مصائر المثقف

23 مارس 2015
عبد الرحمن منيف في بيته بدمشق
+ الخط -

وقفة سعاد قوادري دفاعاً عن الإرث الأدبي لرفيق دربها عبد الرحمن منيف، مشهد تراجيدي بامتياز. كل ما هو شخصي فيه يحيل إلى الجماعي ويستعيد الدروب الشقيّة التي سار عليها المثقف العربي الذي احترم نفسه وشعبه.

لا يتعلق الأمر بصاحب "مدن الملح" وحده، فمصائر الأمور تفتح دفتر الاستعارات. وعلى الفور يذكّرنا نهب مكتبة منيف في دمشق بتدمير بيت جبرا إبراهيم جبرا في بغداد عام 2010.

أية مصائر مريرة لبيوت المثقفين العرب بين الغزو الأجنبي والاستبداد الداخلي - "غزاة الداخل والخارج" كما كان يسمّيهم هجّاء زمانه عبد الوهاب البياتي.

عاش منيف حياته بشجاعة تليق بكاتب وحفر أكثر من غيره في أخدود الحرية الصلد، وما زال صوته مسموعاً بعد عقد وسنة على رحيله.

المفزع أن زوجته وحدها الآن تدافع عنه وتحاول استرداد ما نهب من مكتبته في زمن الخراب السوري الكبير. لكن، في خضم الفزع، لا نستطيع إخفاء إعجابنا بالسيدة سعاد ومثيلاتها.

بعد رحيله عام 2004 حاول السفير السعودي في دمشق احتواء عائلة منيف الذي سُحبت منه جنسية بلده. يقال إنه عرض عليهم إعادة الجنسية وأن ردّ زوجته كان: ما سُحب من عبد الرحمن في حياته لا نقبله بعد موته.

ملف العربي الجديد في الذكرى العاشرة لرحيل عبد الرحمن منيف

المساهمون