وأكد صاحب المركب الغارق، محمد جابر، وشهرته "محمد اللنش"، في تصريحات خاصة أن عدد الضحايا أكثر من ذلك، مشيراً إلى أن المركب الغارق كان عليه أكثر من 100 شخص بينهم عدد كبير من السيدات والأطفال، وأن معظم هؤلاء في عداد المفقودين، موضحاً أنه من الصعب انتشال جثث الكثير من الضحايا بعد أن جرفها التيار إلى أماكن بعيدة، وأن إمكانات شرطة المسطحات المائية المصرية لا تمكنها من سحبهم من قاع نهر النيل.
وقالت وزارة الصحة في بيان لها اليوم الجمعة، إن عدد حالات الوفاة في حادث مركب الوراق ارتفع إلى 31 غريقا بعد انتشال جثث جديدة، مضيفة أنه تم نقل 4 إلى مشرحة معهد ناصر، و7 جثث إلى مشرحة مستشفى التحرير العام بحي إمبابة، وأنه لا تزال جهود البحث عن الضحايا مستمرة.
وأفاد مصدر أمني بوزارة الداخلية، بأن قوات الإنقاذ النهري تواصل جهودها للبحث عن المفقودين في حادث غرق مركب الوراق شمال الجيزة، وأنها بدأت تسبح على مسافات بعيدة عن مكان غرق المركب في ظل تحرك الجثث بعيدا عن مكان الحادث، حيث تم انتشال جثة على مسافة بعيدة من المكان الأصلي.
وأضاف المصدر في تصريحات خاصة أن قوات الإنقاذ تعمل على مدار الـ24 ساعة حتى انتشال آخر جثة وتسليمها كما وعدت الأهالي.
ونجحت أجهزة الأمن في إقناع الأهالي الذين قطعوا الطريق بسبب عدم العثور على جثث ذويهم بفتح الطرق، خاصة في ظل العمل المتواصل من قوات الإنقاذ النهري لانتشال الجثث.
وكانت الحصيلة الأخيرة التي وزعتها وزارة الصحة المصرية صباح اليوم الجمعة قد رفعت عدد القتلى إلى 29 قتيلاً، بينما أعلنت الشرطة الخميس، مقتل 19 شخصاً في حادث الاصطدام الذي جرى مساء الأربعاء في منطقة الوراق، شمال العاصمة القاهرة، حيث كان الركاب يحيون حفل خطوبة على مركب استأجروه عندما اصطدم بالمركب التجاري (الصندل).
وأفاد بيان لوزارة الصحة بأن المسعفين ما زالوا، الجمعة، يبحثون عن جثث، بحسب فرانس برس.
وتم توقيف قائد الصندل وثلاثة من مساعديه لأربعة أيام على ذمة التحقيقات "بجريمة القتل الخطأ ومخالفة الشروط والقواعد الخاصة بالنقل البحري"، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.
وشهدت منطقة الوراق بالجيزة، صباح أمس الخميس، تجمهر عدد كبير من الأهالي وأسر ضحايا المركب الغارق، ونشبت مشادات بين أهالي ضحايا المركب وقوات الإنقاذ النهري والحماية المدنية، بعد قيام رجال الإنقاذ بانتشال المركب من مياه نهر النيل.
وردد البعض هتافات: "عاوزين ولادنا مش عاوزين المركب"، وقطع البعض طريق كورنيش الوراق، وأشعلوا النيران في القمامة ووضعوا حواجز من النخيل وأحجاراً وسط الطريق، متجهين في مسيرة إلى قسم شرطة الوراق.
وكانت عناصر الإنقاذ النهري توقفت عن البحث عن المفقودين، ما دفع عدداً من أهالي المفقودين للبحث بأنفسهم عن ذويهم، باستخدام مراكب الصيادين.
ونقلت السلطات المصابين إلى معهد ناصر ومستشفى التحرير العام، كما تم نقل جثث المتوفين إلى مشرحة مستشفى التحرير ومعهد ناصر القريب من مكان الحادث.
ويعتبر الحادث الذي راح ضحيته نساء وأطفال بشكل خاص، أسوأ كارثة من نوعها منذ أبريل/نيسان 2011، عندما قتل 22 شخصاً بعد انقلاب عبّارتهم في النيل جنوب مصر.