مشاهد من خراب بيروت: الموت والدمار في كل مكان

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
05 اغسطس 2020
انفجار بيروت
+ الخط -

هو الخراب. لا تعبير آخر يمكنه توصيف مشهد أحياء بيروت اليوم، بعد أكثر من 12 ساعة من الانفجار في مرفأ بيروت الذي تحول إلى كتلة من الرماد والركام وحوّل معه بيروت إلى مدينة منكوبة بعد موت نحو مائة شخص وجرح الآلاف.
الوصول إلى الأحياء المنكوبة القريبة من المرفأ مهمة صعبة. مختلف الأجهزة الأمنية بعديدها وعتادها على الأرض تصرخ مانعة السيارات وأصحاب المصالح التجارية والمنازل من المرور لتفقد حجم خسائرهم. الوصول سيراً على الأقدام أو على متن دراجات نارية بين الزواريب الضيقة بعيداً عن أماكن انتشار الأجهزة الأمنية هو الحل الوحيد. مع كل خطوة لشق الطريق تدوس الأقدام على الزجاج المتهشم والحديد المتساقط، بينما الغبار كفيل بالتسبب بحالات اختناق عدة رغم الكمامات التي أصبحت لها مهمة مزدوجة الحماية من كورونا ومن آثار المواد المتفجرة غير المعروفة بعد على نحو دقيق.

حجم الدمار يقابله ضجيج لا يهدأ من العمال ونواطير الأبنية الذين بدأوا في لملمة الركام

الأضرار جسيمة في شوارع الجميزة ومار مخايل النهر وأسواق بيروت، فيما تبدو الأحياء الثانوية الأبعد نسبيا من المرفأ أقل تضرراً. مئات الأبنية والسيارات ومستشفيات قريبة دمرت كلياً أو جزئياً. الخسائر بملايين الدولارات والبعض يتحدث عن رقم أولي بمليار دولار.
لا داعي لسؤال أي شخص عمّا جرى. وجوه الجميع وجراح البعض الظاهرة تحكي كل شيء.

انفجار بيروت

أحدهم كان يحدث نفسه بصوت مرتفع. بصوت مخنوق كان يتساءل عن السبب الذي يفرض على اللبنانيين في كل مرة دفع ثمن أخطاء وفساد السياسيين. يصرخ بحرقة عمن سيعوضه وآخرين. جنى عمره الذي تبخر أمامه جراء عصف الانهيار أنهى له ما تبقى من أمل بهذا البلد. 
آثار الصدمة البادية على هذا الرجل الستيني تغدو مألوفة كلما تم الاقتراب أكثر في شارع باستور في الجميزة المواجه للمرفأ حيث يرتفع حجم الدمار يقابله ضجيج لا يهدأ من العمال ونواطير الأبنية الذين بدأوا في لملمة الركام تمهيداً لتحديد حجم الخسائر ومعرفة ما يمكن ترميمه من عدمه. 

انفجار بيروت

أمام شركة كهرباء لبنان، التي تحطمت نوافذ طوابقها، بينما دمرت جميع مداخلها، كان يقف أحد عمال الشركة وهو يحمل عشرات الأوراق والدفاتر في يد بينما يتحدث مع شخص آخر على الهاتف بيده الأخرى. كان واضحاً أنه يحاول إقناعه بالمجيء لتفقد حجم الأضرار في سيارته. لكن هذه المحاولة باءت على ما يبدو بالفشل فاكتفى بالقول له: "سيبقى باب السيارة مفتوحاً لن أستطيع إقفاله".

آخرون لم يكونوا أكثر جرأة بل أكثر قدرة على التغلب على صدمتهم لتفقد ما جرى. "لا خيار لنا إلا المجيء إلى هنا وإحصاء خسارتنا"، يقول أحدهم. هو يعرف المنطقة ويوجد فيها منذ سنوات. يشير بيده نحو أحد المقاهي المدمرة على نحو كبير قائلاً: "لم تمض سنة على افتتاحه واليوم انتهى". يتساءل عما إذا كان أصحابه قادرين على تحمل نفقات الترميم في ظل الأزمة الاقتصادية قبل أن يجيب نفسه قائلاً: "لا أعتقد. من منا يستطيع ذلك؟ نحن نتسول أموالنا من المصارف". ينهي حديثه بأمنية أن يغادر هذا البلد فلا أمل فيه ما دام فساد حكامه وصل إلى حد السماح بتدمير بيروت.

انفجار بيروت

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
المساهمون