مصادرة وإحراق "ربطات الخصر" النسائية تثير جدلاً في اليمن

19 ديسمبر 2019
مصادرة الأحزمة من الأسواق وإحراقها (فيسبوك)
+ الخط -



أثارت حملة ميدانية نفذها الحوثيون في عدد من أسواق صنعاء لمصادرة وإتلاف أحزمة "البالطوهات" النسائية أو ما تسمى بـ"ربطات الخصر"، جدلاً واسعاً وردود فعل مختلفة بين اليمنيين خلال اليومين الماضيين.

وكانت عناصر تابعة لجماعة الحوثي قد نفذت حملة ميدانية، الثلاثاء الماضي، داهمت فيها محلات بيع الملابس في صنعاء، بهدف مصادرة الأربطة الخاصة بنوع من العباءات النسائية التي تسمى محليا بـ"البالطوهات"، ليتم إحراقها تحت وقع صرخة الحوثيين المعروفة "الموت لأميركا"، بحسب مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي السياق، قال صاحب متجر عباءات يمنية رفض الكشف عن اسمه، إنّ عناصر مسلحة تضع شعار الحوثيين على أسلحتها اقتحمت محله الكائن في شارع هائل بصنعاء لتقوم بجمع أربطة "البالطوهات" دون أي مبرر.

وأضاف مالك المتجر لـ"العربي الجديد": "جمعوا كل الأربطة وأخذوها، وحذرونا من بيعها. قالوا إنهم سيغلقون المحلات إن قمنا ببيع هذه الأربطة للزبائن". مشيرا إلى أن العناصر الحوثية تعتقد أن هذه الأربطة "تبرز مفاتن المرأة وتشيع الفساد بين اليمنيين".

ويبرر بعض المؤيدين للحوثي هذه الخطوة بقولهم إن "ربطات الخصر" تثير فتنة الرجال وتعمل على إغرائهم، لكن حقوقيين اعتبروا أن هذه الممارسات تهدف إلى ابتزاز مُلاك محلات الملابس النسائية، وتمثل استمرارا لممارسات التضييق على الحريات الشخصية للنساء.

ناشطة حقوقية في صنعاء اعتبرت هذا الإجراء اعتداء على الحقوق والحريات التي كفلها الدستور اليمني للمرأة اليمنية.

وقالت الحقوقية، التي رفضت الكشف عن اسمها، لـ"العربي الجديد"، إنّ الحوثيين "يعيشون تناقضا عجيبا، إذ نلاحظ كثيرا من النساء التابعات لهم يختلطن بالرجال ويمارسن حياتهن بشكل طبيعي، لكنهم يمنعون باقي النساء من ذلك بل ويقومون بتحديد ما يلبسن أيضا، بالطريقة نفسها التي تمارسها جماعة داعش"، مشيرة إلى أن منع بيع "العباءات التي تتوسطها أربطة ليست إلا شكلا من أشكال التطرف والتخلف الذي يجب أن يرفض ويواجه بكل الطرق المشروعة".

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من التعليقات المستنكرة والساخرة من هذه الإجراءات. ففي منشور مقتضب على صفحتها بـ"فيسبوك"، استنكرت وكيلة وزارة الشباب والرياضة لقطاع المرأة نادية عبد الله، هذه الممارسات.

وقالت: "أحزمة البالطو حرام وعار.. لكن خطف البنات والاعتداء على أمهات المعتقلين وإهانتهن حلال.. وتجنيد المرأة وتلبيسها حزام رصاص حلال.. وأخذ النساء إلى جبهات القتال حلال!!".

بدوره، قال الشاعر اليمني عبد المجيد التركي ساخرا: "بعد أن تم إحراق أحزمة العبايات يوم أمس.. سنتتصر ونستلم مرتباتنا المقطوعة منذ ثلاث سنوات ونصعد إلى الفضاء، ونخصب اليورانيوم، كانت هذه الأحزمة أخطر من الأحزمة الناسفة وأخطر من الجوع الذي يفتك بالشعب، وأخطر من أنفلونزا الخنازير".


وبالأسلوب الساخر نفسه، قالت الإعلامية أمة الله الحجي: "يفترض تحريم لبس العباية نهائيا.. لو كانت النساء اليمنيات مثل بقيه الشعوب الثائرات، لقمن بردة فعل خلع العباية والبرقع والتوقف عن الإغراء بلبس ما يثير الشك وتطفل الرجال الحمقى وإثارة فضولهم لما تحت العباية من ملابس الشتاء التي تظهر أجسادهن مكتنزة وممتلئة"، مشيرة إلى أن مثل هذه الخطوة قد تساهم في شفاء الهوس الحيواني". 

المساهمون