قررت نيابة أمن الدولة العليا المصرية "طوارئ"، مساء اليوم الأربعاء، تجديد حبس الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات التي تجرى معه وآخرين، بدعوى "مشاركتهم جماعة الإخوان المسلمين في تحقيق أغراضها".
وادعت النيابة في القضية، التي حملت الرقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، أن "علاء وآخرين اشتركوا مع جماعة الإخوان المسلمين في أحد أنشطة تلك الجماعة، ودعوا وتظاهروا يوم الجمعة 1 مارس/ آذار 2019 في ميداني التحرير ورمسيس، وواصلوا فعاليتهم حتى جمعة 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، والتي طالبت برحيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".
ونشرت ليلى سويف، الأستاذة بكلية العلوم جامعة القاهرة، والدة علاء عبد الفتاح، نص بلاغها الذي تقدمت به أمس ضد مأمور سجن طره، والذي حمل رقم 4117 لسنة 2020 عرائض النائب العام، بالتحقيق مع مأمور وضباط السجن في تعمدهم إيذاء علاء عبد الفتاح في محبسه.
ونص البلاغ على أنه "سبق أن تقدمت لسيادتكم في أكتوبر الماضي، أي منذ ثلاثة أشهر- بمجموعة من الشكاوى (أرفق صوراً منها بهذا البلاغ) حول الانتهاكات التي تعرض لها، والتي لا يزال يتعرض لها ابني علاء في محبسه بسجن شديد الحراسة 2 بمنطقة طرة ب. إذ كنت قد حضرت إلى الإدارة العامة لحقوق الإنسان لتقديم تلك الشكاوى يوم 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، واستقبلني كل من المستشار محمد عبد الرحمن والمستشار محمد ضياء، واطلعا عليها، وسجلت الشكاوى رسميا بتاريخ 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، حين حضرت مرة أخرى للإدارة بناء على اتصال تليفوني لاستكمال توقيعي عليها. اليوم بعد ثلاثة شهور من تقديم شكواي لم يصل إلى علمي أي إجراء اتخذته النيابة العامة بشأنها، ولا تزال الانتهاكات مستمرة بحق علاء، وما زالت إدارة سجن شديد الحراسة 2 تتجاهل نصوص لائحة مصلحة السجون وتحرمه من العديد من حقوقه التي تنص عليها اللائحة، علما بأن علاء يكرر إثبات شكواه أمام نيابة أمن الدولة في كل مرة يتم عرضه عليها للنظر في تجديد أمر حبسه".
وسردت سويف الانتهاكات في البلاغ: "رغم برودة الجو الشديدة علاء وزملاؤه في الزنزانة لم تصرف لهم مراتب ليناموا عليها ولم يستجب للطلب الذي تقدمنا به لشراء مرتبة له بأي مواصفات تحددها إدارة السجن، كذلك فهم محرومون من استخدام الماء الساخن حيث الزنزانة مغلقة عليهم ولا يسمح لهم باستخدام الحمام المجاور لها، والذي به ماء ساخن، ورفض طلبهم بإدخال كيتيل لتسخين المياه، وهم أيضا محرومون من المشروبات الساخنة لأنهم لا يملكون أدوات لتسخين المياه، ولأنهم محرومون من الشراء من الكانتين".
وكذلك، "علاء ومن معه في الزنزانة محرومون تماما من التريض ولا يخرجون من زنازينهم إلا للزيارة وللمثول أمام النيابة، وإدارة السجن بإصرارها على حرمان علاء من هذه الحقوق تتعمد إيذاءه بدنيا وتهديد صحته"، و"علاء محروم من كافة مواد القراءة - بما فيها صحيفة الأهرام ومجلة ميكي - ففي كل زيارة نحضر له الجرائد والمجلات وبعض الروايات، وفي كل مرة تجدد إدارة السجن مخالفتها للائحة السجون وترفض تسليمها له وتعيدها معنا، وهو إجراء لا يمكن تفسيره سوى بأنه شكل من أشكال التعذيب النفسي" حسب البلاغ.
كذلك شملت الانتهاكات الواردة في البلاغ "زيارة علاء تتم من خلف حاجز زجاجي، ونمنع أنا وإخوته من لمسه أو احتضانه، كما يتعذر علينا اصطحاب ابنه إلى الزيارة حيث نخشى العواقب النفسية لزيارة بهذا الأسلوب على طفل صغير. هذا الإجراء أيضا لا يمكن تفسيره سوى بأنه شكل من أشكال التعذيب النفسي للمسجون ولأسرته"، و"علاء تعرض للضرب والإهانة ليلة وصوله إلى السجن، وقد أوضحنا ذلك بالتفصيل في شكوانا السابقة التي نرفق صورة منها مع هذا البلاغ".
واختتمت سويف بلاغها بـ"هذا بلاغ مني أنا ليلى مصطفى إسماعيل سويف والدة علاء أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح حمد، المحبوس احتياطيا بسجن شديد الحراسة 2 بمنطقة طرة ب، على ذمة القضية 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة. ضد مأمور سجن شديد الحراسة 2 بمنطقة سجون طرة ب، وضد باقي الضباط المسؤولين بالسجن، لتعمدهم إيذاء ابني بدنيا ونفسيا، وإصرارهم على مخالفة لائحة السجون التي من المفترض بحكم وظيفتهم أن يطبقوا أحكامها. أطالب سيادتكم أن تتخذوا اللازم ليتم التحقيق في بلاغي هذا، وأتمنى ألا تمر ثلاثة أشهر أخرى حتى تتوقف الانتهاكات التي يتعرض لها ابني".