وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان مقتضب، إنّ مصر "تتابع ببالغ الاهتمام تطورات الأوضاع على الساحة السودانية والأحداث الأخيرة وتداعياتها".
وأضافت أن مصر تعرب عن "مواساتها لأسر الشهداء، وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى".
وبحسب بيان الخارجية، فإنّ مصر تؤكد على "أهمية التزام كافة الأطراف السودانية بالهدوء وضبط النفس، والعودة إلى مائدة المفاوضات والحوار بهدف تحقيق تطلعات الشعب السوداني".
وجاء في البيان أيضاً أن مصر تؤكد على "دعمها الكامل للسودان الشقيق في هذا الظرف الدقيق من تاريخه، ومساندتها الكاملة للجهود الرامية لتحقيق مستقبل أفضل لأبناء الشعب السوداني يقوم على الاستقرار والتنمية ويحقق الرخاء والرفاهية".
إلى ذلك، أعلنت شركة "مصر للطيران" الحكومية إلغاء رحلة الشركة رقم (MS 855)، المقرر إقلاعها من مطار القاهرة الدولي إلى مطار الخرطوم الدولي، اليوم، في تمام الرابعة عصراً بتوقيت القاهرة، نظراً للأحداث الجارية في السودان.
وحسب مصدر مسؤول في الشركة، فإنها تدرس وقف رحلاتها الجوية من القاهرة إلى الخرطوم إلى حين إشعار آخر، مشيراً إلى أن مركز العمليات المتكامل لشركة "مصر للطيران" يتابع تطورات الموقف أولاً بأول، لمعرفة أي جديد في هذا الشأن.
وتتبنّى القاهرة، مع حليفتيها الرياض وأبوظبي، سياسة داعمة للمجلس العسكري السوداني وتحرّكاته لإجهاض الثورة السودانية. وكانت قد استقبلت قبل حوالى أسبوع رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، بعد زياره لنائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى السعودية؛ وشكّلت الزيارتان أول اتصال مباشر للعسكريين بالخارج عقب إطاحة عمر البشير، لتبدأ بعدها تحرّكات ميدانية للجيش السوداني بهدف محاصرة الاعتصامات ثمّ فضّها بالقوّة، وهو ما جرى صباح اليوم.
تضامن
في المقابل، وقّع عشرات الصحافيين والنشطاء السياسيين والشخصيات العامة المصرية على بيان مشترك تضامنوا فيه مع الشعب السوداني الشقيق في مواجهة المجزرة الدموية التي نفذتها القيادة العامة للجيش السوداني بحق الشعب فجر اليوم.
وحسب البيان المشترك الذي لا يزال يستقبل التواقيع، فإن الموقعين يعبّرون عن "تضامن مصري مع شعب السودان البطل في مواجهة مذبحة مجلس العار العسكري الذي روّع ضمير الإنسانية فجر اليوم، 3 يونيو/حزيران 2019، بالمجزرة التي ارتكبها المجلس العسكري الانتقالي بالسودان (مجلس العار) ضد إخوتنا المعتصمين السلميين العزل المطالبين بدولة مدنية وبالديمقراطية وبالحكم الرشيد المبرأ من الفساد، وبما صحب هذا الفض الوحشي الدموي للاعتصام حول القيادة العامة للقوات من إسالة دماء شهداء وجرحى وما لحقه من اعتداء همجي على المستشفيات والضحايا".
وأعرب الموقعون على هذا البيان من المصريين - كيانات وأفرادا - عن تضامنهم التام مع الشعب السوداني وقواه الحية الممثلة له بمقتضى الشرعية الثورية وبخاصة "قوى الحرية والتغيير" و"تجمع المهنيين" في كل الخطوات والإجراءات التصعيدية ردا على المجزرة وما سبقها من مماطلات الجنرالات في تسليم السلطة، وبما في ذلك الإضراب العام والعصيان المدني الشامل.
كما عبروا عن "تضامنهم وتأييدهم لكل ما قد تراه هذه القوى مستقبلا من خطوات بهدف استعادة الشعب السوداني زمام المبادرة وتحقيق حلمه في التخلص من حكم الاستبداد والفساد باسم (الجيش) أو (الدين)، وأن يحكم الشعب نفسه بنفسه، وأن تتسلم السلطة والسيادة فورا حكومة مدنية خالصة لتقود المرحلة الانتقالية بالسودان إلى جمهورية جديدة".
وتابع البيان "إذ يشعر الموقعون بالخجل والضيق لتكبيل قدرة المصريين وحركتهم في الوقوف وبإجراءات عملية عاجلة إلى جانب أشقائهم أبناء وادي النيل بالنفس والدم والمال والسياسة، وبما في ذلك الحق في التظاهر تضامنا، فإنهم يدركون يقينا بأن نجاح الثورة في أي من البلدين شمال وجنوب وادي النيل هو تمهيد لنجاحها في البلد الثاني. وإذ يشد المصريون الموقعون على أيادي أشقائهم ثوار السودان يدركون بأن هذه المجزرة الجبانة ما كان ليرتكبها جنرالات المجلس العسكري الانتقالي بقيادة السفاحين البرهان وحميدتي دون ضوء أخضر تلقوه أو اعتقدوا أنهم حصلوا عليه من السلطات الرسمية العسكرية والإقطاعية الحاكمة في مصر والسعودية والإمارات".
كما تبرّأ الموقعون من "بيان الخارجية المصرية المهزلة بتجاهله إدانة القتلة مرتكبي المجزرة والمماطلين في تسليم السلطة للمدنيين وبآمال الشعب السوداني المشروعة في حكم مدني ديمقراطي وبتحدثه عن ضبط النفس بين الأطراف".
وتابع الموقعون على البيان: "كلنا ثقة بأن الشعب السوداني سينتصر على الرغم من كل الظروف الإقليمية والدولية والمؤامرات والجنرالات وتجار الدين، وبأنه قادر على بناء دولة الديمقراطية والمدنية والمساواة الحرة منارة لتغيير لا بد أنه قادم في العالم العربي بأسره مهما حاول الطغاة الفاسدون تأخيره".
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية ارتفاع حصيلة قتلى محيط اعتصام القيادة العامة إلى 13 برصاص الجيش.
وكان تجمع المهنيين السوادنيين قد أعلن، فجر اليوم الإثنين، أن المجلس العسكري بدأ في حشد قوات ومليشيات في محيط الاعتصام المستمر أمام قيادة الجيش، في محاولة لفضه بالقوة، داعياً المواطنين للنزول إلى الشوارع ودعم المعتصمين.
وفي وقت لاحق، أظهرت مقاطع فيديو إطلاق نار كثيفاً وتصاعد سحب الدخان في محيط ساحة الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، كما أظهرت المقاطع عشرات المسلحين يقتحمون ساحة الاعتصام ويقومون بضرب المعتصمين بالهراوات.
ويواصل السودانيون منذ 6 إبريل/نيسان الماضي الاعتصام في محيط قيادة الجيش، للمطالبة بتسليم السلطة لحكومة مدنية بعد إطاحة الرئيس المعزول عمر البشير.