يتفاخر الإعلام المصري بقدرة الجيش والشرطة على إحباط هجوم إرهابي في سيناء، وفي اليوم التالي تقع عدة هجمات على معسكرات وحواجز أمنية في عدة مدن بسيناء؛ تنتهي إلى مقتل 17 مصرياً بينهم 15 عسكرياً، وسرقة فرع أكبر البنوك المصرية في العريش.
تذكرني تلك المأساة بكل الهراء المتكرر في الإعلام المصري عن قدرات جيشنا الخارقة وتدريبه المتطور، وصولاً إلى أسر عناصره قائد الأسطول الأميركي السادس، وفق أحد الإعلاميين، ثم قول قائد عسكري كبير فور تعيينه مسؤولاً عن تأمين سيناء قبل أكثر من عامين، إنه سيسلمها للمصريين "متوضية".
باتت الأوضاع في مصر عجيبة، يكررون يومياً أن البلاد باتت في أحسن حال وأنها استعادت قدراتها الاقتصادية، بينما هي في الواقع "تشحت من طوب الأرض"، ولا تستطيع أن تعيش دون المعونات أو تستغني عن الديون، حتى أن من يدير هذا الفشل المقيم نفسه يعتبرها "شبه دولة" أو "وطن ضائع".
يتحدثون عن تدفق السياح والاستثمارات، بينما الفنادق خاوية على عروشها، ورجال الأعمال المصريون ينقلون ثرواتهم إلى الخارج أو يتخلصون من مشروعاتهم في الداخل، والمعتقلات مكتظة بأصحاب الرأي من كل التيارات، ومنظمات أممية ودولية تهاجم "النظام القمعي الفاشي".
احتفى المجلس العسكري الذي كان السيسي أحد أعضائه، بثورة يناير في عدد كبير من بياناته الرسمية، واعترف دستور ما بعد الانقلاب بأنها ثورة، لكن أذرع النظام تواصل تكرار نغمة أنها "مؤامرة أميركية صهيونية إيرانية تركية قطرية".
قتل الجنود أمام مبنى التلفزيون "ماسبيرو" المتظاهرين المسيحيين، فطالب التلفزيون الشعب بضرورة التصدي لهم وحماية الجيش، ثم تحالف المسيحيون مع الجيش الذي سبق له قتلهم للإطاحة بالإسلاميين.
كان الإعلام المصري يعزف نغمة واحدة وضعها عسكري جاهل، مليئة بنشاز منفر متكرر، لكن الأمر تطور كثيراً حتى أصبحنا "مسخرة"، وبات يضرب المثل بإعلام مصر الذي كان رائداً، باعتباره نموذجاً للهراء والكذب والتحولات.
مازالوا يتحدثون عن القرار المستقل، و"كسرنا مناخير أوباما"، و"منيمين أميركا من المغرب"، وأن إسرائيل "تحسب لنا مليون حساب". بينما ترامب يفعل في مصر ما يشاء متى يشاء، والعلاقة مع إسرائيل "سلام دافئ"، ويعتبر الإعلام العبري السيسي "بطلا" بعدما انتهى من تهجير أهل سيناء من منازلهم، وإفراغ الشريط الحدودي من سكانه الذين يعتبرون خط الدفاع الأول، من أجل حماية أمن إسرائيل.
وعندما تفشل كل المحاولات لتجميل الصورة القبيحة المفضوحة، يعودون مجدداً إلى تكرار المقولة العبثية "أحسن من سورية والعراق".
اقــرأ أيضاً
تذكرني تلك المأساة بكل الهراء المتكرر في الإعلام المصري عن قدرات جيشنا الخارقة وتدريبه المتطور، وصولاً إلى أسر عناصره قائد الأسطول الأميركي السادس، وفق أحد الإعلاميين، ثم قول قائد عسكري كبير فور تعيينه مسؤولاً عن تأمين سيناء قبل أكثر من عامين، إنه سيسلمها للمصريين "متوضية".
باتت الأوضاع في مصر عجيبة، يكررون يومياً أن البلاد باتت في أحسن حال وأنها استعادت قدراتها الاقتصادية، بينما هي في الواقع "تشحت من طوب الأرض"، ولا تستطيع أن تعيش دون المعونات أو تستغني عن الديون، حتى أن من يدير هذا الفشل المقيم نفسه يعتبرها "شبه دولة" أو "وطن ضائع".
يتحدثون عن تدفق السياح والاستثمارات، بينما الفنادق خاوية على عروشها، ورجال الأعمال المصريون ينقلون ثرواتهم إلى الخارج أو يتخلصون من مشروعاتهم في الداخل، والمعتقلات مكتظة بأصحاب الرأي من كل التيارات، ومنظمات أممية ودولية تهاجم "النظام القمعي الفاشي".
احتفى المجلس العسكري الذي كان السيسي أحد أعضائه، بثورة يناير في عدد كبير من بياناته الرسمية، واعترف دستور ما بعد الانقلاب بأنها ثورة، لكن أذرع النظام تواصل تكرار نغمة أنها "مؤامرة أميركية صهيونية إيرانية تركية قطرية".
قتل الجنود أمام مبنى التلفزيون "ماسبيرو" المتظاهرين المسيحيين، فطالب التلفزيون الشعب بضرورة التصدي لهم وحماية الجيش، ثم تحالف المسيحيون مع الجيش الذي سبق له قتلهم للإطاحة بالإسلاميين.
كان الإعلام المصري يعزف نغمة واحدة وضعها عسكري جاهل، مليئة بنشاز منفر متكرر، لكن الأمر تطور كثيراً حتى أصبحنا "مسخرة"، وبات يضرب المثل بإعلام مصر الذي كان رائداً، باعتباره نموذجاً للهراء والكذب والتحولات.
مازالوا يتحدثون عن القرار المستقل، و"كسرنا مناخير أوباما"، و"منيمين أميركا من المغرب"، وأن إسرائيل "تحسب لنا مليون حساب". بينما ترامب يفعل في مصر ما يشاء متى يشاء، والعلاقة مع إسرائيل "سلام دافئ"، ويعتبر الإعلام العبري السيسي "بطلا" بعدما انتهى من تهجير أهل سيناء من منازلهم، وإفراغ الشريط الحدودي من سكانه الذين يعتبرون خط الدفاع الأول، من أجل حماية أمن إسرائيل.
وعندما تفشل كل المحاولات لتجميل الصورة القبيحة المفضوحة، يعودون مجدداً إلى تكرار المقولة العبثية "أحسن من سورية والعراق".