أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل، اليوم السبت، عن "استعداد حماس للتوافق على استراتيجية وطنية مشتركة وأن المصالحة بحاجة لتنفيذ اتفاقيات المصالحة السابقة، إذ إنه لا تحرير بلا وحدة".
وقال مشعل في كلمة مسجلة ألقيت باحتفال لحركة حماس بانطلاقتها التاسعة والعشرين في مدينة رام الله، إن "معركتنا مع الاحتلال، فهذه هي أصل القضية، قضية أرض محتلة وتحرير، ومعركتنا واحدة مع إسرائيل، التي قتلت أبناءنا ودنست مقدساتنا، وعدتنا فيها هي المقاومة بكل أشكالها المسلحة والشعبية والدبلوماسية. وجاهزون للتوافق على استراتيجية وطنية مشتركة، فلا تحرير بلا مقاومة ولا انسحاب إسرائيلي بدون ضغط على الاحتلال".
وحول المصالحة مع حركة فتح، قال رئيس المكتب السياسي إنه "لا تحرير بلا وحدة صف ولا استقلال إلا إذا أنهينا الانقسام وتحققت مصالحتنا، فحماس جاهزة لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام على أساس الاتفاقيات السابقة".
وأضاف أن "ذلك كله في إطار بناء منظمة التحرير ويكون الجميع فيها، ونفعل إجهزتنا ومؤسساتها، ونكون شركاء في القرار والسياسة والمقاومة"، معلناً عن "جاهزية حماس لذلك من أجل تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني".
وشدد على "أهمية العمق الاستراتيجي مع الأمة العربية والإسلامية فهي شريكة بقضية فلسطين"، قائلاً "نحن نتعامل مع الدول العربية والإسلامية ومع الأنظمة بشكل متوازن، فلا نتدخل في شؤون الدول العربية، ولكننا نريد أن نحمي قرارنا الفلسطيني المستقل ونحن شركاء مع العرب في ذلك".
وخاطب مشعل العالم في ظل إدارة أميركية مقبلاً، قائلاً "عبثاً تحاولون إذا تجاهلتم قضية فلسطين، عبثاً تحاولون استرضاء إسرائيل، عبثاً تحاولون نقل سفاراتكم إلى القدس. فالقدس لا مساومة عليها، إن شئتم أن تنفعوا شعبنا وأن تمكنوه من التخلص من الاحتلال، وإلا ستفشلون في سياستكم".
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، في حديث لـ"العربي الجديد"، حول الأجواء الإيجابية مع حركة حماس "لسنا بصدد جلسات مصالحة، الأمور شديدة الوضوح، لدينا اتفاقيات، لكن العلة بالنفوس وكيف يمكن لنا أن نكسر هذا الحاجز، الذي بدأ بكسره خالد مشعل في كلمة له خلال مؤتمر فتح السابع، وهو ما لقي ارتياحاً شديداً".
وأكد زكي أنه "آن الأوان لأن يتم قطع شوط في المصالحة، وفق دراسة عميقة لما يجري لدينا وفي الإقليم وفي المجتمع الدولي". وشدد على "وجود اتصالات جديدة مع حركة حماس، ووجود قضايا ثلاث مطروحة على حركة فتح. فالقضية الأولى كيف ننهي هذا الانقسام وتحقيق الوحدة، والثانية بإعلاء شأن منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تتسع الجميع، ودراسة ما يجري في الإقليم والعالم من متغيرات".