"ثورتنا هي ثورة على المعرفة التقليدية" هكذا يلخص القائمون على مبادرة "أكاديمية التحرير" رسالتهم التي من أجلها أطلقوا مشروعهم التعليمي الشاب لتطوير وتبسيط المناهج التعليمية في مصر باستخدام الانترنت.
التجربة التعليمية الأهلية التي خرجت من رحم ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وأسستها مجموعة من شباب ثورة يناير في فبراير/شباط 2012 ، استطاعت تقديم 7 مليون و310 آلاف و258 تجربة تعليمية حتى ديسمبر/كانون الأول 2014، استفاد منها 104 آلاف و636 متعلماً.
وتستلهم مبادرة "أكاديمية التحرير" والتي أسسها الناشط المصري "وائل غنيم" تجربتها من مبادرة "خان أكاديمي" الدولية وخاصة عبر تقديم المواد التعليمية المبسطة من خلال فيديوهات مبتكرة وجذابة في سلسلة من الحلقات وفي مجالات مختلفة، ويشارك في صنعها ونشرها كل من يسعى إلى المعرفة، معتمدة في ذلك على الموارد المفتوحة، والتي تتطور بإسهامات المشاركين فيها.
ضد المركزية... مع التنوع
ويُقيّم خبراء مثل هذه التجارب التنموية النابعة من المجتمع المدني، بأنها قادرة على استخدام ما يتيحه الانترنت من أدوات سهلة ورخيصة للوصول إلى أكبر عدد من المستهدفين، وتمكينهم من المعارف المختلفة، كما أنها قادرة على تجاوز مركزية السلطة وسيطرتها على تقديم نموذج معرفي واحد، إلى إتاحة الفرصة لتنوع المحتوى ووسائل عرضه وبالتالي تنمية التفكير النقدي، وعدم الارتكان إلى المعرفة الكلاسيكية، وما لها من أضرار على تحجيم الإبداع والابتكار.
كما يرى خبراء أن قيمة مثل هذه التجارب تكمن في أنها نابعة من المجتمع وموجهة إليه، وبالتالي تكون معبرة عنه وعن مشكلاته الحقيقية، ولاسيما مشكلة التعليم في مصر والتي تعتبر التشخيص الدقيق لأزماتها المتوالية، والتي تقف عائقاً أمام نهضتها.
وتقول دينا سامي مديرة برامج سابقة ومتطوعة بالأكاديمية لـ"العربي الجديد": إن مؤسسي الأكاديمية وفريق عملها يعتقدون بأن الثورة الحقيقية لن تحقق أهدافها دون الثورة على المفاهيم والمعارف التقليدية، مشيرة إلى أن المنطلقات التي من أجلها تم تدشين الأكاديمية هي الإيمان بأن التعليم حق وأن إتاحة سبل ومصادر التعلم هي حق لكل إنسان، بغض النظر عن مكانته الاجتماعية والاقتصادية أو موقعه الجغرافي.
وتخاطب المواد البصرية التي تنتجها الأكاديمية الفئة العمرية من 13 إلى 18 سنة، من خلال حثّهم على التعلم والتفكير النقدي، بحسب دينا.
وتضيف أن إدماج المتطوعين في إنتاج المواد التعليمية أمر أساسي في عمل الأكاديمية، مؤكدة أن المتطوعين يتم الاستفادة منهم في شرح وتبسيط المناهج، وفي المقابل تتحقق استفادتهم بالتعرف على أحدث أساليب التعلم، والعمل في فريق وكيفية الوقوف أمام الكاميرا والتعامل مع التكنولوجيا بشكل عام.
أحدث المبادرات: "إنزلْ..علّمْ"
وتشير دينا إلى أن أحدث الحملات التي تتبناها الأكاديمية حالياً هي حملة "إنزلْ.. علّمْ" والتي تهدف إلى توفير أدوات ومعلومات تعليمية للمدرسين وللجمعيات ولأولياء الأمور، من تلك المواد البصرية التي أنتجتها "أكاديمية التحرير" لتقديمها للطلبة في أنحاء مصر، من أجل الوصول إلى 300 ألف متعلم فاهم وليس حافظ.
موضحة أن الحملة تعتمد على مجموعة من الأنشطة لتحقيق المستهدف منها وهي؛ إنشاء دليل إلكتروني لشرح كيفية استخدام أسلوب التعليم التفاعلي، وأيضاً عمل دورات تدريبية مخصصة لحملة "إنزل.. علم" تشرح مواداً كثيرة منها الكيمياء والأحياء والعلوم المختلفة، وثالث نشاط هو تزويد موقع "أكاديمية التحرير" باختبارات تساعد على قياس مستوى الطلاب ومدى فهم واستيعاب المعلومة.
وتضيف: لا تنحصر طموحات الأكاديمية للتعليم في التعليم الالكتروني فقط، وإنما تسعى لتنفيذ أفكار جديدة لتفعيل التواصل بين المعلم والطلاب باستخدام أدوات جديدة، مثل الفيديو لتيسير التعلم، وهو ما يعني امكانية استخدام انتاج الاكاديمية خلال الفصول التعليمية من قبل المعلمين سواء في التعليم النظامي، أو الطلاب المستقلين أو حتى تحولها إلى قناة تلفزيونية بعد ذلك.
تبسيط طائفة واسعة من العلوم
ويقدم موقع "أكاديمية التحرير" علومه المبسطة من خلال ثلاثة أقسام رئيسية وأخرى فرعية تندرج تحتها. الأقسام الرئيسية تضم العلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية، والرياضيات والتكنولوجيا، والفرعية تضم عدداً من العلوم مثل الكمياء والفلك والفيزياء، والاقتصاد والفلسفة والاجتماع، والتكنولوجيا والرياضيات.
ومن نماذج فيديوهات تبسيط العلوم التي يقدمها الموقع، قاعدة "أرشميدس والطفو"، و"الضغط الجوي"، و"قاعدة باسكال"، و"البكتريا النافعة في جسم الإنسان"، و"إزاي الطيارة بتطير"، نماذج مبتكرة وبسيطة تقدمها الأكاديمية، فيما لا يتجاوز الدقيقتين ونصف.
ويقدم الموقع لزواره أيضاً نموذجاً تعليمياً آخر وهو "الدورات التدريبية" المقدمة في شكل حلقات، ففي "كورس الفلك" وهو أحدث الفيديوهات على الموقع، يتم تقديم 9 دروس تقدم علم الفلك للهواة، ومن خلال هذه الدروس يستطيع المشاهد؛ ممارسة الـ Star Gazing بنفسه، ومعرفة حركة النجوم، والتعرف على حركة الأرض والشمس، والفرق بين الكوكبة والكوكب، وكيفية تسمية النجوم، وكيفية تحديد المسافة بين الكواكب باستخدام اليد.
ويتيح الموقع لزواره إمكانية التفاعل مع القائمين عليه، سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أو تطبيقات الهاتف المحمول، أو الانضمام للمتطوعين من خلال استماره تسجيل، أو من خلال أيقونة "فاهم" لتقييم مدى استيعاب المادة المقدمة.
وتتميز الفيديوهات المنتجة بمدتها القصيرة، وشموليتها في عرض وتوضيح المادة العلمية باستخدام الأدوات البسيطة، مما مكنها من الحصول على نسبة مشاهدة عالية، وصلت إلى أكثر من 2.5 مليون مشاهدة عبر قناتهم على اليوتيوب خلال السنة الأولى فقط من تدشين التجربة، فيما وصلت نسبة المشاهدة لقنواتهم إلى أكثر من 7 مليون و310 آلاف مشترك حتى 10 ديسمبر/ كانون الأول 2014.
يعتبر التعليم من المشكلات الضخمة التي تراكمت عبر الزمن، فقد ذكر تقرير حديث صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء في مصر( مؤسسة حكومية) في نوفمبر 2014 أن إجمالي عدد الطلاب المقيدين في مرحلة التعليم الثانوي بمصر خلال العام الدراسي (2012-2013) بلغ 3 ملايين و41 ألف طالب. منهم مليون و39 ألف طالب في نظام التعليم العام بنسبة 40.7% ، و341 ألف طالب في نظام التعليم الأزهري بنسبة 10%. وأوضح التقرير أن إجمالي الطلاب المقيدين بالمدارس الفنية بلغ مليون و69 ألف طالب خلال نفس العام، بنسبة 49.3%. منهم نسبة 50.8 % مقيدين بالتعليم الصناعي، وبلغت نسبة الطلاب المقيدين بالتعليم التجاري 38.6%، بينما 10.6% نسبة المقيدين بالتعليم الزراعي.
حصلت الأكاديمية التي تضم من بين مستشاريها فاروق الباز العالم المصري المعروف، على عدد من الجوائز الدولية منها؛ جائزة أفضل منصة تعليمية في الدول النامية من جامعة بنسلفانيا عام 2014، وجائزة أفضل قناة تعليمية على موقع اليوتيوب عام 2013. ومن ناحية أخرى استطاعت هذه التجربة التعليمية الفريدة من نوعها، أن تحقق شراكات مع عدد من الشركات المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات مثل جوجل، وأراميكس، ويوتيوب، وأكاديمية خان، وغيرها.
التجربة التعليمية الأهلية التي خرجت من رحم ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وأسستها مجموعة من شباب ثورة يناير في فبراير/شباط 2012 ، استطاعت تقديم 7 مليون و310 آلاف و258 تجربة تعليمية حتى ديسمبر/كانون الأول 2014، استفاد منها 104 آلاف و636 متعلماً.
وتستلهم مبادرة "أكاديمية التحرير" والتي أسسها الناشط المصري "وائل غنيم" تجربتها من مبادرة "خان أكاديمي" الدولية وخاصة عبر تقديم المواد التعليمية المبسطة من خلال فيديوهات مبتكرة وجذابة في سلسلة من الحلقات وفي مجالات مختلفة، ويشارك في صنعها ونشرها كل من يسعى إلى المعرفة، معتمدة في ذلك على الموارد المفتوحة، والتي تتطور بإسهامات المشاركين فيها.
ضد المركزية... مع التنوع
ويُقيّم خبراء مثل هذه التجارب التنموية النابعة من المجتمع المدني، بأنها قادرة على استخدام ما يتيحه الانترنت من أدوات سهلة ورخيصة للوصول إلى أكبر عدد من المستهدفين، وتمكينهم من المعارف المختلفة، كما أنها قادرة على تجاوز مركزية السلطة وسيطرتها على تقديم نموذج معرفي واحد، إلى إتاحة الفرصة لتنوع المحتوى ووسائل عرضه وبالتالي تنمية التفكير النقدي، وعدم الارتكان إلى المعرفة الكلاسيكية، وما لها من أضرار على تحجيم الإبداع والابتكار.
كما يرى خبراء أن قيمة مثل هذه التجارب تكمن في أنها نابعة من المجتمع وموجهة إليه، وبالتالي تكون معبرة عنه وعن مشكلاته الحقيقية، ولاسيما مشكلة التعليم في مصر والتي تعتبر التشخيص الدقيق لأزماتها المتوالية، والتي تقف عائقاً أمام نهضتها.
وتقول دينا سامي مديرة برامج سابقة ومتطوعة بالأكاديمية لـ"العربي الجديد": إن مؤسسي الأكاديمية وفريق عملها يعتقدون بأن الثورة الحقيقية لن تحقق أهدافها دون الثورة على المفاهيم والمعارف التقليدية، مشيرة إلى أن المنطلقات التي من أجلها تم تدشين الأكاديمية هي الإيمان بأن التعليم حق وأن إتاحة سبل ومصادر التعلم هي حق لكل إنسان، بغض النظر عن مكانته الاجتماعية والاقتصادية أو موقعه الجغرافي.
وتخاطب المواد البصرية التي تنتجها الأكاديمية الفئة العمرية من 13 إلى 18 سنة، من خلال حثّهم على التعلم والتفكير النقدي، بحسب دينا.
وتضيف أن إدماج المتطوعين في إنتاج المواد التعليمية أمر أساسي في عمل الأكاديمية، مؤكدة أن المتطوعين يتم الاستفادة منهم في شرح وتبسيط المناهج، وفي المقابل تتحقق استفادتهم بالتعرف على أحدث أساليب التعلم، والعمل في فريق وكيفية الوقوف أمام الكاميرا والتعامل مع التكنولوجيا بشكل عام.
أحدث المبادرات: "إنزلْ..علّمْ"
وتشير دينا إلى أن أحدث الحملات التي تتبناها الأكاديمية حالياً هي حملة "إنزلْ.. علّمْ" والتي تهدف إلى توفير أدوات ومعلومات تعليمية للمدرسين وللجمعيات ولأولياء الأمور، من تلك المواد البصرية التي أنتجتها "أكاديمية التحرير" لتقديمها للطلبة في أنحاء مصر، من أجل الوصول إلى 300 ألف متعلم فاهم وليس حافظ.
موضحة أن الحملة تعتمد على مجموعة من الأنشطة لتحقيق المستهدف منها وهي؛ إنشاء دليل إلكتروني لشرح كيفية استخدام أسلوب التعليم التفاعلي، وأيضاً عمل دورات تدريبية مخصصة لحملة "إنزل.. علم" تشرح مواداً كثيرة منها الكيمياء والأحياء والعلوم المختلفة، وثالث نشاط هو تزويد موقع "أكاديمية التحرير" باختبارات تساعد على قياس مستوى الطلاب ومدى فهم واستيعاب المعلومة.
وتضيف: لا تنحصر طموحات الأكاديمية للتعليم في التعليم الالكتروني فقط، وإنما تسعى لتنفيذ أفكار جديدة لتفعيل التواصل بين المعلم والطلاب باستخدام أدوات جديدة، مثل الفيديو لتيسير التعلم، وهو ما يعني امكانية استخدام انتاج الاكاديمية خلال الفصول التعليمية من قبل المعلمين سواء في التعليم النظامي، أو الطلاب المستقلين أو حتى تحولها إلى قناة تلفزيونية بعد ذلك.
تبسيط طائفة واسعة من العلوم
ويقدم موقع "أكاديمية التحرير" علومه المبسطة من خلال ثلاثة أقسام رئيسية وأخرى فرعية تندرج تحتها. الأقسام الرئيسية تضم العلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية، والرياضيات والتكنولوجيا، والفرعية تضم عدداً من العلوم مثل الكمياء والفلك والفيزياء، والاقتصاد والفلسفة والاجتماع، والتكنولوجيا والرياضيات.
ومن نماذج فيديوهات تبسيط العلوم التي يقدمها الموقع، قاعدة "أرشميدس والطفو"، و"الضغط الجوي"، و"قاعدة باسكال"، و"البكتريا النافعة في جسم الإنسان"، و"إزاي الطيارة بتطير"، نماذج مبتكرة وبسيطة تقدمها الأكاديمية، فيما لا يتجاوز الدقيقتين ونصف.
ويقدم الموقع لزواره أيضاً نموذجاً تعليمياً آخر وهو "الدورات التدريبية" المقدمة في شكل حلقات، ففي "كورس الفلك" وهو أحدث الفيديوهات على الموقع، يتم تقديم 9 دروس تقدم علم الفلك للهواة، ومن خلال هذه الدروس يستطيع المشاهد؛ ممارسة الـ Star Gazing بنفسه، ومعرفة حركة النجوم، والتعرف على حركة الأرض والشمس، والفرق بين الكوكبة والكوكب، وكيفية تسمية النجوم، وكيفية تحديد المسافة بين الكواكب باستخدام اليد.
ويتيح الموقع لزواره إمكانية التفاعل مع القائمين عليه، سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أو تطبيقات الهاتف المحمول، أو الانضمام للمتطوعين من خلال استماره تسجيل، أو من خلال أيقونة "فاهم" لتقييم مدى استيعاب المادة المقدمة.
وتتميز الفيديوهات المنتجة بمدتها القصيرة، وشموليتها في عرض وتوضيح المادة العلمية باستخدام الأدوات البسيطة، مما مكنها من الحصول على نسبة مشاهدة عالية، وصلت إلى أكثر من 2.5 مليون مشاهدة عبر قناتهم على اليوتيوب خلال السنة الأولى فقط من تدشين التجربة، فيما وصلت نسبة المشاهدة لقنواتهم إلى أكثر من 7 مليون و310 آلاف مشترك حتى 10 ديسمبر/ كانون الأول 2014.
يعتبر التعليم من المشكلات الضخمة التي تراكمت عبر الزمن، فقد ذكر تقرير حديث صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء في مصر( مؤسسة حكومية) في نوفمبر 2014 أن إجمالي عدد الطلاب المقيدين في مرحلة التعليم الثانوي بمصر خلال العام الدراسي (2012-2013) بلغ 3 ملايين و41 ألف طالب. منهم مليون و39 ألف طالب في نظام التعليم العام بنسبة 40.7% ، و341 ألف طالب في نظام التعليم الأزهري بنسبة 10%. وأوضح التقرير أن إجمالي الطلاب المقيدين بالمدارس الفنية بلغ مليون و69 ألف طالب خلال نفس العام، بنسبة 49.3%. منهم نسبة 50.8 % مقيدين بالتعليم الصناعي، وبلغت نسبة الطلاب المقيدين بالتعليم التجاري 38.6%، بينما 10.6% نسبة المقيدين بالتعليم الزراعي.
حصلت الأكاديمية التي تضم من بين مستشاريها فاروق الباز العالم المصري المعروف، على عدد من الجوائز الدولية منها؛ جائزة أفضل منصة تعليمية في الدول النامية من جامعة بنسلفانيا عام 2014، وجائزة أفضل قناة تعليمية على موقع اليوتيوب عام 2013. ومن ناحية أخرى استطاعت هذه التجربة التعليمية الفريدة من نوعها، أن تحقق شراكات مع عدد من الشركات المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات مثل جوجل، وأراميكس، ويوتيوب، وأكاديمية خان، وغيرها.