مشروع إعادة تدوير النفايات الإلكترونية في بوروندي

04 سبتمبر 2015
مخاطر تلويث البيئة بالزئبق والرصاص (GETTY)
+ الخط -
أجهزة حواسيب وتلفزيونات وثلاجات قديمة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية التي تجاوزتها حاجة الإنسان، تتراكم في زوايا المدن البوروندية وتتآكل تدريجياً متسبّبة في العديد من المضار البيئية، نظراً لاحتوائها على مواد سامّة مثل الرصاص والزئبق. وضع كان ليلقي بظلاله على حياة الناس، لولا ظهور مركز تجميع وتدوير تلك النفايات، لصاحبه روجير ويدراوغو.


ويدراوغو أنشأ مركزاً متخصّصاً في تجميع وإعادة تدوير، أو "منح حياة ثانية"، لجميع أنواع الأدوات والأجهزة الكهربائية والإلكترونية. وعن تجربته، يقول: "ينبغي على المنتجين الانخراط بشكل أكبر في إدارة تلك النفايات"، لافتاً إلى أنّ "الأخيرة يمكن أن يكون لها تأثيرات وخيمة على صحة الإنسان وبيئته".

أما عن توجّهه نحو إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، فأشار إلى أن شاشات الحواسيب وبعض اللوحات الرقمية أو حتى الهواتف المحمولة، تحتوي على كمّيات كبيرة من الرصاص قادرة، عند إلقائها، على التسرّب إلى باطن الأرض وتلويث التربة والمياه، ومنها إلى جميع مكوّنات السلسلة الغذائية للإنسان، لينجم عن ذلك أمراض خطيرة على غرار تلك التي تمسّ الجهاز العصبي للإنسان.

ويدراوغو اختار حيّ "الكرامة" بكيناما، إحدى الضواحي الشمالية للعاصمة بوغمبورا، ليكون مقرّاً لمركزه المتخصّص في إدارة النفايات الكهربائية والإلكترونية. ففي قاعة خارجية تجمعت لوحات المفاتيح ومحوّلات أجهزة الكمبيوتر إلى جانب المواقد الكهربائية وكابلات الهواتف، وأجهزة التلفزيون القديمة والبطاريات وغيرها من الأدوات والمعدّات، وجميعها مسجّلة بعناية في سجلات خاصة بحسب طبيعة الأشياء والأغراض التي يمكن أن تستخدم من أجلها.

اقرأ أيضاً: النفايات الإلكترونيّة تنشر سمومها

عقب عملية التجميع، يوضح ويدراوغو، "نقوم بتسجيل جميع تلك المعدات ضمن ملفات خاصة قبل أن نمرّ إلى عملية الفرز ثم التفكيك"، مضيفا أنّ "الفنّيين، وعددهم 5، هم من يحدّد الأشياء القابلة لإعادة التدوير من دون أن يكون لها تأثيرات جانبية على حياة الإنسان وعلى البيئة".

ويدراوغو أشار أيضاً إلى أنّ مركزه تمكّن، حتى نهاية يوليو/ تموز الماضي، من تجميع 23 طناً من النفايات، مشيراً إلى أنّ المؤسسة تستهدف تجميع 30 طناً للعام الجاري، و50 طناً في عام 2016.

ويتابع "الحديد والبلاستيك وغيرها من المعادن يمكن إعادة تدويرها في البلاد، في حين أننا نقوم بتصدير الشاشات والبطاريات"، لقاء مبالغ متّفق عليها ومتواضعة من المال.

وتعتبر بلجيكا الوجهة الأوروبية التي تستقبل النفايات الإلكترونية التي تصدّرها مؤسسة ويدراوغو، حيث تتعامل مع اثنتين من المنظمات البلجيكية غير الحكومية (وورلد لوب وكلوز ذو غاب). وأوضح ويدراوغو أنّ العملية تتم وفقاً للمعايير المتّفق عليها مسبقاً. وتنشط مؤسسة ويدراوغو في 3 بلدان هي بوروندي ورواندا وتنزانيا.

اقرأ أيضاً: أميركا والصين الأكثر إنتاجاً للنفايات الإلكترونية

دلالات
المساهمون