تبدأ أطراف الصراع في دولة جنوب السودان، السبت، مشاورات في الخرطوم لتشكيل حكومة انتقالية، طبقاً لاتفاق سلام نهائي وقّعته الأطراف في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وتوسطت الخرطوم، في 25 يونيو/ حزيران الماضي، لإنهاء الحرب الأهلية التي اندلعت في الدولة الوليدة منذ عام 2013، ونجحت في إقناع الأطراف بالتوصل إلى سلسلة من الاتفاقيات الخاصة بوقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية واقتسام السلطة، قبل أن تجمع كل الاتفاقيات في اتفاق نهائي جرى التوقيع عليه أمام زعماء الهيئة الحكومية للتنمية (IGAD).
ووصل رئيس جنوب السودان، سيلفا كير ميارديت، يوم الجمعة، إلى الخرطوم، في زيارة تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات رسمية مع نظيره السوداني، عمر البشير، كما يلتقي زعيم المتمردين في بلاده، رياك مشار، وقيادات معارضة أخرى، للتشاور حول تنفيذ اتفاق السلام.
وقال وزير الخارجية السوداني، الدرديري محمد أحمد، في تصريحات صحافية أعقبت استقبال البشير لسيلفا كير، إن "زيارة رئيس دولة جنوب السودان تأتي احتفالاً باتفاقية إحياء السلام بجنوب السودان، وتكريماً لكل من سيلفا كير ورياك مشار لجهودهما المقدرة التي مكنت الوساطة السودانية، في زمن قياسي، من تحقيق السلام الذي كان أمراً متاحاً، وكذلك حرصهما على تسريع الخطى في تنفيذ هذه الاتفاقية".
وأضاف محمد أحمد أن الرئيس سيلفا كير سيلتقي خلال الزيارة بالرئيس البشير، لـ"تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين"، كما سيلتقي كذلك "قيادات جنوب السودان الموحد"، فضلاً عن لقائه مع مشار وبقية الأحزاب الجنوبية المعارضة الأخرى.
وأبان وزير خارجية السودان أن "الغرض من هذه اللقاءات إحداث أجواء ودية تساعد على تنفيذ الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار، وتجاوز أي خروقات أو مشكلات قد تظهر من وقت لآخر".
وأشار المسؤول السوداني إلى وجود إمكانية للاتفاق بين أطراف السلام حول حكومة انتقالية في فترة الثمانية أشهر المقبلة.
وينصّ اتفاق السلام على تكوين حكومة انتقالية لـ3 سنوات، يترأسها سيلفا كير، على أن يكون مشار نائباً أول، وهو المنصب ذاته الذي أقصاه منه كير في ديسمبر/ كانون الأول، ما أشعل فتيل الحرب.