وكانت مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، قد أبلغت أعضاء مجلس الأمن في جلسة الجمعة الماضي، أن بلادها تعتزم التقدم بمشروع قرار يلبي خمسة مطالب رئيسية كان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن لوكوك، قد ناشد مجلس الأمن، خلال جلسة العمل نفسها لإنجازها.
وتشمل المطالب الخمسة: وقف الأعمال العدائية، وتسهيل وحماية الإمدادات الغذائية وغيرها من السلع الأساسية في جميع أنحاء البلاد، ودعم الاقتصاد اليمني عن طريق ضخ العملات الأجنبية ودفع الرواتب والمعاشات، وزيادة التمويل والدعم لعملية المساعدات ودعوة الأطراف المتحاربة في اليمن إلى العمل مع المبعوث الأممي الخاص (مارتن غريفيث) لإنهاء النزاع.
من جهته، قال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، إن هناك "شواغل (تحفظات) كثيرة" على مشروع القرار البريطاني. وأضاف العتيبي، قبيل اجتماع مجلس الأمن: "لدينا شواغل كثيرة على مشروع القرار، وهناك بعض التعديلات التي سيتم بدء التفاوض بشأنها اعتبارًا من غد الثلاثاء".
وردًا على أسئلة الصحافيين بشأن تلك التحفظات، قال السفير الكويتي، إن "مشروع القرار يدعو الأطراف المعنية إلى وقف القتال، ونحن نريد تغيير ذلك إلى المطالبة وليس مجرد الدعوة".
وأضاف: "أيضًا لا توجد إشارة إلى قرار مجلس الأمن السابق رقم 2201، وهناك أيضًا بعض الشواغل الفنية في مشروع القرار"، من دون تفصيلها.
وأصدر مجلس الأمن قراره 2201 في 15 فبراير/شباط 2015، وطالب الحوثيين بسحب مسلحيها من المؤسسات الحكومية، والانخراط في مفاوضات السلام.
حول توقعاته بشأن موعد التصويت على مشروع القرار البريطاني، استبعد السفير العتيبي، أن يجري التصويت عليه خلال الأسبوع الجاري، مرجحًا التصويت عليه الأسبوع المقبل.
ومساء الاثنين، نقلت "رويترز" عن سكان أن الطائرات الحربية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي قصفت مواقع يسيطر عليها الحوثيون في مدينة الحديدة، بينما احتدمت الاشتباكات في ضواحي المدينة، مما قوض الهدوء الذي عزز الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأضاف السكان أن التحالف نفذ أكثر من عشر ضربات جوية وإنه يمكن سماع أصوات اشتباكات عنيفة على أطراف المدينة التي يسيطر عليها الحوثيون، من على مسافة أربعة كيلومترات من الميناء. وقال أحد السكان إن صاروخا متوسط المدى أطلق من وسط المدينة صوب حي (7 يوليو) حيث تستعر المعارك البرية.
وكانت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، قد أعلنت أمس الأحد استعدادها لتجميد وإيقاف العمليات العسكرية في جميع الجبهات، مؤكدة في الوقت نفسه وقف هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ على كل من السعودية والإمارات وحلفائهما داخل اليمن.
وتشهد الأزمة اليمينة حراكاً دبلوماسياً أممياً ودولياً مكثفاً، منذ أسابيع، يحمل دعوةً ملحة لوقف الحرب، التي خلفت كارثة إنسانية في هذا البلد، أوصلت شعبه إلى حافة المجاعة.
وكان مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، قد أكد يوم الجمعة الماضي، أن أطراف الأزمة اليمنية "قدمت تأكيدات جادة" بالتزامها بحضور محادثات سلام، من المقرر إجراؤها قريباً في السويد.
وتحدث غريفيث كذلك عن زيارته إلى صنعاء خلال الأيام المقبلة، للقاء قيادة الحوثيين والحديث عن ضرورة إجراء المفاوضات. وقال إنه مستعد لمرافقة الوفد الحوثي إلى المشاورات، إذا كانت هناك حاجة. وأكد ضرورة أن تكون التسوية جامعة وتحظى بدعم شعب اليمن. وقال إنه على وشك التوصل إلى اتفاق حول تبادل الأسرى والمعتقلين بين الأطراف.
(وكالات، العربي الجديد)