أكد مصدر مقرب من رئيس حكومة "الوفاق الوطني" الليبية فايز السراج، تلقّي الأخير دعوة لزيارة موسكو، نافياً في الوقت عينه، تلبية الدعوة خلال أيام، في حين نفى مصدر في الوفد المرافق للواء المتقاعد خليفة حفتر، ما تردد حول عقد لقاء مع السراج، في العاصمة الروسية، اليوم السبت.
وأكد مصدر في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، لــ"العربي الجديد"، اليوم السبت، تلقّي السراج دعوة لزيارة العاصمة الروسية، لكنه نفى أنه سيلبي هذه الدعوة خلال أيام، بل ستكون في وقت لاحق، مؤكداً أنّ الدعوة الروسية لا علاقة لها بلقاء حفتر في روسيا.
وأشار المصدر إلى أنّ "السراج كان قد التقى حفتر مرتين، ونتج عن لقائه معه اتفاق معلن وواضح في باريس، ولا حاجة للقاءات أخرى بقدر ما تكون الحاجة لتنفيذ الاتفاق".
كما لفت إلى أن "رئيس المجلس الرئاسي سيناقش خلال زيارته المرتقبة لروسيا ملفات تتعلق بالنزاع الحالي القائم في ليبيا، ولكن الأمر لا يتعلّق بلقاء أي شخصية ليبية ممثلة لأي طرف بما فيها حفتر"، مبيناً أنّ من جملة الملفات التي سيناقشها السراج مع الجانب الروسي، ومنها تفعيل اتفاقات ليبية روسية سابقة عسكرية وتجارية.
إلى ذلك نفى المصدر، علم المجلس بتفاصيل اللقاء الحالي الذي تجريه روسيا مع حفتر، لكنّه أكد قبول الأخير بعمل مؤسسة الجيش تحت سلطة مدنية ستفرزها انتخابات مقبلة، مشيراً إلى حلحلة نسبية في الأزمة الليبية.
لكنّ المصدر استدرك بالقول إنّ "إعلان باريس لم يرَ النور حتى الآن، مع أنّ المجتمع الدولي يدعمه ويعتقد أنّ الاتفاق يسير في ركب الحوار لحل الأزمة الليبية بعيداً عن السلاح". وأوضح أن المجلس الرئاسي ينتظر اتفاقات ليبية تجري في الوقت الحالي، من خلال ممثلي القبائل وشيوخ المصالحة الوطنية، للمضي إلى انتخابات عاجلة في ليبيا.
وعلى الجانب الآخر، نفى مصدر في الوفد المرافق لحفتر، ما تردد حول عقد لقاء مع السراج، في موسكو، اليوم السبت، وأكد لصحيفة "إزفيستيا" الروسية، أنّه "ليست لدى المشير حفتر مثل هذه الخطط. هذه المعلومات ينشرها مصدر مجهول في موسكو".
وأوضح أنّ حفتر سيعقد محادثات مع ممثلي وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين، ستركّز على مسألة الهجرة من الساحل الليبي إلى أوروبا، وغيرها من القضايا.
ورغم أنّ روسيا تبحث عن زيادة دورها في الوساطة بين الأطراف الليبية، فإنّها لا تخفي رهانها على حفتر الذي زار روسيا مرتين في العام الماضي، كما تردّدت أنباء عن زيارة أخرى في مارس/آذار الماضي، وذلك بالتزامن مع تسريبات إعلامية حول وجود قوات روسية على الحدود بين مصر وليبيا.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، صعد حفتر إلى متن حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" التي كانت في طريق عودتها من سورية، وتحدّث من على متنها مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في اجتماع عبر الفيديو.
وعلى الرغم من انحيازها لدعم حفتر، فإنّ موسكو ترفض بدء تسليح قواته، في العلن، إلى حين رفع الحظر الدولي على توريد الأسلحة إلى ليبيا.
وكان رئيس مجموعة الاتصال الروسية حول ليبيا، ليف دينغوف، قد صرّح، أمس الجمعة، لوكالة "إنترفاكس" الروسية، بأن حفتر والسراج سيصلان إلى موسكو، اليوم السبت، وسيعقدان محادثات حول قضايا المصالحة.
يذكر أن السراج التقى مع حفتر، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في مطلع مايو/ أيار الماضي، لأول مرة، قبل أن يُعلن عن اتفاق بينهما، في لقائهما الثاني، في 25 يوليو/ تموز الماضي، في العاصمة الفرنسية باريس، تمثّل في إعلان وقف لإطلاق النار والذهاب إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، قبل مارس/ آذار 2018.