20 اغسطس 2020
+ الخط -

الخط الأول لمترو أنفاق القاهرة المعروف باسم "المرج – حلوان" ويبلغ طوله 43 كيلومتراً مع 33 محطة، يعاني الإهمال الشديد من المسؤولين في وزارة النقل المصرية، بخلاف الخطين الثاني والثالث اللذين يلقيان اهتماماً لافتاً من الجهات المشرفة.

وأدى تجاهل الخط الأول إلى كثرة أعطاله المتكررة، وهو ما دفع بالركاب أن يطلقوا عليه "الخط المظلوم" أو "خط الغلابة" لتكرار مشاكله اليومية، بخلاف الزحام والتكدس الموجود به، وتحكم الباعة المتجولين والمتسوّلين بعرباته منذ الصباح الباكر مع بداية تشغيل أول قطار حتى منتصف الليل نهاية العمل، بطريقة مزعجة وسط حالة من الغضب والاستياء العام من الركاب.

وأعطال الخط الأول لمترو أنفاق القاهرة، الذي يربط شمال القاهرة بجنوبها، تكررت خلال الفترات الماضية، لدرجة أنه لا يمر أسبوع دون حدوث عطل، خاصة أعطال السيمافورات والشبكة الكهربائية التي تغذي القطارات أثناء سيرها، وتهالك الكثير من مرافق الخط  وتراجع حالته الفنية، في ضوء تأخر عمليات التطوير والتحديث طبقاً لتقارير ومعلومات صادرة من الهيئة القومية للأنفاق، والتي تحذر من أخطار التهاون في عدم إصلاح وتجديد الخط الأول، وهو ما طالبت به أيضاً لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، وتسعى الوزارة إلى عقد اتفاقية مع الوكالة الفرنسية للتنمية بقرض، لتجديد وتطوير الخط الأول للمترو، بحسب مسؤولين معنيين.

وكشف مسؤول بارز بهيئة مترو الإنفاق، أن هناك اهتماماً واضحاً من قبل المسؤولين بوزارة النقل، والجهات المسؤولة بالخطين الثاني والثالث من المترو، على حساب الخط الأول الذي يعاني كل أنواع الإهمال وبات مهدداً لأرواح الركاب.

وأشار إلى أن قرار رفع تذكرة خط المترو الذي تم إقراره مع بداية يوم الإثنين الماضي، فيه ظلم كبير لركاب الخط الأول الذي يستوعب ما يقرب من 50% من الركاب ، فهو ينقل ما بين مليون ونصف المليون راكب يومياً، كما أن معظم ركاب الخط الأول من الأحياء الشعبية، ولديهم ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، ومعظمهم يدخلون ضمن الشريحة الثانية للتذكرة بـ 7 جنيهات في الذهاب ومثلها في العودة، قبل تحريك سعرها الذي كان من قبل بـ 5 جنيهات، وهو ما يعد تعسفاً وقسوة كبيرة على ركاب هذا الخط.

وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، أن الخط الأول لمترو الأنفاق يعد "العمود الفقري" لشبكة خطوط مترو بالقاهرة الكبرى، لكونه يمر بأكثر الأماكن من حيث الكثافة السكانية، وأن تكلفة اعادة تطويره تقترب من 800 مليون يورو، بحسب تقارير صادرة من قبل وزارة النقل.

وشدد على أن خسائر الخط خلال توقفه لمدة ساعة أو أكثر لظروف أي عطل، تقترب من 250 ألف جنيه، وهو ما يعد خسارة كبيرة على خزانة الدولة، كما أن أعطاله تتسبب في شلل تام بحركة المواصلات خاصة في منطقة وسط القاهرة، موضحاً أن مشكلات الخط الأول كثيرة، نظراً لطول مسافته وقدم تشغيله الذي بدأ عام 1989،حيث مرت عليه فترات ساءت فيها الخدمة، وأن كل ما كان يتم به خلال السنوات الماضية من صيانة هي روتينية، أدت إلى توقف حركة القطارات وتأخر مستمر للقطارات.

أحد الفنيين بالخط الأول للمترو، الذي طلب عدم ذكر اسمه أكد أن مشاكل الخط الأول كثيرة ومتعددة تبدأ بتهالك الشبكة الكهربائية التي تحتاج إلى عمليات تحديث كاملة، والقطارات متهالكة أيضاً، وأعطال السيمافورات ونظم التحكم، ويتم الضغط على السائقين بالعمل تحت الظروف السيئة للقطارات، بضغط من رؤساء الإدارات المركزية للتشغيل حتى لا يتم تعطل العمل.

ولفت إلى أن هذا الخط يعمل به يومياً ما يقرب من 53 قطاراً، بينها 10 قطارات مكيفة، وباقي القطارات نصفها لا يصلح للعمل، لذلك يتم استبدال عدد منها من الجراجات بصفة يومية، مشيراً إلى أن مخازن الورش خالية من قطع الغيار، وأن الفنيين اشتكوا للجهات المسئولة من عدم وجود قطع غيار لكن لم يستمع إليهم أحد، فضلاً على مشكلة القضبان والبنية التحتية الأساسية التي تحتاج لتطوير واسع.

المساهمون