قررت مؤسسة حرية الفكر والتعبير (منظمة مجتمع مدني مصرية) اليوم الخميس، فصل مدير وحدة الأبحاث محمد ناجي، استناداً إلى ما نشره على حسابه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يعدّ اعترافاً بارتكابه انتهاكات وجرائم جنسية تجاه نساء.
وقد خاطب محمد ناجي إدارة المؤسسة مرتين، اﻷولى: عصر أمس، حين طلب إجراء تحقيق معه، والثانية: مساء أمس، عندما قدّم استقالته، ولم يتم قبولها.
وأكّّدت المؤسسة أنّ هذه الانتهاكات والجرائم تخالف القيم والمبادىء، التي تتبناها وتعمل على الدفاع عنها ولا تتسامح مع مرتكبيها، وتدعم المؤسسة كلّ الناجيات، وتعدهنّ بإجراء تحقيق مستقلّ حول مدى استغلال ناجي لعمله بالمؤسسة للقيام بالانتهاكات والجرائم الجنسية، إذ ترتبط بعض الوقائع المذكورة على مواقع التواصل الاجتماعي بعمل ناجي في المؤسسة.
وقالت المؤسسة في بيان لها، "إنها تلتزم بأن يكون التحقيق موسعاً وشاملاً تقوم به لجنة مستقلة، وأن تعلن نتائج هذا التحقيق وتتّخذ ما يلزم من إجراءات بشأن نتائجه، في أقرب وقت ممكن. وسيكون من واجبات لجنة التحقيق أن تتلقى وتنظر في أي شكاوى بخصوص التحرش الجنسي أو التمييز ضد أي من العاملين بالمؤسسة، مع وضع آلية آمنة لاستمرار تلقي مثل هذه الشكاوي في المستقبل".
وقدّمت المؤسسة اعتذارها عن عدم وضع سياسة لمكافحة التحرش الجنسي، ومكافحة التمييز خلال السنوات السابقة. ومن أجل ضمان أن يكون هناك مناخ آمن داخل المؤسسة، قالت إنّها ستسرّع في وضع سياسة داخلية لمكافحة التحرش الجنسي والتمييز، كانت قد بدأت في صياغتها مؤخراً، بما يتضمّن الإعلان عنها.
ونشرت المدافعة الحقوقية والناشطة السياسية، إسراء سراج الدين، وقائع تحرش جنسي بها، من قبل محمد ناجي، الباحث والحقوقي بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، وأرفقت سراج الدين شهادتها، بالاعتذار المسبق الذي نشره ناجي عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قبل أن يعطله.
وكان الباحث الحقوقي، محمد ناجي، قد كتب عبر حسابه الخاص على "فيسبوك"، منشوراً طويلًا يعترف فيه بتحرشه جنسياً بعدد من الفتيات، وقال إنه طلب من الوحدة القانونية بالمؤسسة الحقوقية التي يعمل بها، أن تحيله للتحقيق، وأنه يتحمّل جميع النتائج والمسؤولية.
وكتبت سراج الدين: "من خمس سنوات تعرضت لحادثة اعتداء بدني تبعها تعنيف نفسي (تهديد وترهيب) من صاحب الاعتذار المرفق، محمد ناجي مدير الوحدة البحثية بمؤسسة حرية الفكر والتعبير". وأضافت أنّ ما يحدث في المجال العام هذا الوقت، له آثار واضحة على كل السيدات، ويفتح صدمات قديمة تعيش داخلهنّ على مدار السنين، ومن هذا المنطلق، قرّرت سراج الدين عدم الاحتفاظ بالموضوع لنفسها أو الصمت مجدداً على وقائع التحرش الجنسي بها.