مصر: الانتخابات وتناقضات صباحي

18 يناير 2015
دعا بعض المقرّبين صباحي لعدم الترشح (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -
يعيش المرشح الرئاسي المصري السابق، حمدين صباحي، حالة من التناقض خلال الفترة الحالية، حسب ما اتضح في تصريحاته الأخيرة، تعليقاً على لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي برؤساء الأحزاب. ويبدو أن صباحي، الذي مُني بهزيمة ساحقة أمام السيسي في الانتخابات الرئاسية الماضية، يبحث عن دور جديد في الحياة العامة والسياسية في الفترة المقبلة. ودعا صباحي، "التيار الشعبي"، إلى مراجعة موقفه من الانسحاب من الانتخابات البرلمانية المقبلة، وطالبهم بالعدول عن قرارهم.

وقال عقب اجتماع مع رؤساء وقادة أحزاب "تحالف التيار الديمقراطي"، إنه على "الرغم من الموقف الرافض لقانون الانتخابات، إلا أنه بات متعذراً تعديل هذا القانون حالياً". وشدّد المرشح الرئاسي السابق، على أنه بحكم التغيير الذي حدث عقب الثورة، فإنه يعتقد أن "على البرلمان المقبل أن يعبّر عن روح ثورة يناير". وتابع "الطريق الصحيح هو المشاركة البرلمانية، حتى وإن لم تكن الظروف غير مناسبة، لأننا لن نظل في انتظار البيئة الصحية، بل يجب علينا أن نشارك في صنع تلك البيئة".

ولم تمرّ سوى دقائق على تصريحات صباحي حول موقف "التيار الشعبي" من الانتخابات، ليناقض نفسه في موضوع المشاركة في الانتخابات، وذلك في إجابته عن تقديره لفعاليات ذكرى ثورة يناير المقبلة. وقال عن ذكرى 25 يناير، إن "الذكرى المقبلة تأتي قبل تحقيق الثورة أهدافها"، متوقعاً بأن "تكون الأجواء في هذا اليوم غير احتفالية، لأن الثورة نفسها لم تنتصر بعد".

وأضاف أنه "لا بد من تحقيق أحلام وتطلعات من استشهدوا خلال الثورة، وعلى رأسها أهداف العيش الكريم والعدالة الاجتماعية والحرية، حتى يمكن الاحتفال بهذا اليوم". وحول ما إذا كان يفكر في خوض الانتخابات المقبلة، كشفت مصادر في "التيار الشعبي"، لـ "العربي الجديد"، عن تحذيرات له بعدم الترشح في الانتخابات. وقالت إن "التحذيرات جاءت من جانب شخصيات داخل التيار الشعبي، وخارجه، من مؤيديه خلال الانتخابات الرئاسية الماضية".

وأضافت أن "بعض الأصوات دعت لترشح صباحي في الانتخابات البرلمانية، ولكنها لم تلق قبولاً داخل التيار أو أوساط المؤيدين له". وتابعت "إن عدداً من الشخصيات التي تواصلت مع صباحي، حذّرته من المشاركة خوفاً من ضياع هيبته أمام الناس"، حسب تعبيرهم. وأردفت "تمحورت المناقشات حول أنه كان مرشحاً في الانتخابات الرئاسية وينافس على أكبر هيئة ومنصب في الدولة، قبل أن يعود للمنافسة على مقعد في مجلس النواب". وتسود حالة من التخوّف داخل "التحالف"، لعدم اعتراف أركانه ب ـ"دستورية قانون الانتخابات البرلمانية وقانون تقسيم الدوائر"، وسط دعواتهم لمقاطعة الانتخابات، في ظل القوانين الحالية.

من جهته، قال الخبير السياسي، أمجد الجباس، لـ "العربي الجديد"، إن "شعبية صباحي تراجعت بنظر كثر في الشارع المصري، بسبب مواقفه المتخاذلة". وأضاف أن "صباحي ربما يبحث عن دور خلال الفترة المقبلة". وتابع "شارك صباحي في الانتخابات الرئاسية، على الرغم من مطالبة مقربين منه في التيار الشعبي وأصدقاء له بعدم الترشح من البداية، خصوصاً أن نتيجة الانتخابات محسومة سلفاً لصالح السيسي".

ولفت إلى أن "المرشح الرئاسي السابق تلقى ضربة موجعة كانت كفيلة بعدم عودته للحياة العامة مرة أخرى، وهو إظهار أن الأصوات الباطلة أكبر من التي حصل عليها في الانتخابات". وشدّد على أن "إحراج صباحي بهذه الصورة والطريقة، كان مطلوباً حتى يتم تحجيم دوره خلال فترات مقبلة، وهو ما يحدث الآن، من خلال القيام بدور الداعم للنظام ودور المعارضة المقننة، حسب رؤية النظام الحالي".

وأكد الجباس، أن "صباحي بات عبارة عن كتلة من التناقضات"، متسائلاً "كيف يصرح بأنه لا بد من المشاركة في الانتخابات المقبلة، باعتبارها المخلص من الأزمات التي نشهدها، ويقول بعدها إن ذكرى ثورة يناير هذا العام لن تكون احتفالية؟". وأشار إلى أن "دعوة صباحي للتيار الشعبي، تكشف حجم ما وصلت إليه الأحزاب السياسية من ديمقراطية هشة، من خلال نزول كيان الحزب كاملاً عن قراره لصالح قرار أو توجيه زعيم الحزب".

المساهمون