مسلحو المعارضة السورية في القنيطرة: قنبلة موقوتة ترعب إسرائيل

09 سبتمبر 2014
قلق إسرائيلي من هجوم ما لـ"النصرة" (الجلاء مرعى/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
أثار انتصار المعارضة السورية المسلّحة في ريف القنيطرة على الحدود مع الجولان المحتل، في الأيام الماضية، اهتمام الإعلام العالمي، بسبب الانتصار، وموقعه القريب من مكان نفوذ الاحتلال الإسرائيلي.

ونشرت وكالة "أسوشيتد برس" مقالاً للكاتب دانيال إيسترن، تناول خلاله القلق الذي يشعر به الإسرائيليون في مرتفعات الجولان المحتل.

ويروي الكاتب أنه "للمرة الأولى منذ اندلاع شرارة الثورة في سورية، يتحصّن مقاتلون موالون لتنظيم القاعدة ومناوئون للرئيس السوري بشار الأسد، على أعتاب أراض تحتلّها إسرائيل منذ 1967".
ويضيف "طالما اعتبر الإسرائيليون الذين يعيشون في تلك المرتفعات الجبلية، بشار الأسد عدوهم اللدود، أما الآن فبدأوا يشعرون بالقلق المتزايد، خصوصاً أنهم قد يصبحون الهدف التالي للمتشددين".

ويذّكر كاتب المقال بأن نقل المعارك نحو الجولان الذي تتبنّاه "جبهة النصرة"، يأتي بعد أسبوعين فقط من إنهاء إسرائيل حرباً استمرت 50 يوماً ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على حدودها الجنوبية مع قطاع غزة، ما يعطي الإسرائيليين، سبباً آخر للقلق.

ويعتبر إيسترن أنه على الرغم من اعتياد الإسرائيليين في الجولان منذ فترة على سماع صوت المعارك البعيدة، ولكن الاستيلاء على المعبر الاستراتيجي الحدودي في القنيطرة، الأسبوع الماضي، خلق وضعاً غير مسبوق وجعل الجماعات المسلّحة على بعد أمتار قليلة فقط من تخوم المواقع الإسرائيلية.

ويستعين الكاتب بشهادات بعض المستوطنين، الذين يصرّون على عدم وجود أي علاقة مع الحكومة السورية. وينقل عن أحد المستوطنين في الجولان المحتل غابي كونيل، قوله "لقد امتد العنف إلى الجانب الذي يقع تحت السيطرة الإسرائيلية من مرتفعات الجولان الاستراتيجية".

ويتابع كونيل "بالرغم من كل شيء نحن نفضّل دائماً أن يكون الجيش السوري هو المسيطر على هذه المنطقة، وليس مجموعة من تنظيم القاعدة". ولفت إلى أن "الجيش الإسرائيلي استأنف القتال قرب الحدود منذ يوم الخميس الماضي، موجهاً قذائفه إلى مواقع الجيش السوري في الجولان".

ويرى الكاتب أنه على مدى السنوات الثلاث الماضية، كان الإسرائيليون في الجولان يعيشون في وضع آمن نسبياً، ولكن الآن صاروا يشاهدون مقاتلي "جبهة النصرة" على بعد ياردات فقط من المواقع العسكرية الإسرائيلية، لذا يعتقد العديد من الإسرائيليين بأنها مسألة وقت فقط قبل أن توجّه "الجبهة" أنظارها إليهم.

ويشير إيسترن، إلى أنه "حين استولى الثوار على المنطقة الحدودية، يوم الأربعاء الماضي، أمر الجيش الإسرائيلي كونيل و200 من عمال المزارع والحقول بمغادرة المنطقة لمدة ثلاثة أيام".

ونقلت الوكالة عن المسؤول السابق عن مراقبة أنشطة "القاعدة" في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أفي أورغ، قوله إنه "يرى أن جبهة النصرة أصبحت هدفاً مشروعاً لدى إسرائيل". وأشار إلى أنه "في الوقت الذي تنشغل فيه كل الجهات برصد القتال داخل سورية، فإنها مجرد مسألة وقت قبل أن تحاول الجبهة ضرب إسرائيل".

لقد كانت السيطرة على معبر القنيطرة انتصاراً كبيراً ومهماً لـ"جبهة النصرة" والثوار الآخرين. وهو من أكثر معاقل الجيش السوري أهمية في مرتفعات الجولان المحتل، ويتركز على طرف الطريق الرئيسي للوصول إلى العاصمة دمشق. ويُعتبر بمثابة البوابة الوحيدة إلى الأراضي التي تسيطر عليها اسرائيل. وفي حين تمّ اغلاق معظم المعابر الأخرى، فإنه يفتح الباب للسماح لقوات حفظ السلام وعمال الصليب الأحمر وطلاب الجامعات من الدروز، للعبور ذهاباً وإياباً.

ويختم الكاتب مقاله، بترجيحات لمسؤولي دفاع إسرائيليين، أن بضعة آلاف من الثوار السوريين قد أخذوا مواضعهم الآن على طول الحدود في الجولان المحتل، مع بضع مئات آخرين في منطقة القنيطرة، بما في ذلك مقاتلي "جبهة النصرة". وهو أمر من شأنه أن يقوض استقرار إسرائيل والاستقرار الإقليمي على السواء بحسب مسؤول عسكري رفيع المستوى.