سجن أحمد دومة 15 عاماً: عقاب شباب الثورة في مصر مستمر

09 يناير 2019
صفّق دومة بعد النطق بالحكم عليه (العربي الجديد)
+ الخط -

قضت محكمة جنايات القاهرة المصرية، اليوم الأربعاء، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، الملقب باسم "القاضي القاتل"، بالسجن المشدد 15 عاماً، وبغرامة مالية قدرها ستة ملايين جنيه، على الناشط السياسي أحمد دومة، في القضية الشهيرة إعلاميا بـ"أحداث مجلس الوزراء". 

واستمر انعقاد جلسات المحاكمة على مدار 34 جلسة، ومن المقرر أن تختتم بجلسة اليوم والمحددة للنطق بالحكم وهي الجلسة رقم 35 من جلسات المحاكمة.

واستمعت المحكمة بجلسة ماضية، إلى أقوال المحامي طاهر أبو النصر، دفاع أحمد دومة، والذي أكد أن موكله تعرض لاعتداء جسدي من قبل متهمين جنائيين في إحدى القضايا الأخرى، كاد أن يودي بحياته لولا تدخل عناصر الأمن.

ورد رئيس المحكمة متجاهلا الأمر على الدفاع قائلا، "ما تعرض له المتهم من اعتداء لا تختص به المحكمة، وعليه أن يتخذ الإجراءات القانونية لدى النيابة العامة".

وأمرت المحكمة في جلسة ماضية، بتعديل الموقف القانوني للمتهم أحمد دومة في الاتهام الموجه اليه بالبند الثالث في أمر الإحالة وجعله فاعلاً أصلياً، وتعديل وصف الاتهام ليصبح على النحو التالي "وضع وآخرون سبق الحكم عليهم، وآخرون مجهولون النار عمدا في مبنى مجلس الشعب، بأن قذفوه، بعبوات حارقة تحتوي مواد مشتعلة "مولوتوف"، وأضرموا النيران به مما نتج عنه الأضرار والتلفيات المبينة بالأوراق"، وأمرت المحكمة بإضافة المادة 39 من قانون العقوبات إلى مواد الاتهام الواردة بأمر الإحالة، والمقدم بها للمحاكمة.

وكانت محكمة النقض المصرية، قضت يوم 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، بقبول طعن الناشط السياسي أحمد دومة وآخرين على حكم سجنهم المؤبد لمدة 25 سنة وإلزامهم بدفع 17 مليوناً عن التلفيات التي حدثت، وذلك في القضية الشهيرة إعلاميا بـ"أحداث مجلس الوزراء"، وقررت المحكمة إلغاء الأحكام الصادرة، وإعادة المحاكمة من جديد أمام دائرة مغايرة للدائرة التي أصدرت الحكم.

وأصدرت محكمة جنايات الجيزة، في 4 فبراير/ شباط 2014 حكما بالسجن المؤبد على دومة و229 آخرين في قضية "أحداث مجلس الوزراء"، وإلزامهم بدفع 17 مليوناً عن التلفيات التي حدثت، ومعاقبة 39 حدثاً (طفلا) آخرين بالسجن 10 سنوات.

وأسندت النيابة للمتهمين عدداً من التهم، منها التجمهر، وحيازة أسلحة بيضاء، ومولوتوف والتعدي على عناصر من القوات المسلحة والشرطة، وحرق المجمع العلمي والاعتداء على مبانٍ حكومية أخرى، منها مقر مجلس الوزراء. 

وشهدت قاعة المحكمة حضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، وعدد من النشطاء السياسيين منهم رشا عزب وأحمد حرارة والناشطة ميرفت موسى، وشقيقة علاء عبد الفتاح منى سيف، وزوجته منال حسن، والناشطة الحقوقية ماهينور المصري، ونازلي حسين، وراجية عمران والمحامي طاهر أبو النصر فضلًا عن نورهان حفظي زوجة دومة السابقة، في أول ظهور علني لها بعد إعلان انفصالهما.

أما دومة نفسه، الذي صفّق ما أن سمع بالحكم عليه، وأعلنها صراحة في جلسة النطق بالحكم عليه "لا أثق في نزاهة المحاكمة"، فالوضع بات مألوفا بالنسبة له، خاصة وهو الملقب بـ"سجين كل العصور"، حيث سجل رقمًا قياسيا في عدد المرات التي دخل فيها السجن، منذ عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، مرورا بفترة حكم المجلس العسكري، والرئيس المعزول محمد مرسي، وصولا لفترة حكم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

ففي أحداث مجلس الوزراء في عهد المجلس العسكري، حوكم دومة الناشط مع 267 متهما آخرين بتهمة حرق مبنى المجمع العلمي المصري، ومنشآت مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى، والتعدي على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومقاومة السلطات والتجمهر وتعطيل حركة المرور، والتي وقعت في ديسمبر/كانون الأول من عام 2011.

وفي عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، حوكم دومة بتهمة إهانة الرئيس، حيث قضت محكمة مصرية بحبسه ستة أشهر بعد إدانته بإهانة الرئيس، على خلفية مداخلة هاتفية مع إحدى القنوات الفضائية، وصف الرئيس المعزول بأنه فاقد الشرعية ومتهم ومجرم وقاتل وهارب من العدالة.

أما هذا الحكم، فخلفيته ترجع إلى واقعة القبض على عدد من النشطاء السياسيين وأعضاء الحركات الثورية، من أمام نيابة عابدين، حيث توجهوا للتضامن مع الناشط السياسي المصري، أحمد ماهر، أثناء تسليم نفسه للنيابة العامة، بعد صدور أمر بضبطه وإحضاره.

وانضم دومة لمعركة الأمعاء الخاوية في السجون المصرية، ودخل في إضراب عن الطعام من 28 أغسطس/آب الماضي، حتى يوم 27 سبتمبر/أيلول الماضي، حيث فك إضرابه عن الطعام، بعد تدهور حالته الصحية بشدة، إذ إنه يعاني من قرحة في المعدة.



"صائد الفراشات"

لُقب دومة بـ"صائد الفراشات"، لكثرة عدد القنابل المسيلة للدموع التي تصيدها لإلقائها بعيدا عن المتظاهرين خلال ثورة يناير، واشتهرت صور الغرافيتي الخاصة به على الجدران بعد اعتقاله في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، على خلفية قضية حرق المجمع العلمي.

هو أحمد سعد دومة، من مواليد مركز أبوالمطامير محافظة البحيرة. والده، سعد دومة، أحد رموز جماعة الإخوان المسلمين.

دومة، ناشط سياسي مستقل (25 سنة)، وعضو مستقيل من جماعة الإخوان المسلمين عام 2007، كان عضوا في حركات كفاية، وشباب 6 إبريل، وشباب من أجل العدالة والحرية، وشباب الثورة العربية، وائتلاف شباب الثورة والذي تأسس بعد ثورة 25 يناير، إلا أنه استقال من كل هذه الحركات إلا حركة كفاية، مفضلا أن يمارس العمل السياسي كناشط مستقل.

"صائد الفراشات" عضو في اتحاد كتاب مصر، لأنه شاعر، ومن المقرر أن يطلق ديوانه الأول المحفوظ في المطبعة بعد خروجه من الحبس.

وشارك مع عشرات المتظاهرين في المظاهرة أمام مقر مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، اعتراضًا على سياسة الرئيس المنتخب، محمد مرسي، في إدارة شؤون البلاد.

كما شارك دومة في مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، التي أعقبها عزْل أول رئيس منتخب في 3 يوليو/تموز الماضي، بانقلاب عسكري دموي، بعدها عارض قانون التظاهر الذي أقرّته الحكومة المصرية بعد الانقلاب، وأُلقي القبض عليه على خلفية هذا القانون، ولا يزال محبوسا حتى اليوم.