مسجد "ابن مروان" في غزة... معلم حي منذ قرون

19 فبراير 2020
يقع المسجد في حي الشجاعية (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يتجلى جمال البناء القديم، على جدران مسجد علي بن مروان الأثري، والذي بُني في أواخر القرن الثاني عشر، ويكتنز بين جدرانه العتيقة حكايا وأسرار مئات السنين، مرت على مدينة غزة، التي تعتبر من أقدم مدن العالم بأعيانها الأثرية وشوارعها وأزقتها.
هذا المسجد وشهرته "ابن مروان"، من أقدم مساجد قطاع غزة، ويقع في حي الشجاعية، إلى الطرف الشمالي الشرقي من المدينة، ويحيط به عدد من المعالم الأثرية، والتي ترجع إلى مئات وآلاف السنين.

ويحتل مسجد علي بن مروان الواقع وسط مقبرة في حي التفاح، مساحة تقدر بنحو 320 متراً مربعاً، ويحده من الناحية الشرقية شارع صلاح الدين الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه.
من الجهة الشمالية تحده منازل للمواطنين، ومن الناحية الجنوبية والغربية مقبرة، تضم قبر الشيخ "علي بن مروان"، سليل عائلة الحسني، التي جاءت من المغرب لتستقر في مدينة غزة، وقد توفي عام 1294م، وسمي المسجد والمقبرة باسمه.

ما يميز المسجد، والذي يفتتح بصالة صغيرة بُنيت بعد بناء المسجد، يجاور ناحيتها الشمالية درج داخلي، يؤدي إلى صحن المسجد وينخفض عن مساحة الأرض ثلاثة أمتار، إذ تعرض المسجد لعمليات التعرية والظروف المناخية التي جعلت الوصول إليه مشروطاً بالنزول عبر درج داخلي.

ويستقبل المسجد زواره بمئذنة عريضة، وسقف مغطى بتسع قباب دائرية الشكل، بينما يستند إلى ستة أعمدة رخامية، تتزين بالنقوش الإسلامية البارزة. ويتميز الصحن الداخلي والذي يتوسط المنبر ناحيته الشرقية بالزخارف، والأقواس.

ومنشئ المسجد هو الشيخ علي بن مروان، وهو أحد الأئمة الذين جاؤوا إلى غزة في بداية عهد المماليك، وقد كُتب على شاهِد ضريحه الموجود داخل غرفة كبيرة عليها قبة مرتفعة موجودة إلى الغرب من المسجد "هذا قبر الشيخ علي قدس الله روحه ونوّر ضريحه. توفي يوم الإثنين السابع من شهر ذي القعدة سنة خمس عشرة وسبعمائة".

ويقول أبو عادل أبو زيد والذي أشرف على ترميم المسجد في الثمانينيات، إنه تم ترميم أسقف وعمدان وأرضية المسجد القديم حفظاً له من الرطوبة والتآكل، مشيراً إلى أن أول ترميم للمسجد كان في أواخر القرن السابع عشر. ويوضح لـ "العربي الجديد" أنه مواظب على زيارة المسجد منذ ما يزيد عن 30 عاماً، ويجد فيه راحة نفسية كبيرة، مضيفاً: "أرى العديد من مرتادي المسجد بشكل دائم، ويتجلى داخلنا شعور بعظمة المكان، مرده قِدم المسجد وعراقته".
ويُعرج مصطفى مشتهى إمام وخطيب مسجد علي بن مروان على عدم الاهتمام الرسمي والمؤسساتي بالمسجد القديم، والذي يعاني حالياً من شقوق وإشكاليات، ويقول: "يزورنا الكثير من المؤسسات، ونسمع الوعود، لكننا لا نرى تطبيقاً لها على أرض الواقع".
ويشدد مشتهى في حديث مع "العربي الجديد" على ضرورة العناية بالمسجد القديم، حفاظاً على جماله ورونقه وإبداع تصاميمه وبنائه وتاريخه، ويقول: "مَرّت على المسجد أجيال متعاقبة على مدار ثمانية قرون، ولا يزال مرتادوه يأتون لزيارته والصلاة فيه من كل مكان".
المساهمون