أحيت الكنائس المسيحية الأرثوذكسية الشرقية، ظهر اليوم السبت، في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، احتفالات "سبت النور" المقدس، بمشاركة آلاف المسيحيين من محافظة رام الله والضفة الغربية والفعاليات الشعبية والرسمية.
وانطلقت مسيرة النور في شوارع رام الله بعد أن وصلت شعلة النور من كنيسة القيامة في مدينة القدس، ووصلت إلى كنيسة الروم في مدينة رام الله، حيث أقيمت طقوس دينية هناك.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمة له بمناسبة أعياد القيامة في فلسطين، نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، اليوم السبت، إن "مهمة الدفاع عن الوجود المسيحي في فلسطين والمشرق، مهمتنا بل واجبنا جميعاً، ولن نتردد ولن نتقاعس عن الدفاع عمّا يبقي شرقنا وشعوبنا موحدة زاخرة بتعدديتها، فلن يبقى في هذه الأرض إلا ما ينفع أهلها على اختلاف إيمانهم ومشاربهم".
ولفت عباس إلى أنه "رغم سياسات الاحتلال في القدس، ومحاولاته تهويد المدينة، والسطو على مقدساتها وتغيير طابعها الإسلامي المسيحي، وعزلها عن باقي الوطن من خلال الإغلاقات والحواجز، فإن صمود ووجود الشعب الفلسطيني في القدس الحبيبة، واحتفالاتهم في المدينة الأقدس لدى الملايين من المؤمنين المسيحيين في العالم، تحمل معاني سيرة وحياة سيدنا المسيح عليه السلام في درب الآلام، والقيامة، وسيأتي اليوم الذي سنقهر الظلم بالحرية والكرامة".
وثمّن الرئيس الفلسطيني الجهود التي بذلت وتبذل من أجل لمّ شمل العائلة الأرثوذكسية الواحدة، وكذلك مؤتمر الكنائس في أطلنطا ـ الولايات المتحدة، معرباً عن أمله بأن ترى توصياته النور، وقال إنه "يشكل الرافعة لإسماع صوت الحجارة الحية في الأراضي المقدسة ولصالح قضيتنا الوطنية".
وأكد عباس حرصه على "إتمام الاتفاقية الشاملة مع حاضرة الفاتيكان، وجوهرها تعزيز الوجود الكنسي المسيحي في أرض القداسة فلسطين، وما زال الفرح يغمر قلوبنا بترفيع ابنتين من فلسطين إلى قديستين".
وقال عباس: "لا يخفى على أحد أن مصير مسيحيي الشرق تحف به المخاطر، ووجودهم الأصيل والراسخ منذ قرون في هذه البلاد مهدد، ويهدد معه ما رست عليه أوطاننا وشعوبنا من تعايش وتشارك على قواعد المحبة، وأسس الإيمان العميق بالتعددية الدينية والفكرية وحرية الإيمان والمعتقد".
من جهته، قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال تقوم منذ أمس، بإجراءات وحواجز منعت مشاركة المؤمنين من الوصول إلى كنيسة القيامة، في ظل السماح لعشرات الآلاف من اليهود من التنقل في القدس للمشاركة في احتفالات بعيد الفصح اليهودي".
من جانبه، قال الأب إلياس عواد رئيس طائفة الروم الأرثوذكس في محافظة رام الله لـ"العربي الجديد"، خلال تلك الاحتفالات، إن "رسالة المسيحيين في هذا العام وفي ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني، أن يقف العالم مع أبناء الشعب الفلسطيني، وأن ينال الفلسطينيين استقلالهم وحريتهم، وأن تفرغ السجون الإسرائيلية من الأسرى".
وبدأت احتفالات المسيحيين الأرثوذكس الخميس، بما يعرف لدى المسيحيين بـ"خميس الأسرار"، والذي كان فيه العشاء الأخير للسيد المسيح، تلاه الجمعة العظيمة التي صلب فيها السيد المسيح، ثم "سبت النور" الذي يوافق اليوم.
وفي "سبت النور"، يعتقد المسيحيون أن النور خرج من قبر المسيح "القبر المقدس" في كنيسة القيامة وصعد إلى السماء. ويحتفل المسيحيون بإشعال النور في كنيسة القيامة في القدس، ويرسل إلى البلدان والمدن التي تسير وفق الكنيسة الأرثوذكسية، وبعدها تحتفل الطوائف المسيحية من الكنيسة الأرثوذكسية بعيد الفصح غداً الأحد، والذي يستمر ثلاثة أيام.