أينما حل السيسي، في زياراته نحو البلاد المسموح فيها رفع الصوت تعبيراً عن حرية الرأي والتعبير، سبقته "جوقة التصفيق" وأوركسترا إعلام "مصر بخير".
ثمة زيارة قام بها رئيس دولة لبرلين، وهو مكروه جدا من بعض أوساط "الليبراليين والمجددين للإسلام"، لا داعي لذكر اسمه حتى لا تصيبنا سهام تهمة "الإخونجي". وصل ذلك الرئيس فاستقبله من جاليته الآلاف بدون خوف من "تقارير" أو "أخذ على القفا". خطب في جاليته وتحدث عن دورها في المجتمع الألماني، وهو ما تحسب أيضاً له حساب الأحزاب الألمانية في بحثها عن الأصوات وكسب رضا تلك الجالية التي شكرتها ميركل بعد مرور 60 سنة على وصولها ومشاركتها في إعادة إعمار بلدها.
من قال بأن حالنا لا يختلف عن حال جاليات أخرى غير مصرية، كالفلسطينية والمغربية واللبنانية والتركية وحتى السورية رغم أنها في طور مأساة اللجوء؟
نحن، سواء كنا نرسل الملايين كتحويلات من الخارج لتتدفق في شرايين اقتصاد بلدنا، أم وقف بعض المصدقين ليدلوا بأصواتهم في انتخابات عالمثالثية في بلاد الغرب، فلا تسمية لنا سوى أننا: "خونة ومتآمرون". نختلف عن كل هؤلاء بأننا يراد لنا أن نصبح جواسيس على بعضنا، فيسبق التقرير الأمني المشتاق لأهله ووطنه، كان السوريون مثلنا منذ زمن ولم نكن نصدق حالهم قبل أن نكتشف فظاعة أن يصبح نصف شعبها مطروداً.
على بعد أيام من ذكرى ثورة يناير، ها نحن مغتربو ومهاجرو مصر تشتد علينا التهمة الجماعية: إخوان مسلمون...
لكن كم نحن بؤساء في إعادة تجربة غيرنا في أن الكل متهم إذا لم يهز وسطه ويصرخ بأعلى صوته "تسلم الأيادي"، بل ونقف كالبهاء لنعدد مزايا الديكتاتورية كما كان يفعل أرجنتينيو بيونوشيه وسوريو حافظ الأسد: كل شيء عال العال في بلدنا لولا شوية العيال الصيع... ونحن منهم، وإن كانت أفلام أيام زمان تصنع منا وعنا قصص الكفاح في سبيل لقمة العيش منقوص منها دائما "الحرية".
بالتأكيد، مصر التي تخاف من أبنائها المغتربين ليست مصر الشعب، بل مصر السيسي الباحثة عن "الرز" من جيوبنا المخرومة والشاتمة لنا في وطنتينا بينما الخواجات، حتى المكسيكيون، يستحقون كل ارتعاش "أم الدنيا" في تفاصيل التعويض عن قتل سائحيهم بتهمة قتل يومي للمصري.
لماذا يخاف بلد من مغتربيه أكثر من خوفه من جواسيس يطلق سراحهم بمعية نتنياهو وتصديره الغاز لأم الدنيا؟
جواب الخوف بسيط... فهؤلاء الملايين ليسوا في قبضة الحاكم... وهم يفسدون عليه وعلى جمهوره الذي يسبقه إلى هنا وهناك... حتى في نيويورك "شوية عيال صيع"، كما يسموننا في تهريج إعلام الانقلاب، ينغصون على "سيادة الرئيس" صورته التي تبحث أميركا عن بياضها. ولأننا شعب بسيط وطيب ظنوا بأننا مجرد مساطيل وشلة مهابيل بأغنية عن "مصر التي نحبها"... ومن قال إننا لا نحبها؟
هم قالوا، فلم يعد حتى الماركسي والليبرالي يسلم من تهمة "التآمر" في ثورة يناير... لكن لا أحد يسأل: أخبار إصبع الكفتة وصلت لفين؟ والتفريعة أخبارها إيه مع الرز القادم؟
ثمة زيارة قام بها رئيس دولة لبرلين، وهو مكروه جدا من بعض أوساط "الليبراليين والمجددين للإسلام"، لا داعي لذكر اسمه حتى لا تصيبنا سهام تهمة "الإخونجي". وصل ذلك الرئيس فاستقبله من جاليته الآلاف بدون خوف من "تقارير" أو "أخذ على القفا". خطب في جاليته وتحدث عن دورها في المجتمع الألماني، وهو ما تحسب أيضاً له حساب الأحزاب الألمانية في بحثها عن الأصوات وكسب رضا تلك الجالية التي شكرتها ميركل بعد مرور 60 سنة على وصولها ومشاركتها في إعادة إعمار بلدها.
من قال بأن حالنا لا يختلف عن حال جاليات أخرى غير مصرية، كالفلسطينية والمغربية واللبنانية والتركية وحتى السورية رغم أنها في طور مأساة اللجوء؟
نحن، سواء كنا نرسل الملايين كتحويلات من الخارج لتتدفق في شرايين اقتصاد بلدنا، أم وقف بعض المصدقين ليدلوا بأصواتهم في انتخابات عالمثالثية في بلاد الغرب، فلا تسمية لنا سوى أننا: "خونة ومتآمرون". نختلف عن كل هؤلاء بأننا يراد لنا أن نصبح جواسيس على بعضنا، فيسبق التقرير الأمني المشتاق لأهله ووطنه، كان السوريون مثلنا منذ زمن ولم نكن نصدق حالهم قبل أن نكتشف فظاعة أن يصبح نصف شعبها مطروداً.
على بعد أيام من ذكرى ثورة يناير، ها نحن مغتربو ومهاجرو مصر تشتد علينا التهمة الجماعية: إخوان مسلمون...
لكن كم نحن بؤساء في إعادة تجربة غيرنا في أن الكل متهم إذا لم يهز وسطه ويصرخ بأعلى صوته "تسلم الأيادي"، بل ونقف كالبهاء لنعدد مزايا الديكتاتورية كما كان يفعل أرجنتينيو بيونوشيه وسوريو حافظ الأسد: كل شيء عال العال في بلدنا لولا شوية العيال الصيع... ونحن منهم، وإن كانت أفلام أيام زمان تصنع منا وعنا قصص الكفاح في سبيل لقمة العيش منقوص منها دائما "الحرية".
بالتأكيد، مصر التي تخاف من أبنائها المغتربين ليست مصر الشعب، بل مصر السيسي الباحثة عن "الرز" من جيوبنا المخرومة والشاتمة لنا في وطنتينا بينما الخواجات، حتى المكسيكيون، يستحقون كل ارتعاش "أم الدنيا" في تفاصيل التعويض عن قتل سائحيهم بتهمة قتل يومي للمصري.
لماذا يخاف بلد من مغتربيه أكثر من خوفه من جواسيس يطلق سراحهم بمعية نتنياهو وتصديره الغاز لأم الدنيا؟
جواب الخوف بسيط... فهؤلاء الملايين ليسوا في قبضة الحاكم... وهم يفسدون عليه وعلى جمهوره الذي يسبقه إلى هنا وهناك... حتى في نيويورك "شوية عيال صيع"، كما يسموننا في تهريج إعلام الانقلاب، ينغصون على "سيادة الرئيس" صورته التي تبحث أميركا عن بياضها. ولأننا شعب بسيط وطيب ظنوا بأننا مجرد مساطيل وشلة مهابيل بأغنية عن "مصر التي نحبها"... ومن قال إننا لا نحبها؟
هم قالوا، فلم يعد حتى الماركسي والليبرالي يسلم من تهمة "التآمر" في ثورة يناير... لكن لا أحد يسأل: أخبار إصبع الكفتة وصلت لفين؟ والتفريعة أخبارها إيه مع الرز القادم؟