شارك عشرات المئات من الموريتانيين من كافة الأعراق والفئات، مساء الإثنين، بالعاصمة نواكشوط، في المسيرة السنوية التي ينظمها ميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية لشريحة "الحراطين" (الأرقاء السابقين)، المنعقدة هذا العام تحت شعار "حل قضية الحراطين ضمان التعايش السلمي"، وسط حضور مكثف لقادة أحزاب سياسية معارضة وموالية وممثلين لمنظمات حقوقية وهيئات مجتمع مدني.
ورفع المشاركون في المسيرة، التي انطلقت من دار الشباب القديمة بنواكشوط باتجاه ساحة مسجد بن عباس، شعارات تطالب بإنصاف شريحة "الحراطين"، والعمل على تقليص الفوارق الاجتماعية بين طبقات الشعب الموريتاني، مؤكدين أن ذلك يتم فقط من خلال التعليم والتوزيع العادل للثروة وتكريس مطلق للوحدة الوطنية.
وقال رئيس ميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لـ"الحراطين"، النائب البرلماني العيد ولد محمدن، إن حل قضية "الحراطين" في موريتانيا سيتم بالطرق السلمية بعيدا عن الشحن والعنف، مؤكدا إصرار الموريتانيين واهتمامهم المتزايد ودفعهم باتجاه حلها بشكل سلمي.
وأضاف في كلمة له خلال المسيرة، أن الأمل يحدو الجميع في أن يتم تنظيم المسيرة العام المقبل وقد حلت معظم مشاكل هذه الشريحة وتحققت مطالبها المتمثلة في المساواة بين شرائح المجتمع وتوفير فرص متكافئة للجميع في وطنهم، مردفا أن مشاركة كافة أعراق المجتمع الموريتاني في هذه المسيرة أكبر دليل على أن الجميع يريد للوطن أن يتصالح مع ذاته وأن يكون مأوى لكل مواطنيه بشكل متساو في الحقوق والواجبات.
ودعا ولد محمدن الموريتانيين بكافة أعراقهم وفئاتهم وشرائحهم المجتمعية إلى تجسيد روح التلاقي والنضال المشترك، مشددا على أن المسيرة يجب أن تعكس هذه الصورة الناصعة للأجيال القادمة في البلد.
وتعاني شريحة "الحراطين" أو الأرقاء السابقين في موريتانيا من تبعات الرق وآثاره، كما يتهم البعض الحكومات بعدم العمل على رفع التهميش عنها، وتفعيل القوانين المجرّمة لكافة آثار العبودية وعدم التواطؤ مع المتهمين بممارسة العبودية.