جدد، قرار إقالة المتحدث الإعلامي، باسم جماعة الإخوان المسلمين، محمد منتصر، الجدل حول وجود تيارين متباينين داخل الجماعة السياسية الأقدم، والأكثر تنظيماً في مصر، منذ أكثر من ثمانين عاماً.
ويربط، مراقبون ومتابعون محايدون، بين القرار من جهة، وحوار الجزيرة مع، الأمين العام للجماعة، محمود حسين من جهة أخرى، خاصة أنه تناول سؤالاً خاصاً، تضمن إجابة تبدو غير
مقتنعة بصورة كبيرة، مع مايمثله منتصر، وجيل الشباب داخل الإخوان المسلمين، في ظل مايشبه الخلاف الحاد، حول توجه الآداء الإعلامي في الشهور الأخيرة.
ويرى، متابعون لشؤون الجماعة، أن الأزمة، ليست جديدة، وأن جوهرها هو التباين الواضح، بين رؤيتين، إذ يتبنى الجيل الأقدم بالإخوان المسلمين، مايصفه الشباب بأنه "الجيل الإصلاحي"، رؤية تتلخص في التمسك بالسلمية، بديلاً وحيداً، وهو الجيل الذي فشل، وفقاً لرأي الشباب بالجماعة، في التعامل مع نظام الانقلاب العسكري، منذ حدوثه، في الثالث من يوليو 2013، وماتبع ذلك من أزمات وصفت بأنها الأعنف، التي تواجهها الجماعة، منذ مايطلق عليه، محنة الستينيات، التي تعرضت لها إبان حكم الرئيس المصري، الراحل، جمال عبد الناصر.
اقرأ أيضا - مصر: تضارب الأنباء حول إقالة الناطق باسم جماعة الاخوان
أما، الرؤية الأخرى، التي يتبناها، ما يمكن وصفه، جيل الشباب، بالجماعة، فتتلخص في مصطلح، المنهج الثوري، الذي يحافظ على السلمية أيضاً، لكنه يتيح خيارات التفاعل مع مايفرضه الواقع السياسي من تحركات.
وقد مرت الأزمة الحالية، بمحطات بعضها متسلسل، وآخر متداخل ومتزامن في أحداثه المتشابكة، ويرصدها متابعون كما يلي:
أولاً: أدلى الأمين العام للجماعة، محمود حسين، بحديث مطول، أذيع بقناة "الجزيرة مباشر"، السبت الماضي، تناول فيه اسم المتحدث الإعلامي للإخوان، محمد منتصر، بالتعليق، وبما يوحي بأنه ليس متحدثاً رسمياً، مضيفاً في جانب آخر، التأكيد على المنهج السلمي، وبانتقاد مبطن" للمنهج الثوري"، الذي يتبناه تيار الشباب بالجماعة.
ثانياً: اعتبرت قطاعات كبيرة، داخل الجماعة وخارجها أيضاً، أن حديث حسين، ربما يعني ضمنياً، التخلي عن المنهج الثوري.
ثالثاً: أصدر منتصر، بياناً في اليوم التالي، الأحد، داعياً من خلاله، الشباب، للانتقال لما أسماه التحركات الثورية، قبل حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وهو الأمر، الذي فسره ، التيار الإصلاحي، بأنه قد يؤدي إلى تعامل أكثر قمعاً وخشونة من قبل السلطات المصرية، تجاه الجماعة، تحت ذريعة أنه اللجوء لشيء من العنف، في مقاومة قوات الأمن.
رابعاً: تلى ذلك، صدور قرار، بإقالة منتصر، وتعيين الدكتور طلعت فهمي، متحدثاً إعلامياً باسم جماعة الإخوان المسلمين، من خارج مصر، حيث يقيم في تركيا.
خامساً: رفضت مكاتب إدارية في محافظات مصرية، منها الإسكندرية، والقاهرة، هذا القرار، وأصرت على تثبيت منتصر، في مهمته، وكان لافتاً، إن قرار إقالته، وتعيين فهمي، لم ينشر حتى اللحظة، بالموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، على شبكة الانترنت.
وعلى هامش ذلك، وبسببه وبموازاته، رصد المتابعون، اشتعال المواقع، والحسابات الخاصة بالجماعة، بالخلافات، وإن بدا أن الأغلبية الكبيرة، ظلت مؤيدة لبقاء منتصر، والانحياز لرؤية،
المنهج الثوري، في التعامل مع النظام المصري.
وكان لافتاً أيضاً، ماخرج من تصريحات متبادلة، تؤكد على التزام الجميع، بالانطلاق من قاعدة أطلقها مرشد الجماعة، الدكتور محمد بديع، التي مررها منذ أيام، خلال إحدى جلسات محاكمته، بأن "المنهج السلمي، من ثوابت الإخوان المسلمين"، وأنه لاحياد عنه.
وفي تعليق لأحد شباب جماعة الإخوان في مصر، لـ"العربي الجديد"، قال: "إن أغلب الشباب مع القيادة الجديدة والمكتب الذي تشكل من الخارج، من باب "ينجح أو يفشل، بدلا من الاعتماد على مكتب قديم فشل في إدارة الأزمة".
اقرأ أيضا - إخوان اﻹسكندرية: لسنا ملتزمين إلا بقرارات الشورى والنهج الثوري