مشاهد من كارثة فيضانات السودان... ثعابين وعقارب تحاصر الأهالي المشرّدين

الخرطوم

ياسر هارون

avata
ياسر هارون
ياسر هارون صحافي سوداني
الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
08 سبتمبر 2020
فيضانات السودان (العربي الجديد)
+ الخط -

وثقت ﻛﺎﻣﻴرا  "اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ" ﺗﻔﺎﻗﻢ ﻣﻌﺎناة السودانيين، إثر كارثة فيضان النيل والسيول التي ضربت البلاد، وتسببت في غرق قرى بالكامل.

وفي منطقة الصالحة، بمدينة أمّ درمان، رصد "العربي الجديد" معاناة مئات الأسر التي باتت تفترش العراء، إثر غرق منازلها في غياب أي مساعدات. وأكد مراسل "العربي الجديد" أنه "خلال ذهابنا إلى المنطقة، لم نجد طريقاً للوصول إليها إلا من خلال السير وسط المياه لعدة أمتار، لمقابلة الأهالي في مساكنهم التي غمرتها المياه وأحاطتها من كل جانب، بل وهدمت الكثير منها".

الصورة
فيضانات السودان (العربي الجديد)

 

هذه المعاناة، تسببت في تعرض السكان المشردين لخطر مرض الملاريا والحميات ولدغات الثعابين والحشرات، الأمر الذي يتطلب توفير الأطباء والمساعدات الغذائية والخيام الخاصة بالإيواء إثر فقد كثيرين ممتلكاتهم، وفقاً لأهالي المنطقة.

المواطنة شباك أحمد مضوي، مُعلمة من سكان منطقة الصالحة، تقول، لـ "العربي الجديد"، إنّ "الفيضان كان شديداً وأحاطت المياه بمنزلي من كل جانب، كما سقط حائط فيه، إلى جانب ظهور الثعابين والعقارب".

وتشير إلى أنّ "معظم المسؤولين يمرون على المنطقة ويتركوننا وسط المياه دون تقديم أي حلول"، مؤكدة عدم وصول أي مساعدات غذائية أو خيام، أو تراب لاستخدامه لمنع المياه من الارتفاع.

 

أما المواطنة التي فقدت كل ممتلكاتها، حنان مكي، فتقول، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أكثر من 40 أسرة رحلت تماماً عن المنطقة عقب هدم منازلها جراء الفيضان"، مشيرة إلى أنها تبيت في العراء خوفاً من انهيار منزلها وهي في داخله بعد سقوط أحد الجوانب فيه.

وتلفت إلى أنها أرسلت أطفالها إلى أحد أقربائها في منطقة أخرى، منتقدة الإجراءات الحكومية في اتخاذ قرارات سريعة وتوفير بدائل حقيقية لمواجهة هذه الكارثة.

نداء استغاثة عاجل

في هذه الأثناء، أطلقت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، اليوم الثلاثاء، "نداءً عاجلاً" للمنظمات الدولية لإغاثة المتضررين من السيول والفيضانات في البلاد.

ووفق بيان للخارجية السودانية، عقد مندوب السودان الدائم بجنيف، علي بن أبي طالب عبد الرحمن، مساء الإثنين، لقاءات مع مسؤولي الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، ومكتب تنسيق المساعدات الإنسانية "أوتشا"، والصليب الأحمر السويسري.

وأعلن عبد الرحمن تصديق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على تقديم 460 ألف فرنك سويسري (نحو 500 ألف دولار)، كاستجابة عاجلة للكارثة الإنسانية في السودان، وفقاً لما ذكرته وكالة "الأناضول".

وقال إنّ الصليب الأحمر السويسري قرّر، أيضاً، دعم الجهود الإنسانية لمواجهة كارثة الفيضانات بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر السوداني.

بدورها، حثت وزارة المالية السودانية، المانحين الدوليين على تقديمهم دعمهم العاجل للسودان، الذي يواجه ظروف الفيضانات والسيول والأمطار.

وأوضحت الوزيرة، هبة محمد علي، أن الفيضانات التي شهدتها البلاد هي الأكبر في تاريخ السودان الحديث، وأن وزارتها ورغم شح الموارد وفرت 150 مليون جنيه سوداني للدفاع المدني، خصماً من بند الطوارئ مع تصديق 202 مليون أخرى  للدفاع المدني أيضاً، كتمويل إضافي مع توفير33 مليونا لوزارة الصحة  لمواجهة الطوارئ الصحية والأمراض التي يسببها تراكم المياه.

وأوضحت محمد علي، أنّ وزارتها بالاشتراك مع وزارة الخارجية ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، عقدت اجتماعات طارئة مع جميع المانحين الدوليين لطلب مساعدتهم في طوارئ الفيضانات، وتعهدت بمتابعة  تطورات الموقف أولاً بأول وتقديم كل ما في وسع وزارة المالية.

والإثنين، أعلنت وزارة الداخلية السودانية، في بيان، وفاة 102 شخص وإصابة 46، وتضرر أكثر من 67 ألف منزل جراء السيول والفيضانات في البلاد منذ بداية الأمطار الخريفية في يونيو/ حزيران الماضي.

الصورة

 

وتشهد أحياء الخرطوم على ضفاف النيل ورافديه "الأزرق" و"الأبيض" فيضانات أدت إلى تدمير أكثر من 5 آلاف منزل، بحسب السلطات.

كما تعاني أحياء العاصمة المتمركزة على ضفاف الأنهر الثلاثة (النيل ورافديه)، من فيضانات منذ نحو أسبوعين، لم تسبق منذ 100 عام.

والسبت، أعلن مجلس الدفاع والأمن السوداني حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر، لمواجهة السيول والفيضانات، واعتبارها "منطقة كوارث طبيعية".

ويبدأ موسم الأمطار الخريفية بالسودان من يونيو/ حزيران ويستمر حتى أكتوبر/ تشرين الأول، وتهطل عادة أمطار قوية في هذه الفترة، وتواجه البلاد فيها سنوياً فيضانات وسيولاً واسعة. 

ذات صلة

الصورة
لم تنهِ المساكن الإسمنتية معاناة النازحين في شمال غرب سورية (العربي الجديد)

تحقيقات

تفتقر مساكن نازحي الشمال السوري الإسمنتية إلى معايير البناء الإغاثي، ما يجعلهم عرضة لأخطار تقلبات الطقس، والمشكلة الأكبر صغر المساحة اللازمة للأسر
الصورة
توزيع مساعدات غذائية لنازحات من الفاشر إلى القضارف (فرانس برس)

مجتمع

ترسم الأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع في مدينة الفاشر السودانية، وتؤكد أن الخناق يضيق على السكان الذين يتعرّضون لهجوم من كل الجهات.
الصورة
سيول الفيضانات في بغلان (عاطف أريان/ فرانس برس)

مجتمع

بين 10 و20 مايو/ أيار الجاري، شهدت مناطق في أفغانستان فيضانات جارفة غمرت مناطق شاسعة في عدد من الولايات.
الصورة
متطوعون في مبادرة لإعداد وجبات طعام بود مدني (فرانس برس)

مجتمع

زادت الحرب في السودان عدد المحتاجين الذين وقعوا ضحايا للظروف السيئة وواقع خسارتهم ممتلكاتهم وأعمالهم واضطرارهم إلى النزوح.
المساهمون