مصريّو إسبانيا... هجرة حديثة العهد

21 يوليو 2016
أفراد من الجالية المصرية في إسبانيا(Getty)
+ الخط -

يعيش أفراد الجالية المصرية في مدريد وفالينسيا وفي جزر الكناري، لكن العدد الأكبر يتجمع في مدينتي برشلونة وأليكنته، وهم بذلك متفرقون بين مختلف المدن الإسبانية "وبالتالي من الصعب جمعهم تحت كيان واحد أو جمعية واحدة"، كما يوضح رئيس الجالية المصرية في مدريد فتحي سليمان.

يحاول فتحي سليمان، المهاجر المصري في إسبانيا والخبير في مجال السياحة جمع أفراد جاليته تحت سقف واحد من خلال مشروع الجمعية التي أسسها مؤخراً في مدريد، ويقول السيد فتحي في هذا الصدد: "أهم النشاطات التي تقوم بها جمعية الجالية المصرية هي فعاليات لربط أبناء الجيل الثاني من المصريين بأرض الوطن وتاريخ البلد، بالإضافة إلى دروس للأطفال لتعلم اللغة العربية، وهناك حالياً مقر قيد الإنشاء لاحتضان هذه النشاطات المختلفة."

وتعدّ الهجرة المصرية إلى إسبانيا هجرة حديثة، يقول فتحي لـ "العربي الجديد": "عندما قدمت إلى إسبانيا سنة 1981 كنا نكاد نكون ثلاثة أفراد مصريين فقط في المدينة"، أما عن أسباب هجرة المصريين إلى إسبانيا يضيف فتحي:" أغلب القادمين إلى إسبانيا يأتون إما للدراسة أو للعمل".

أما هجرة اليد العاملة المصرية فكانت مكثفة في التسعينيات، "وذلك على اعتبار أن فرص العمل كانت أكبر في إسبانيا في تلك الفترة التي كانت تعتبر حقبة الفورة الإقتصادية في الدولة الأوروبية وخاصة في مجال البناء والعقارات"، كما يوضح فتحي.

وعن السبب الآخر أيضاً لتكثف الهجرة المصرية إلى إسبانيا في ذلك الوقت، يضيف فتحي سليمان بأنها " فترة تصادفت مع قيام إسبانيا بفتح باب تقنين الأوراق لأي مغترب بلا أوراق وإقامة رسمية، مما دفع عدد من الأشخاص المصريين الذين كانوا يقيمون في فرنسا بشكل غير قانوني للقدوم إلى إسبانيا واغتنام الفرصة لتحسين أوضاعهم والحصول على الأوراق القانونية في النصف الأخير من التسعينيات".


ويعمل فتحي مديراً إقليمياً لشركة خاصة للسياحة والسفر، بالإضافة إلى منصبه الحالي كرئيس للجالية المصرية في مدريد، حيث يعتبر مجال السياحة من أهم المجالات التي يعمل بها أبناء الجالية في إسبانيا، إذ تعتبر مصر من أهم الوجهات السياحية التي يقصدها المواطنون الإسبان، ويؤكد السيد فتحي على ذلك بقوله: " إن مصر هي وجهة سياحية مهمة لكل الناس حول العالم وليس فقط للإسبان، وزيارتها تعتبر حلم لكل المثقفين في العالم وذلك لمشاهدة ودراسة الآثار الفرعونية وتاريخها".

وفي مايو/أيار نظمت الجالية المصرية وقفة تضامنية لدعم شركة مصر للطيران، بعد حادثة سقوط الطائرة المصرية في مياه المتوسط في شهر أيار الماضي، بحضور عدد من العائلات المصرية في العاصمة الإسبانية وبمشاركة عدد من الأصدقاء وموظفي الشركة من الإسبان.

"العربي الجديد" التقت أيضاً مع المخرج السينمائي والكاتب المصري باسل رمسيس، المولود في القاهرة في عام 1973 والمقيم في إسبانيا منذ عام 1998، فتحدث عن نشاطه و هجرته إلى إسبانيا قائلا :"قدومي إلى إسبانيا كان لأسباب شخصية، لكنني تمكنت أيضاً من دراسة السينما هنا، وأتممت أول عمل لي في سنة 2000 وهو "الجانب الآخر"، وكان يتحدث عن قضية المهاجرين وتجمعاتهم الخاصة في حي من أحياء مدريد المشهورة".

يعمل باسل أيضاً بتدريس السينما منذ عام 2006 في إسبانيا وعدة دول عربية بالإضافة، إلى بلده الأم مصر والتي يزورها بشكل دوري كما وضّح لنا. وقد أخرج العديد من الأعمال التي لاقت صدى واسعاً في إسبانيا، ومن أهمها فيلم "مراجيح" و "سكر برة"، واللذين يعالجان قضايا المرأة في العالم العربي وخاصة فيلم "سكر برة"، الوثائقي الذي يعالج قضية الزواج المؤقت والمدفوع الأجر للفتيات الفقيرات في مصر.

ويقول عن هذه التجربة: " في كل عروض الفيلم في إسبانيا كانت أغلبية الحضور من الإسبان وليس العرب للأسف، مع أن الموضوع لا يخص المصريين فقط، ولكن يمسّ عدة دول عربية أخرى تعاني فيها الفتيات الصغيرات من نفس المشكلة، كالمغرب مثلاً وسورية حديثاً".

دلالات
المساهمون