شارك آلاف الأساتذة التونسيين اليوم الأربعاء في مسيرة حاشدة، انطلقت من مقر الاتحاد العام التونسي للشغل في ساحة محمد علي، وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة، وارتدى بعضهم زيّ التدريس "الميدعة البيضاء"، مطالبين بإصلاح التعليم وبإقرار حق الأساتذة في التقاعد وتحسين الرواتب.
ورفع الأساتذة عدة شعارات في يوم غضبهم ومنها: "الأستاذ يريد إصلاح التعليم"، و"من أجل حقنا في العيش الكريم"، و"تعليم ديمقراطي ثقافة وطنية مدرسة شعبية"، و"التقاعد ليس مزية (منة) يا سارقي الميزانية"، و"الشعب فد فد من الطرابلسية الجدد"، و"الأستاذ يريد إصلاح التعليم"، و"نريد سيادة وطنية"، و"يا حكومة قص قص (اقطع) الأجور"، و"يا حكومة التجويع التعليم ليس للبيع".
وقال عضو نقابة الفرع الجامعي للتعليم الثانوي بمنوبة، رياض حويدق في تصريح لـ"العربي الجديد": "إنّ وقفة الأساتذة اليوم هي وقفة غضب، ودفاعاً عن مطالب نادى بها الأساتذة وأهمها التقاعد الذي نادى به الأساتذة منذ عام 2002 ولا يزال مطلبا إلى غاية اليوم، ولم ينظر به وبتطبيقه، إلى جانب تحسين الوضع المادي الذي شهد تراجعاً بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، وأصبح الأستاذ غير قادر على توفير متطلبات حياته ومهنته، وهو ما دفعهم إلى رفع المطالب إلى سلطة الأشراف".
وأوضح حويدق أن وزارة التربية أغلقت باب التفاوض مع نقابة التعليم الثانوي، ولكن الأساتذة متمسكون بحقوقهم وسيصعّدون خطواتهم حتى تعود الوزارة إلى طاولة المفاوضات، وتحقق مطالب الأساتذة.
وبيّن أستاذ التعليم الثانوي بالمرسى في تونس العاصمة، النفطي لطيف، أنهم يريدون إصلاح المنظومة التربوية وتفعيل الاتفاقيات التي سبق أن وافقت عليها وزارة التربية من المنح والمطالب المادّية ثم تراجعت عنها، مضيفا أنّ على الوزارة التكفل بإصلاح المؤسسة التربوية وتوفير الموادّ الأساسية التي تمكّن الأستاذ من العمل.
وأكد أن اللجان المكلفة بإصلاح المؤسسة التربوية معطلة منذ 2013، ما يطرح الفرضيات والأسئلة بشأن أسباب هذا التعطيل، التي في الحقيقة لم يجدوا لها إجابة واضحة.
وقالت أستاذة التعليم الثانوي بمرناق، سوسن النوري، إن وقفة الاحتجاج هي للمطالبة بحقوق الأساتذة الذين يعتذرون من الأولياء والتلاميذ عن مقاطعة الامتحانات، معتبرة أن "النضال يتطلب التضحية والابتعاد عن العواطف للتعبير عن الحقوق المشروعة".
وأضافت أن "لدى الأساتذة مطالب تتعلق بسنّ التقاعد والترقيات والزيادة في الرواتب، ومن حقهم أن يطالبوا الوزارة وأن يعبروا عن مطالبهم باسم الديمقراطية والانتماء للوطن، ما يفسر حضورهم بكثافة والمسيرة الحاشدة اليوم".
وأكدت الأستاذة منال معاطي، أن "مقاطعة الامتحانات لا تعني مقاطعة التلاميذ فهم معهم في القسم ويتابعونهم من أجل مستقبل أفضل"، مبينة أنهم ليسوا ضد التلاميذ والأولياء بل ضد الممارسات التي تقع من وزارة التربية، وصمت الحكومة عن حقوقهم أمل أن يكون الغد أفضل.
ولفتت إلى "محاولات تجريم الأستاذ وتشويه صورته رغم أن التعليم أنبل وظيفة، وهم مع قرارات الاتحاد والخطوات التي تتخذها النقابة وهي ليست نقابة مستهترة كما يصفها بعضهم أو يحاولون تشويه النضال والمطالبة بالحقوق".