مصر: "الأهرام".. من الصورة "التعبيرية" إلى "حوار مع الرضيع"

26 يناير 2016
حوار الصحيفة أحدث سخرية واسعة (تويتر)
+ الخط -

نشرت صحيفة "الأهرام" القومية، الرسمية في مصر، أمس، حوارا مع رضيع ذي ثلاثة أشهر، حمله الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال تكريمه عدداً من شهداء الشرطة المصرية، في الاحتفالية الرسمية التي أقيمت منذ أيام.

الحوار، أجراه مساعد رئيس تحرير "الأهرام" الصحافي، جمال الكشكي، ونشرته الجريدة في صفحة "التحقيقات"، وعنونته بـ"حوار مع رضيع: نفسي أعيش في حضن بابا"، في صيغة "حوار"، أي أنه ليس مقالا أدبيا ولكنه مادة صحافية، واحتوى على عدة أسئلة، منها "اسمك إيه؟ عنوانك إيه؟ بابا بيشتغل إيه؟ إيه اللي حصل مع بابا؟ هل تعرف أن بابا مات دفاعًا عن العزة والكرامة؟ هل تعلم أنك كنت في حضن الرئيس يوم عيد الشرطة؟ ماذا تقول لنفسك عندما تكبر وترى صورتك مع الرئيس"، وانتهى الحوار بسؤال "ماذا عن أمنيتك الوحيدة"، وأجاب عليها الكشكي، نيابة عن الرضيع الذي "أجابت عيناه عن كل الأسئلة دون أن ينطق لسانه"، على حد تعبيره، بـ"نفسي أعيش في حضن بابا".


وقال الكشكي في تصريحات صحافية، ردا على الهجوم الشديد عليه وعلى الحوار والجريدة "إنه من أنواع الحوارات الصحافية التخيلية الإنسانية، التي تخرج عن نمط قالب الصحافة التقليدي، وسبق أن سار عليه شيوخ المهنة الكبار في حوارات تخيلية مع أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وغيرهم".

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" قد امتلأت صخبا على الحوار مع الرضيع المنشور في الجريدة الرسمية المصرية، كما انتقده العديد من الكتاب والصحافيين المصريين والعرب.


هذا الحوار، يعيد إلى الأذهان، الصورة "المفبركة" التي نشرتها الصحيفة ذاتها، في 14 سبتمبر/أيلول 2010، للرئيس المخلوع، حسني مبارك، تظهره وهو يقود الزعماء المشاركين في الجولة الأولى لمفاوضات السلام المباشرة، والتي عُقدت في العاصمة الأميركية واشنطن مطلع الشهر الجاري، وبررتها إدارة تحرير الجريدة بأن الصورة "تعبيرية".


ونشرت "الأهرام"، تعليقا على الصورة "المفبركة" على لسان رئيس تحريرها آنذاك، أسامة سرايا، بأن "الصورة التي نشرت في الأهرام يوم 14 سبتمبر/أيلول الجاري للزعماء المشاركين في إعادة إطلاق عملية السلام، هي صورة تعبيرية، وتؤكد دور الرئيس مبارك في تحقيق السلام".

وكانت "الأهرام" قد أعادت نشر صورة من صور القمة، بعدما قامت بوضع مبارك في المقدمة، بدلاً من أوباما الذي تراجع للصف الخلفي، في نفس يوم انطلاق الجولة الثانية للمفاوضات المباشرة بمنتجع "شرم الشيخ"، والتي استضافها الرئيس المصري في غياب الرئيس الأميركي، ووضعت تحت الصورة عنواناً يقول: "الطريق إلى شرم الشيخ".


اقرأ أيضاً: الإعلام المصري من ابن الثورة إلى ابن السلطة

المساهمون