خرجت عدة مظاهرات بمحافظة الإسكندرية، شمال مصر، اليوم الجمعة، احتجاجاً على التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية، ضمن دعوات التظاهر التي أطلقها نشطاء، وحركات ثورية، من مختلف التيارات السياسية والحزبية، الرافضة لاتفاقية ترسيم الحدود الأخيرة مع السعودية.
وبدأت الحشود الهتافات الرافضة لما أسموه "بيع مصر"، أمام مسجد الاستقامة، وسط الجيزة، وميدان مصطفى محمود بالمهندسين، غرب الجيزة.
وفور انطلاق التظاهرة في ميدان مصطفى محمود في المهندسين، قامت قوات الأمن بإطلاق خرطوش وقنابل مسيلة للدموع، في محاولة لتفريق المتظاهرين، وسادت حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وفي منطقة الهرم في الجيزة، اعتدت قوات الأمن بالخرطوش وقنابل الغاز على المتظاهرين، في منطقة الهرم، عقب صلاة الجمعة، مما أدى إلى إصابة مصور صحافي بطلقات الخرطوش، ويجري نقله إلى إحدى المستشفيات الخاصة، واعتقلت قوات الأمن عددا من المتظاهرين في الهرم.
كما تظاهر المئات من شباب الحركات الثورية والشبابية أمام نقابة الصحافيين، وسط القاهرة، منددين ببيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، مرددين هتافات "يسقط يسقط حكم العسكر"، "عواد باع أرضه"، "يا أبو دبورة ونشر وكاب إنت اللي صنعت الإرهاب"، "مصر يا تكية باعوكي شوية حرامية".
وفي منطقة الورديان في الإسكندرية، اعتدت قوات الأمن على المتظاهرين بإطلاق الخرطوش وقنابل الغاز، وتكرر الأمر في منطقة الرملة، والإبراهيمية والتي تركزت فيها تظاهرات الحركات الثورية وحركة 6 أبريل.
وأضافت المصادر أن المقبوض عليهم تم احتجازهم بتهمة ارتكاب جرائم إهانة رئيس الجمهورية، والتظاهر بدون تصريح بالمخالفة للقانون، والقيام بأعمال شغب، والتحضير لأعمال عنف، فيما قال شهود عيان إن قوات الأمن بالإسكندرية فرقت بالقوة تجمعاً لعدد من الشباب في منطقة الإبراهيمية وسط المدينة، قبل تنظيمهم تظاهرة في وسط المدينة.
وأشار الشهود إلى حدوث حالة من الكر والفر في المنطقة المحيطة بعد إصرار عدد من المتظاهرين على استكمال مظاهراتهم، والتصدي لاعتداءات قوات الأمن على المشاركين.
وقال إسلام الحضري، الناشط المستقل، والمنسق السابق لحركة شباب 6 أبريل في الإسكندرية، إن قوات الأمن ألقت القبض، قبل قليل، على 5 من النشطاء وذلك بالتزامن مع التظاهرات التي دعت إليها مجموعة من القوى السياسية باسم "الأرض هي العرض".
وقال مجدي النقيب، أحد النشطاء السياسيين في الإسكندرية المشاركين في المظاهرة، إنه تم إلقاء القبض على 6 أشخاص، في أثناء التجمع بعد صلاة الجمعة في محطة ترام الإبراهيمية، وسط المدينة، وذلك للتظاهر بجمعة "الأرض هي العرض".
وأوضح أن حملة اعتقالات ومطاردات عشوائية تتم حاليا في الشوارع، ضد من يشتبه في مشاركته في أية فعاليات مناهضة للنظام الحالي.
وتشهد المدينة الساحلية تدابير أمنية مكثفة تفرضها قوات الشرطة والجيش لمنع الاحتجاجات، وقد نشرت عدداً من الكمائن في مداخل وخارج المدينة.
ورفع المشاركون في المسيرات، التي خرجت في مناطق برج العرب، والمنتزه، والعوايد، لافتات منددة ببيع الأراضي المصرية والقمع المستمر بحق معارضي النظام، منها "الأرض هي العرض"، و"عواد باع أرضه". وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للنظام الحالي برئاسة عبد الفتاح السيسي، ومطالبة برحيله، منها "عواد باع عرضه"، و"السيسي فاشل إرحل يا خاين"، مؤكدين استمرار فعالياتهم السلمية المناهضة لحكم العسكر.
كما ردد المشاركون هتافات مناهضة للجيش والشرطة إلى جانب أخرى تطالب بوقف التعذيب داخل السجون ومقار الاحتجاز، وبمحاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين.
من ناحية أخرى، أعلن حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" عن تشكيل غرفة عمليات لمتابعة ورصد وتقديم الدعم القانوني والسياسي والإعلامي للحراك الجماهيري الرافض لقرار التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، لصالح المملكة العربية السعودية ضمن اتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين البلدين.
في المقابل، شددت قوات الأمن بالإسكندرية، من إجراءات تأمينها المناطق الحيوية، والمنشآت الشرطية، وانتشر عدد من الكمائن الثابتة والمزودة بالأسلحة الثقيلة والمتحركة بمشاركة عناصر من الجيش والقوات البحرية.
كما تقدم الأمين العام لائتلاف "تحيا مصر"، المساند للانقلاب العسكري، المحامي طارق محمود، ببلاغ إلى النائب العام ضد الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح، بعد دعوتها إلى التظاهر تحت اسم جمعة "الأرض يعني العرض"، بالمخالفة للقانون عبر صفحتها الرسمية على موقع "تويتر". وقال محمود، خلال البلاغ، إن إسراء دأبت وغيرها ممن يسمون أنفسهم بالنشطاء على التحريض ضد الدولة المصرية ومؤسساتها عن طريق نشر أخبار وادعاءات كاذبة تمس قرارات رئيس الجمهورية والحكومة المصرية.