بنظّارته الشمسيّة التي اشتراها له والده أخيراً وساعته الزرقاء والخضراء التي تبرز حول معصمه، كان الصبيّ الباكستانيّ الصغير يقف مرتدياً ثياب العيد الجديدة إلى جانب طفل آخر خلال صلاة عيد الأضحى في كراتشي، أكبر المدن الباكستانيّة.
وكانت باكستان قد احتفلت، أمس السبت في الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري، بعيد الأضحى، لتكون آخر الدول التي تحييه هذا العام. يُذكر أنّ هذا العيد يتأخّر في باكستان مثلما يتأخّر شهر رمضان وعيد الفطر، إذ إنّ التقويم الهجري يأتي متأخّرا يوماً واحداً عن ذلك المعتمد في باقي العالم الإسلامي.
وصباح أمس، تدفّق الباكستانيون المسلمون على المساجد والساحات في كل أنحاء البلاد لأداء صلاة العيد قبل ذبح الأضاحي، في حين شدّدت السلطات المتأهبة الإجراءات الأمنية، تحسباً لأيّ هجوم محتمل ينفّذه متطرفون سبق ونفذوا تفجيرات في البلاد خلال السنوات الأخيرة.
سالم أحمد من كراتشي، تماماً كما الصبيّ الصغير ورفيقه (الصورة)، قال لمراسل وكالة "رويترز" إنّهم هنا اليوم (أمس) "لأداء صلاة العيد، فيما الترتيبات الأمنية جيّدة للغاية. وندعو الله أن يتقبّل صلواتنا". من جهته، قال محمد المزمل الذي كان يؤدّي صلاة العيد في إحدى ساحات المدينة حيث ذُبحت العجول والخراف، "في هذه المناسبة يجب ألا ننسى الفقراء والمحتاجين من إخواننا المسلمين". ويمثّل الباكستانيون من أتباع الديانة الإسلاميّة نحو 97 في المائة من مجموع السكان، وهم ثاني أكبر عدد من المسلمين في العالم بعد الإندونيسيين.
تجدر الإشارة إلى أنّه وقبل بدء عطلة عيد الأضحى ازدهرت، كما في كلّ عام، تجارة الخراف والماعز والعجول من أجل الأضاحي. وأوضحت رابطة الدبّاغين أنّ نحو عشرة ملايين أضحية ذُبحت، تزيد قيمتها عن ثلاثة مليارات دولار أميركي.
(العربي الجديد)