرقية مع ليبيا آمنة، على الرغم من تدهور الوضع الأمني في طرابلس وبنغازي"، مشيراً إلى أنه "لم يطرأ أي تغيير على القوات المسلحة التونسية، المتمركزة في المنطقة، ولم يُسجّل أي وجود للمليشيات أو العناصر المسلحة على الجانب الليبي".

وأضاف أن "حركة التبادل التجاري وتنقل الأشخاص والعربات على مستوى معبر رأس الجدير، تسير بشكل عادي بين تونس وليبيا ولم تتأثر، على الرغم من التصعيد الأمني".

وأوضح أن "القوات الأمنية والعسكرية اتخذت جميع التدابير اللازمة لمواجهة هذه التهديدات، من خلال تعزيز المنطقة العسكرية العازلة، وعبر نشر عدد من الوحدات العسكرية في خط ثان، وتأمين هيكلية دفاعية مجهزة بالمعدات والمستلزمات الضرورية، للتدخل في حال حصول أي أمر طارئ".

وأشار الى أن "من بين هذه التهديدات تدفق اللاجئين من ليبيا، الفارين من الاقتتال، مما سيفضي إلى إشكالية في عملية إيوائهم، خصوصاً، وأن عدد الليبيين المقيمين في تونس، بلغ حوالي مليون و900 ألف ليبي، فضلاً عن وجود إمكانية وقوع اشتباكات وصراعات بين الليبيين المقيمين في تونس، لوجود اختلافات في انتماءاتهم وميولاتهم المتباينة".

وذكر أن "الوضع المتدهور في ليبيا سيفسح المجال أيضا للعناصر المسلّحة، للتسلل إلى البلاد".

وفي سياق آخر دعت وزارة الشؤون الخارجية، في بلاغ لها، أمس الاثنين، الجالية التونسية في ليبيا، الى توخي أعلى درجات الحيطة والحذر في ظل الظروف الامنية السائدة حالياً.
و حذّرت المواطنين التونسيين من السفر إلى ليبيا في الوقت الراهن، إلا للضرورة القصوى حفاظاً على سلامتهم وأمنهم. 

"النهضة" تدين

من جهتها، أدانت حركة "النهضة" التونسية بشدّة، في بيان لها، "استعمال القوة المسلحة في محاولة انقلابية، راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، واستهدفت الثورة ومؤسسات الدولة ورموزها".

وحذّرت من "عواقب الانتشار المفزع للسلاح في ليبيا الشقيقة، مما يجعل الأشقاء الليبيين مهددين بأبشع صور الاقتتال والحرب الأهلية".

وأكدت "بأن الوفاء لثورة 17 فبراير يتم عبر حقن الدماء الليبية، وتوفير شروط الهدوء والاستقرار والشروع فوراً في حوار وطني، يجمع الفرقاء من دون إقصاء، ويفضي إلى المصالحة الوطنية الشاملة".

ودعت جميع الأطراف الليبية إلى "تحمّل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية، لإنجاح المرحلة الانتقالية وإرساء دولة القانون والمؤسسات".

وفي السياق ذاته، أعرب رئيس الحركة، راشد الغنوشي، في تصريح لوكالة "الأناضول"، عن أسفه "لما يحدث في ليبيا ما أدى إلى هدر عشرات الأرواح، وإرعاب وتخويف الأطفال والنساء".
و أضاف "لا شك في وجود قوى تسعى إلى الفتنة، ولكننا نبذل ما نستطيع ونتواصل مع كل الفرقاء".

مصر تمنع السفر

وفي القاهرة، أعلن مسؤول حكومي مصري، أن بلاده ستوقف سفر مواطنيها إلى ليبيا اعتباراً من اليوم الثلاثاء، وتمنع دخول الليبيين إلى أن تستقر الأوضاع في جارة مصر الغربية، فيما أغلقت الملحقية العمالية الليبية أبوابها في القاهرة، أمام طلبات العمال المصريين الراغبين في السفر إلى ليبيا.

وقال اللواء العناني حمودة، مدير أمن محافظة مطروح، التي تقع في أقصى غرب مصر في بيان: إن حركة الشاحنات بين البلدين ستستمر حسب الاتفاق المنظم لها والموقع من كل من طرابلس والقاهرة.

وتشهد ليبيا اضطرابات دموية، بعد اشتباكات شهدتها مدينة بنغازي، منذ أيام بين قوات تابعة للواء المتقاعد، خليفة حفتر، ومقاتلين من الثوار، يتبعون رئاسة الأركان في الجيش، في محاولة للسيطرة على المدينة، مما خلف نحو 75 قتيلاً، و136 جريحاً، حسب وزارة الصحة الليبية.

واقتحم رجال مليشيات متحالفون مع حفتر، على ما يبدو البرلمان في طرابلس يوم الأحد الماضي.

وقال مسؤول في السفارة الليبية في القاهرة لمراسل "العربي الجديد"،"بالتأكيد ستؤثر أعمال العنف في شرق ليبيا على تدفق العمالة المصرية".

وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه: خلال العام الأخير تدفق إلى الأراضي الليبية أكثر من 250 ألف عامل مصري، يعمل أغلبهم في الزراعة والتشييد والبناء.

وبلغت نسبة البطالة في مصر في نهاية الربع الأول من العام الحالي نحو 13.4%، أي ما يعادل أكثر من 3.6 مليون عاطل، وفق تقارير الجهاز المركزي للإحصاء الحكومي، لكن تقارير غير حكومية تشير إلى بلوغ هذه النسبة 25%.

وقال المسؤول في السفارة الليبية: إن الملحقية العمالية في حي الدقي في العاصمة المصرية أغلقت أبوابها على مدار الثلاث أيام الأخيرة، أمام طلبات العمال المصريين الراغبين في الحصول على التأشيرات اللازمة للعمل في ليبيا.

وأشار إلى أنه، بفرض حظر على الأجواء الليبية والمنافذ البرية مع دول الجوار، ستكون هناك أيضا أثار سلبية على انتقال الليبيين إلى الخارج.

وقال "الليبيون يذهبون إلى مصر وغيرها من الدول للسياحة والعلاج، والعنف سيزيد من تخوف الدول التي تستقبل الليبيين، نخشى توقف حركة الطائرات بين العاصمة طرابلس وبقية دول العالم".

وحسب وزارة السياحة المصرية بلغ عدد السياح الليبيين خلال العام الماضي 420 ألف سائح، بإيرادات لم تتجاوز 500 مليون دولار.