كانت فكرة التغيير مسيطرة على سعد الدين وهبة ككل أبناء جيله الشباب الذين عاصروا ثورة يوليو في مصر عام 1952، فظهر ذلك في أعماله المسرحية السياسية والاجتماعية الكثيرة، التي واجهت الرقابة في معارك شرسة مرات عديدة.
وكان رفضه التطبيع بعد معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل من أبرز مواقفه.
ولد محمد سعد الدين وهبة في محافظة الدقهلية سنة 1925. بدأ حياته ضابطاً بعد تخرجه من كلية الشرطة عام 1949، ثم حصل على ليسانس الفلسفة في كلية الآداب عام 1956.
وكانت الصحافة المهنة المحببة إلى قلبه، فعمل صحافياً في فترة مبكرة أيضاً، إلى أن صار مديراً لتحرير جريدة الجمهورية عام 1958، وعمل كاتباً غير متفرغ في جريدة الأهرام منذ 1992 حتى وفاته.
يبلغ رصيد وهبة 20 مسرحية، سعى فيها إلى ضرورة التغيير والقضاء على السلبيات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع المصري قبل هزيمة 1967 وبعدها، وبعد انفتاح السبعينيات وتوابعه، وكانت مسرحيات ناجحة دائماً في نظر الجمهور والنقاد، وهي: المحروسة، كفر البطيخ، السبنسة، كوبري الناموس، سكة السلامة، المسامير، سبع سواقي، يا سلام سلم الحيطة بتتكلم، رأس العش، بير السلم.
وكذلك مسرحيات: الأستاذ، إسطبل عنتر، الوزير شال الثلاجة، أحذية الدكتور طه حسين، الذئب يهدد المدينة، كوابيس في الكواليس، 8 ستات، سد الحنك، سبع والا ضبع، كوابيس في الكواليس، العمر لحظة، حبيبتي يا مصر.
يذكر أن بعض هذه المسرحيات تحولت إلى أعمال درامية سينمائية وتلفزيونية، مثل مسلسلات: السبنسة، والمحروسة.
وفي مجال السينما، شارك سعد الدين وهبة في كتابة القصة أو السيناريو والحوار لعدد من الأفلام السينمائية، مثل: زقاق المدق، أدهم الشرقاوي، الحرام، مراتي مدير عام، الزوجة الثانية، أرض النفاق، أبي فوق الشجرة، أريد حلاً، آه يا بلد آه.
كذلك كتب أفلاماً، هي: دخان بلا نار، سوق الحريم. أما في مجال القصة القصيرة، فقدم سعد الدين وهبة مجموعة بعنوان "أرزاق"، إضافة إلى مقالاته وكتاباته النقدية.
وفي استفتاء أُقيم حول أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية على هامش الدورة العشرين لمهرجان القاهرة السينمائي، اختار النقاد أربعة من أفلام وهبة ضمن القائمة، هي: الحرام (1965)، أريد حلاً (1978)، مراتي مدير عام (1966)، أبي فوق الشجرة (1969).
نال سعد الدين وهبة وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة في عام 1965، وأيضاً وسام سيمون بوليفار من حكومة فنزويلا في عام 1979، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى في عام 1985 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عام 1988، ووسام الفنون والآداب بدرجة قائد من الحكومة الفرنسية في عام 1991، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة في عام 1987.
وخلال تاريخه، حظي سعد الدين وهبة بالعديد من المناصب المتعلقة بالثقافة والفن، وانتُخب نقيباً للسينمائيين في الفترة 1979-1988، واختير رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1985 لمدة 12 سنة متتالية، ورئيساً للاتحاد العام للفنانين العرب عام 1986 وغيرها.
تزوج سعد الدين وهبة الفنانة سميحة أيوب. وتحلّ اليوم الذكرى 22 لرحيله، في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 1997 عن عمر 72 سنة.