مصر: تجديد حبس عائشة الشاطر رغم حالتها الصحية الحرجة

17 ديسمبر 2019
عائشة الشاطر معتقلة منذ أكثر من عام (تويتر)
+ الخط -

قرّرت محكمة جنايات القاهرة المصرية، اليوم الثلاثاء، تجديد حبس عائشة الشاطر، ابنة نائب مرشد جماعة الإخوان خيرت الشاطر، والمحامية هدى عبد المنعم، العضو السابق في "المجلس القومي لحقوق الإنسان"، والمحامي محمد أبو هريرة المتحدث السابق باسم "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات"، لمدة 45 يوماً على ذمة القضية رقم 1552 عام 2018، المتهمين فيها بـ "تمويل جماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور".

واعتقلت الشاطر وعبد المنعم وأبو هريرة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2018، إثر اقتحام قوات الأمن منازلهم، وتحطيم محتوياتها، واقتيادهم إلى جهة غير معلومة، ضمن حملة أمنية استهدفت 31 مواطناً، غالبيتهم من الحقوقيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان. وظل الثلاثة مختفين مدة 20 يوماً قبل ظهورهم بتهم "واهية" أمام نيابة أمن الدولة العليا.

وأدرجت الشاطر وعبد المنعم وأبو هريرة في قضية تضم 8 آخرين، بدعوى اتهامهم بـ "الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين"، و"تلقي تمويل بغرض إرهابي"، ومعهم في القضية نفسها بهاء عودة، شقيق وزير التموين السابق باسم عودة، والشقيقان أحمد ومحمد الهضيبي، وإبراهيم السيد، وسحر صلاح، ومروة مدبولي، وسمية ناصف.



وكانت مصادر مقربة من عائلة عائشة الشاطر قد كشفت لـ "العربي الجديد" أنها تعاني مضاعفات صحية أخطرها حدوث فشل في النخاع العظمي، ما أدى إلى نقص حاد في كريات الدم الحمراء إضافة إلى نزيف، ما يهدد حياتها إذا لم تتلقَ العلاج المناسب. وأفادت المصادر بأن "عائشة تتلقى أدوية لتنشيط خلايا النخاع العظمي، كما تتلقى علاجاً مسانداً يشمل نقل الدم والصفائح، بينما لا توجد معلومات حول تعاطيها مضادات حيوية، على الرغم من أن فحص النخاع العظمي أظهر أن الخلايا الأم لكرات الدم البيضاء المسؤولة عن المناعة تكاد تكون منعدمة".

ونقلت إدارة السجن عائشة إلى مستشفى قصر العيني للمرة الأولى يومي 8 و9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لإجراء بعض الفحوصات، ثم أعادتها إلى السجن، لتُنقل إلى المستشفى مرة ثانية في 31 من الشهر نفسه، وتظل قيد الرعاية في المستشفى حتى 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. إلا أن قوات الأمن أحضرتها في اليوم التالي إلى المحكمة في عربة إسعاف مقيدة اليدين.


وبحسب حقوقيين، أودعت الشاطر في الحبس الانفرادي لمدة تجاوزت عاماً كاملاً، أجبرت خلالها على ارتداء ملابس خفيفة في فصل الشتاء داخل زنزانة منعدمة التدفئة، مع الحرمان من دخول المرحاض فترات طويلة، والتفتيش غير المبرر لزنزانتها، إلى جانب تجريدها من متعلقاتها الشخصية البسيطة، وحرمانها من تلقي العلاج المناسب على الرغم من وضعها الصحي، ووضع أساور حديدية في يديها طوال فترة وجودها داخل المستشفى.

ودعت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية، في وقت سابق، إلى وضع حد فوري لتعذيب عائشة، بوصفها تعاني من حالة صحية حرجة، تشمل فقر الدم اللاتنسجي، وهي حالة نادرة وخطيرة تؤثر على الدم، مشيرة إلى تدهور صحتها بسرعة كبيرة، وتعرضها لنزيف حاد داخل مستشفى قصر العيني مؤخراً، حيث عولجت بالصفائح الدموية.