مشاورات الحريري: الكل يعارض وصول عون إلى الرئاسة

06 أكتوبر 2016
الحريري أبلغ كتلته أنّه ماضٍ بلقاءاته الخارجية (ميخائيل جاباريدزي/Getty)
+ الخط -
عاد زعيم تيار المستقبل، رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، إلى بيروت، وعادت معه حركة المشاورات وحالة الترقّب لما سيؤول إليه مسار محاولة الحريري ملء الشغور الرئاسي، عبر انفتاحه على خيار إيصال رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، إلى الرئاسة.

وفي اجتماع كتلة المستقبل النيابية، الذي ترأسه الحريري بعد عودته من جولة خارجية شملت زيارتين إلى موسكو والرياض، وضع الحريري، كما كان منتظراً، أعضاء كتلته في أجواء مجمل المشاورات القائمة حول الرئاسة. وأكد عدد من نواب "المستقبل"، لـ"العربي الجديد"، على أنّ "أجواء الرياض لا تزال على حالها، من دون أي رد سلبي أو إيجابي تجاه الملف، إذ يترك المسؤولون السعوديون الأبواب مفتوحة أمام مبادرة الحريري".

وفي ما يخصّ زيارة روسيا، نقل الحريري للكتلة أن "الروس عملوا على تسهيل إنهاء الشغور الرئاسي، مع تأكيدهم على أنّه لا حلول سحرية في أيديهم، ولا قدرة لهم على فرض تعاون أي جهة للتوصّل إلى الحل". وفي هذا الإطار، قال الحريري ما معناه إنّه "ليس بيد الروس أي حيلة للتدخّل لدى إيران وحلحلة الأمور"، فلم يتلقّ زعيم المستقبل سوى الدعم الكلامي من موسكو.

أما في ما يخص المشاورات الداخلية، فأشار الحريري إلى أنه مستمرّ في جولاته على القيادات اللبنانية، لافتاً إلى أنّ "الأجواء سلبية من جهة كل من رئيس البرلمان، نبيه بري، وزعيم كتلة اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، ورئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميّل". ويضاف إلى هؤلاء، زعيم تيار المردة، النائب سليمان فرنجية، الذي سبق ورهن موقفه بموقف بري. وفي ظلّ استمرار صمت حزب الله، لا يمكن القول سوى إنّ من يريد وصول عون إلى قصر بعبدا الرئاسي هو عون وحده.

وتركت هذه الخلاصات التي قدمّها الحريري أجواء مريحة لدى معظم نواب كتلته، على اعتبار أنّ أغلبية "المستقبليين" يعارضون دعم عون، وهم غير جاهزين أساساً لأي انعطافة سياسية يمكن أن يقدم عليها الحريري.



وأبلغ الأخير الكتلة أنه ماضٍ في لقاءاته الخارجية، إذ من المتوقع أن يعود لزيارة الرياض قريباً، بالإضافة إلى باريس، في حين لم تُحدّد بعد إمكانية زيارته تركيا ومصر. وينوي الزعيم المستقبلي أن تكون جولته موسّعة على دول المنطقة، وبالتالي فإنّ "الوقت وحده كفيل بتحديد مسار هذه المبادرة"، بحسب ما قال الحريري. كما أكد على عدم تقديمه أي التزامات أو صياغة أي اتفاقات مع أي طرف، في حين يؤكد نواب مستقبليون على أنّ "الوقت والتعويل عليه كفيل من جهة أخرى في إفساد الطبخة الرئاسية".

وأصدرت كتلة المستقبل بياناً أوضحت فيه "أهمية المشاورات التي يجريها الرئيس سعد الحريري داخلياً وخارجياً بما يؤمل منه أن يسهم، وبشكل جدي، في تحريك الركود والجمود الذي أحاط بملف انتخابات رئاسة الجمهورية". وأشارت إلى أنّ "الشغور مستمر بسبب الموقف التعطيلي الجائر لحزب الله وحلفائه، الذي يفرضه على اللبنانيين، وبشكل لا يتطابق مع النص الدستوري، والنظام الديمقراطي البرلماني اللبناني".

ورحّبت بـ"النداء الذي أصدره مجلس المطارنة الموارنة بالأمس، لا سيما لجهة ضرورة الالتزام بالدستور وأحكامه، وضرورة المسارعة إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون جامعاً للبنانيين، وقادراً على إنجاز المصالحة الوطنية في ما بينهم، طبقاً لأحكام الدستور ووثيقة اتفاق الطائف".

وكررت "استنكارها الشديد للعمليات الإجرامية المتواصلة التي ينفذها النظام السوري والمليشيات، وكذلك الأطراف الإقليمية الحليفة له في مدينة حلب، عبر استهداف الأحياء السكنية والمستشفيات ودور العبادة بقصد تدميرها على رؤوس سكانها، ودفنهم أحياء في أرض محروقة، في أكبر عملية إجرامية لم يشهد مثلها العالم منذ الحرب العالمية الثانية". ودعت "المجتمعين العربي والدولي إلى التحرك لإنقاذ مدينة حلب وسكانها من الإبادة التي يتعرضون لها على أيدي عصابة مجرمة لا تعرف إلا القتل والتدمير وسفك الدماء".