مسيحيو العراق الهاربون من داعش... يحتفلون بالميلاد في الأردن

بدأت فعاليات رسمية وشعبية مسيحية في الأردن التحضير ليوم الميلاد بإضاءة شجرة عيد الميلاد في أكثر من مدينة، وسط مشاركة فاعلة من جهات رسمية وشعبية من المسيحيين العراقيين الفارين من "داعش".

وفي مدينة الفحيص، ذات الغالبية المسيحية بمحافظة البلقاء، غربي العاصمة عمان، أضاء رئيس الوزراء، عبد الله النسور، أمس، شجرة عيد الميلاد، وهو برتوكول دأب عليه المسؤولون الأردنيون منذ فترة، بحسب مراسل الأناضول.

ويوم الجمعة، أضاء رئيس الوزراء الأردني الأسبق، معروف البخيت، شجرة عيد الميلاد في منطقة اللويبدة، وسط العاصمة عمان، وقام بتوزيع هدايا عيد الميلاد على عدد من الأطفال العراقيين المسيحيين.

وقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، وهو مركز غير حكومي، الأب رفعت بدر، وهو كاهن في كنيسة ناعور، جنوب العاصمة عمان، إنّه "نتيجة الأزمة العراقية الأخيرة وممارسات تنظيم ما يسمّى "داعش" بحقّ المسيحيين العراقيين وعموم الشرق الأوسط، كلّ ذلك أدى إلى وصول أوّل حالة تهجير قسري ديني إلى الأردن".

ولفت بدر، في حديث لـ"الأناضول"، إلى "شعور المسيحيين العراقيين بالارتياح في الأردن لما لمسوه من لحمة وطنية بادرت خلالها مؤسسات إسلامية ومسيحية لتقديم يد العون لهم".

بدورها، قالت المتحدثة باسم جمعية "الكارتياس" لرعاية شؤون المهجّرين العراقيين المسيحيين في الأردن (أيضا منظّمة غير حكومية)، دانا شاهين، إنّ "العراقيين المسيحيين، شأنهم شأن إخوتهم المسيحيين في الأردن، يؤمنون برسالة المحبّة والسلام رغم ما تعرّضوا له من تهجير وإقصاء، مدركين أنّ الدين الإسلامي بريء من فعل التنظيمات التي تتحدّث باسمه لتبيح القتل والدمار".

وبحسب تقديرات رسمية، فإنّ ستة آلاف مسيحي عراقي تقريباً نزحوا إلى الأردن هرباّ من ممارسات "داعش"، فيما يبلغ العدد الإجمالي للنازحين إلى الأردن أكثر من مليون و400 ألف لاجئ.

وفي حين أشارت تقارير غير رسمية إلى أنّ نسبة المسيحيين الأردنيين تتفاوت بين 4 إلى 5 في المئة من عدد سكّان الأردن البالغ ستة ملايين و600 ألف، بحسب دائرة الإحصاء الأردنية في مايو/ أيار الماضي، إلا أنّ تقارير أخرى أشارت في العام 2012 إلى أنّ نسبة المسيحيين في البلاد تراجعت إلى ثلاثة في المئة، في حين كانت تشكّل 12 في المئة من نسبة سكّان البلاد في العام 1956، ما يعني أنّ عددهم يقارب 250 ألف مواطن.