مسلسل "بكرا أحلى"... تغييب الفنانين المعارضين

01 ديسمبر 2018
استبعاد يارا صبري بسبب موقفها السياسي (فيسبوك)
+ الخط -
يبدو أن صناع الدراما السورية، اليوم، عاجزون عن إنتاج أعمال درامية تحظى بشعبية وجماهيرية عالية، ما جعلهم يستعينون بأعمال درامية سابقة حققت شعبية كبيرة، ولا تزال حاضرة في الذاكرة إلى اليوم، لإنتاج أجزاء ثانية منها، حتى ولو كانت حكاية تلك الأعمال انتهت مع نهاية الجزء الأول منها، ولم تترك أي خطوط أو أحداث معلقة، يمكن تكملتها في أجزاء ثانية.
واستغل البعض حالة الفوضى التي تعيشها الدراما السورية، بعد القرار الذين أصدرته وزارتا الإعلام والثقافة، بضرورة إثباب ملكيات الأعمال الدرامية من قبل أصحابها بشكل شخصي ضمن سجلات جديدة تقوم بإحداثها. مما منح الفرصة أمام البعض لاستغلال شعبية أعمال درامية، حققت نجاحاً كبيراً، وكتبها معارضون سوريون قبيل الثورة السورية، وذلك لاستخدام شخصيات تلك الأعمال، أو حتى إنتاج أجزاء أخرى منها، ولإدراكهم استحالة عودة مؤلفيها الحقيقيين إلى سورية، والمطالبة بحقوقهم الفكرية. ففي الموسم الرمضاني الماضي، قدم نقيب الفنانين، زهير رمضان، مسلسلاً يلمعُ صورة النظام السوري، ويحمل عنوان "يوميات مختار"، وذلك على أنّه امتدادٌ لشخصيته في مسلسل "ضيعة ضايعة"، الأمر الذي لا يتناسب مع التوجهات السياسية لكاتبه، ممدوح حمادة، ولا مع ما قدمه من أفكار غير مطابقة لرؤى النظام في مسلسله.
وفتح هذا القرار المجال أمام فنانين، وذلك لتهميش منافسيهم من الفنانين المعارضين على الصعيد الفني، من خلال استملاك أعمال درامية شاركوهم بها. فمنذ أشهر أعلن الفنان وائل رمضان، المعروف بتأييده للنظام السوري، عن بدء التحضيرات لموسم الثاني من مسلسل "بكرا أحلى" الذي عرض عام 2005، والذي شارك ببطولته في السابق مع مجموعة من الفنانين وهم: يارا صبري وأيمن رضا وسلاف فواخرجي ومحمد أوسو كاتب العمل. وعلى الرغم من أن الحقوق الفكرية للعمل تعود إلى أوسو، إلا أن رمضان تعامل مع العمل على أنه إنتاج خاص به وحده، وكأن مشاركته ببطولة العمل تعطيه الحق بإنتاج جزء ثان منه، وتجاهل استفسارات الجمهور وتعليقاتهم حول إمكانية عودة محمد أوسو، للعمل في الجزء الثاني، وخاصة أن محمد أوسو عرف بمعارضته للنظام السوري، الأمر الذي أدى إلى اعتقاله، ورحيله فيما بعد إلى الولايات المتحدة الأميركية. وبموت شخصية "صبحية"، التي جسدتها الفنانة يارا صبري، ضمن الخط الدرامي المرسوم في الجزء الأول يكون رمضان قد تخلص من أبطال المسلسل المعارضين.
ويصدّر رمضان نفسه كعراب للعمل. فعاد بتصريح، منذ أيام، أكد فيه على إنجاز العمل، وصرح بأنه سوف يتولى مهمة إخراج العمل. ونشر صورة من كواليس العمل بجزئه الأول، تتضمن الممثلين الرئيسيين في العمل ومخرج العمل، ولكنها لا تضم محمد أوسو، على الرغم من أنه صاحب العمل شرعياً. كما أنَّ شخصية "كسمو" التي جسدها أوسو في العمل، هي الشخصية التي نالت أكبر قدر من الشهرة ضمن العمل نفسه.
وسط الاستياء الذي أصاب محبي محمد أوسو مما يحصل بحق أعماله، فضل أوسو عدم التعليق على الموضوع، وإنما بدأ بالظهور على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلان عن عمله الجديد الذي يحمل عنوان" الأعدقاء"، ونشر "البرومو" الخاص بالعمل، لإيصال رسالة ليؤكد على قدرته على تقديم الجديد دائماً، بينما ما يزال البعض عالقين في الماضي يستثمرون شهرته لإنتاج أعمال فنية جديدة.
المساهمون