قد يعتقد البعض أن مدينة عدن اليمنية هي أول مدينة احتضنت أربع كنائس مسيحية في الجزيرة العربية منذ القرن التاسع عشر، لكنهم لا يعلمون أن اليمن كانت أول حاضن للمسيحية في الجزيرة منذ القرن الرابع الميلادي.
وتوجد في وسط اليمن اليوم قرية "ماريا" المسيحية التي تم تعديل اسمها إلى "حامية القرية ماريا" قرب عاصمة الحميريين "ظفار" (100 كلم جنوب العاصمة صنعاء). وتتبع القرية نمط بناء الأديرة الحصينة القديمة، ويقال إن تاريخ بناء هذه القرية يرجع إلى القرن الخامس الميلادي لتكون أقدم أثر مسيحي قائم في اليمن والجزيرة العربية، بينما توجد كنيسة صغيرة لا تزال قائمة في منطقة وصاب.
وفي قلب "صنعاء القديمة" كنيسة قديمة تُدعى "القُلّيْس" وهي كلمة "إغريقية" تعني الكنيسة التي بناها حاكم الأحباش الغازي لليمن "أبرهة الأشرم" عام 525 ميلادية، وحوّلها إلى كعبة العرب في الجزيرة. وهي اليوم مجرد حفرة واسعة تسمى "غُرقة القليس" كشاهد على فشل حركة التنصير في أرض الجزيرة العربية.
وتشير مصادر تاريخية أنه في عام 354 ميلادية، أرسل الإمبراطور الروماني قنسطانطيوس الثاني، المبشر ثيوفيلوس في بعثة إلى اليمن الذي اجتذب قبائل حميرية بكاملها للمسيحية وشيد ثلاث كنائس، كانت كنيسة ماريا نواة القرية المذكورة.
وقد آمن بالمسيح عدد كبير من أهل اليمن في القرن الرابع ميلادي، مثل قبيلة الغساسنة و قبيلة الحارث بن كعب الذي ظل يقاتل الجماعات المضطهدة للمسيحيين في الجزيرة العربية. كما تنصّرت قبائل من نجران وقبيلة الفرسانيين التي سكنت مدينة المخاء على الساحل الغربي وقبيلتي بني الصدف وبني الحارث بن عمر الذين سكنوا حضرموت، ولم يعد لهم جميعاً وجود اليوم.
التاريخ الحديث
المسيحيون اليمنيون اليوم طائفة صغيرة مبعثرة تعيش حياة معزولة، وبحسب بعض المصادر إن غالبيتهم من أصول هندية مهاجرة إلى اليمن وتحمل الجنسية اليمنية، في حين تقول بعض المصادر إن من بينهم أعضاء من المتحولين عن الإسلام، ولا يسمح في اليمن بالتبشير الديني. والمسيحيون عموما في اليمن لا يمثلهم كيان علني، خاصةً مع منع القانون أنشطة التبشير ووجود الإعدام كحد للردة عن الإسلام.
وأعلن كثيرون اعتناقهم بهدف تقديم طلبات اللجوء السياسي في البلدان الغربية. تقول دراسة قام بها الباحث اليمني د. محمد النعماني أن عدد المسيحيين اليمنيين يصل إلى 2500 شخص، فيما تقول مصادر بريطانية إن العدد يصل إلى 41 ألف شخص، بالاستناد إلى بيانات الأمم المتحدة ومنظمات المسيحية العالمية.
وتوجد بعض من المنظمات والمؤسسات المسيحية في عدد من مدن اليمن منها البعثة المعمدانية الأميركية، والتي تمتلك مستشفى جبلة التابع لها، والكنيسة الملحقة بالمستشفى.
الانقلاب الحوثي
ومع ظروف الحرب الأهلية الراهنة، نتيجة انقلاب مليشيا الحوثي على الشرعية اليمنية في سبتمبر/أيلول 2014، المدفوعة بأسباب مذهبية، يكون من الخطورة لليمني البوح بنصرانيته خوفاً على حياته من النهاية حداً، رغم أن حداً مشابهاً لم يحدث في تاريخ اليمن المعاصر، غير أن حادثاً إرهابياً أدى لمقتل كامل طاقم أميركي كان يؤدي مهمة طبية في مرفق طبي تبشيري في منطقة "جِبلة" الريفية وسط اليمن قبل 10 سنوات.
التقت "العربي الجديد" الشاب "ع. أ." (33 عاماً) من سكان مدينة عدن الذي طلب عدم ذكر اسمه، وتحدث عن خطر أن تكون مسيحياً يمنياً، خاصةً في ظروف الاختلاف المذهبي الشيعي-السني الذي تتم تنميته سياسياً في اليمن اليوم، ناهيك عن الاختلاف الديني. يوضح الشاب أنه اعتنق المسيحية حين كان في الحادية عشرة من عمره بعد جلسات مع خالته المسيحية. يقول "والداي مسلمان غير متدينين بالمرة وقد وفرا لي المناخ المناسب للتفكير واتخاذ القرار، لكن خالتي أقنعتني بمقارنة أوضاع الصراع الإسلامي بالرفاهية والتسامح اللذين ينعم بهما أغلب مسيحيي العالم.
يقول الشاب إنه رئيس منظمة سياسية تعمل على نشر التسامح الديني داخل اليمن، إلا أن ذلك الأمر يلقى مقاومة شديدة مع اشتداد الظرف السياسي الحالي المدفوع بمبررات مذهبية عبثية، على حد تعبيره. ويتذكر الشاب أن السفارتين الأميركية والألمانية رفضتا لمنظمته ثلاثة مقترحات لمشروع ثقافي يهدف لنشر الحوار والتسامح الديني، ويضم شباباً من الديانات السماوية الثلاث، إلا أن المقترحات رُفضت بنفس السرعة خوفاً من تحريض الصحافة المحلية والرأي العام المحلي ضدهما، رغم أن المشروع سينفذ في الخارج. يختصر الشاب حديثه قائلاً "حينها فقط عرفت خطورة معنى أن تكون مسيحياً يمنياً".
اقرأ أيضاً: عراقيون: مخطط دولي لإفراغ العراق من المسيحيين
وتوجد في وسط اليمن اليوم قرية "ماريا" المسيحية التي تم تعديل اسمها إلى "حامية القرية ماريا" قرب عاصمة الحميريين "ظفار" (100 كلم جنوب العاصمة صنعاء). وتتبع القرية نمط بناء الأديرة الحصينة القديمة، ويقال إن تاريخ بناء هذه القرية يرجع إلى القرن الخامس الميلادي لتكون أقدم أثر مسيحي قائم في اليمن والجزيرة العربية، بينما توجد كنيسة صغيرة لا تزال قائمة في منطقة وصاب.
وفي قلب "صنعاء القديمة" كنيسة قديمة تُدعى "القُلّيْس" وهي كلمة "إغريقية" تعني الكنيسة التي بناها حاكم الأحباش الغازي لليمن "أبرهة الأشرم" عام 525 ميلادية، وحوّلها إلى كعبة العرب في الجزيرة. وهي اليوم مجرد حفرة واسعة تسمى "غُرقة القليس" كشاهد على فشل حركة التنصير في أرض الجزيرة العربية.
وتشير مصادر تاريخية أنه في عام 354 ميلادية، أرسل الإمبراطور الروماني قنسطانطيوس الثاني، المبشر ثيوفيلوس في بعثة إلى اليمن الذي اجتذب قبائل حميرية بكاملها للمسيحية وشيد ثلاث كنائس، كانت كنيسة ماريا نواة القرية المذكورة.
وقد آمن بالمسيح عدد كبير من أهل اليمن في القرن الرابع ميلادي، مثل قبيلة الغساسنة و قبيلة الحارث بن كعب الذي ظل يقاتل الجماعات المضطهدة للمسيحيين في الجزيرة العربية. كما تنصّرت قبائل من نجران وقبيلة الفرسانيين التي سكنت مدينة المخاء على الساحل الغربي وقبيلتي بني الصدف وبني الحارث بن عمر الذين سكنوا حضرموت، ولم يعد لهم جميعاً وجود اليوم.
التاريخ الحديث
المسيحيون اليمنيون اليوم طائفة صغيرة مبعثرة تعيش حياة معزولة، وبحسب بعض المصادر إن غالبيتهم من أصول هندية مهاجرة إلى اليمن وتحمل الجنسية اليمنية، في حين تقول بعض المصادر إن من بينهم أعضاء من المتحولين عن الإسلام، ولا يسمح في اليمن بالتبشير الديني. والمسيحيون عموما في اليمن لا يمثلهم كيان علني، خاصةً مع منع القانون أنشطة التبشير ووجود الإعدام كحد للردة عن الإسلام.
وأعلن كثيرون اعتناقهم بهدف تقديم طلبات اللجوء السياسي في البلدان الغربية. تقول دراسة قام بها الباحث اليمني د. محمد النعماني أن عدد المسيحيين اليمنيين يصل إلى 2500 شخص، فيما تقول مصادر بريطانية إن العدد يصل إلى 41 ألف شخص، بالاستناد إلى بيانات الأمم المتحدة ومنظمات المسيحية العالمية.
وتوجد بعض من المنظمات والمؤسسات المسيحية في عدد من مدن اليمن منها البعثة المعمدانية الأميركية، والتي تمتلك مستشفى جبلة التابع لها، والكنيسة الملحقة بالمستشفى.
الانقلاب الحوثي
ومع ظروف الحرب الأهلية الراهنة، نتيجة انقلاب مليشيا الحوثي على الشرعية اليمنية في سبتمبر/أيلول 2014، المدفوعة بأسباب مذهبية، يكون من الخطورة لليمني البوح بنصرانيته خوفاً على حياته من النهاية حداً، رغم أن حداً مشابهاً لم يحدث في تاريخ اليمن المعاصر، غير أن حادثاً إرهابياً أدى لمقتل كامل طاقم أميركي كان يؤدي مهمة طبية في مرفق طبي تبشيري في منطقة "جِبلة" الريفية وسط اليمن قبل 10 سنوات.
التقت "العربي الجديد" الشاب "ع. أ." (33 عاماً) من سكان مدينة عدن الذي طلب عدم ذكر اسمه، وتحدث عن خطر أن تكون مسيحياً يمنياً، خاصةً في ظروف الاختلاف المذهبي الشيعي-السني الذي تتم تنميته سياسياً في اليمن اليوم، ناهيك عن الاختلاف الديني. يوضح الشاب أنه اعتنق المسيحية حين كان في الحادية عشرة من عمره بعد جلسات مع خالته المسيحية. يقول "والداي مسلمان غير متدينين بالمرة وقد وفرا لي المناخ المناسب للتفكير واتخاذ القرار، لكن خالتي أقنعتني بمقارنة أوضاع الصراع الإسلامي بالرفاهية والتسامح اللذين ينعم بهما أغلب مسيحيي العالم.
يقول الشاب إنه رئيس منظمة سياسية تعمل على نشر التسامح الديني داخل اليمن، إلا أن ذلك الأمر يلقى مقاومة شديدة مع اشتداد الظرف السياسي الحالي المدفوع بمبررات مذهبية عبثية، على حد تعبيره. ويتذكر الشاب أن السفارتين الأميركية والألمانية رفضتا لمنظمته ثلاثة مقترحات لمشروع ثقافي يهدف لنشر الحوار والتسامح الديني، ويضم شباباً من الديانات السماوية الثلاث، إلا أن المقترحات رُفضت بنفس السرعة خوفاً من تحريض الصحافة المحلية والرأي العام المحلي ضدهما، رغم أن المشروع سينفذ في الخارج. يختصر الشاب حديثه قائلاً "حينها فقط عرفت خطورة معنى أن تكون مسيحياً يمنياً".
اقرأ أيضاً: عراقيون: مخطط دولي لإفراغ العراق من المسيحيين