مشوار طويل نحو الطفولة

15 فبراير 2020
رولا أبو صالح / سورية
+ الخط -

كي أرتّب الأشياء مرة ثانية:
سأختار الصفّ الذي يطلّ على الشارع الرئيسي
سأحبّ البنت التي تعيش في شارع الجبل
(خلف المستشفى، مباشرة)

صحيح أنني سأنتسب من جديد للحزب الشيوعي
لكن سأنشقّ هذه المرّة
ولن أنتسب بعدها لأحد.

سأصبح "لا منتمياً" لأني حينها
سأكون قد قرأت "سقوط الجدار السابع" في الأول الإعدادي
قبل كولن ولسن.

لا بد أن أُعيد النظر في أشياء أخرى كثيرة:
كأن أقول للبنت التي صعدت أمامي على درج السوق
أن الارتجاج العظيم الذي رأيته
كفيل بأن يغيّر تاريخ المنطقة ويمنح تضاريسها مزيداً من الأنهار والأشجار الحرجية وسهول القمح
وأنّي أحب ذلك.

وأن أقول لأبي أنّي أدخّن كل يوم
وإنّ عليه أن لا يغضب
لأنني أظن
أن احتمالات الموت أكثر مما يعتقد دكتور عيادة المخيم

ربما عليّ أيضاً
أن أصوم أياماً أكثر في رمضان
لأني لن أصوم بعدها أبداً.


(شاعر من فلسطين)

المساهمون