مستقبل إيسكو.. الخروج من إسبانيا أفضل خيار

25 فبراير 2017
إيسكو قد يرحل عن الريال بنهاية الموسم (Getty)
+ الخط -


يعيش الدولي الإسباني إيسكو ألاركون أياما صعبة في الليغا، بسبب قلة مشاركاته مع ريال مدريد، وابتعاده تدريجياً عن تشكيلة الفرنسي زين الدين زيدان، ليجلس النجم على الدكة لفترات طويلة، وتزيد الشكوك حول قرب رحيله من النادي الملكي، في قرار ربما سيحصل على اهتمام إعلامي مضاعف خلال الصيف المقبل، خصوصا مع ثقل اللاعب محليا ودوليا، وتمتعه بشعبية كبيرة بين الجماهير الإسبانية.

إيسكو
انتشر تكتيك الـ "Interior" بقوة في ملاعب أوروبا من بوابة إسبانيا، بسبب حاجة كل مدرب إلى ملء أكبر فراغ ممكن داخل المستطيل الأخضر، لذلك من الصعب وجود لاعب الجناح فقط على الخط الجانبي من الملعب، مع حاجة فريقه إلى استخدامات أخرى، كالصعود إلى الثلث الهجومي الأخير، أو العودة إلى العمق ومساندة لاعبي الارتكاز، وبالتالي زادت الحاجة لوجود لاعب يجمع بين وظيفتي الجناح والوسط في آن واحد.

ومع نجاح خطة 4-4-2 لفياريال مع بليغريني، تألق وقتها سانتي كازورلا في هذا المركز، لاعب جناح من دون الكرة، وصانع لعب حقيقي في العمق عند الاستحواذ. وأعاد المدرب التشيلي اللعبة من جديد خلال حقبته في ملقا، حينما أعاد توظيف إيسكو في هذا المكان، ليحصل على الكرة في الرواق، ثم يقطع في العمق من أجل التسديد والتسجيل، وحصل اللاعب على أضواء الشهرة المطلوبة لانتقاله إلى الريال.

لا يقوم فرانسيسكو بهذه المهام فقط، ولكن نتيجة مهارته وقدراته الفردية في الاحتفاظ بالكرة، تألق كثيرا كلاعب وسط ثالث في خطة 4-3-3، من خلال قيامه بدور همزة الوصل بين الدفاع والهجوم، وحمايته المستمرة من جانب لاعبي الارتكاز بالمنتصف، ليحصل على حرية أكبر ويصنع الفرص للمهاجمين بالثلث الأخير، لذلك يمكن تصنيف إيسكو بأنه لاعب متعدد الاستخدامات، لكن في نصف ملعب المنافس وليس في نصف ملعب فريقه.

ريال مدريد
يلعب ريال مدريد مع زيدان بأسلوب مباشر بعض الشيء، عن طريق الوصول إلى المرمى بتمريرات أقل، مع فتح الملعب عرضيا في معظم المحاولات، عن طريق نقل الكرة قطريا من العمق إلى الرواق، عن طريق مودريتش وكروس، الثنائي المميز في اللعب الطولي من أي مكان، ليحصل الفريق على ميزة تقدم الظهيرين كاربخال ومارسيلو، لتنفيذ العرضيات المتتالية أملا في فك شيفرة الدفاع المتكتل، برأسيات رونالدو وبنزيمة وراموس وبيل بعد العودة.

يسجل الريال أيضا من الكرات الثابتة، الكنز الذي يستفيد منه في أي نهائي، إنه الفريق الذي حقق دوري الأبطال بضربات الجزاء وبتقدم راموس في البدايات، لذلك يراهن مدربه على لاعبين بقدرات بيل ورونالدو وبنزيما وفاسكيز بشكل أكبر هجوميا، مقارنة بخاميس رودريغز وإيسكو، لأنه يريد التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم، وهذا سبب رئيسي في قلة مشاركات الدولي الإسباني خلال الموسم الحالي.

وبالعودة إلى أفضل مباريات إيسكو وربما الريال هذا الموسم، سنجدها في الكالديرون أمام أتليتكو مدريد، وقتها فقط احتاج زيدان إلى إيسكو، لأن خصمه يدافع بشكل مميز ولا يترك فراغات كبيرة أمام المرتدات، لتزيد الحاجة لنوعية الأسماء التي تراوغ وتتفنن في التألق خلال أضيق الفراغات الممكنة، مما يدل على الدور المحوري للرقم 22 لكن ليس بصفة أساسية، مجرد بديل "طوارئ" عند الحاجة، وهو ما يرفضه تماما من خلال رغبته في أخذ دور بطولة لا مجرد لاعب مساعد، حتى رفضه تجديد عقده الذي ينتهي في صيف 2018.

اختيار إعلامي
وضعت الصحف الكتالونية المقربة من إدارة برشلونة إيسكو على قائمة اهتمامات البلاوغرانا، ربما يكون الاهتمام حقيقي من بارتوميو ورفاقه، مع وجود مؤشرات قوية على انتهاء الموسم بطريقة سيئة، وبالتالي تحتاج الإدارة إلى نجم كبير لإرضاء الجمهور، ويمثل هذا التفكير اتجاهاً سائداً داخل الأوساط الإسبانية، خصوصا أن اللاعب نفسه لن يمانع في الذهاب إلى برشلونة، إذا ضمن عدد دقائق أكبر.

تكتيكيا، إيسكو لاعب كبير ولا خلاف عليه، لكن لا مكان له في تشكيلة البارسا، فالفريق يعاني من تخمة أسماء في الثلث الهجومي الأخير، كتوران وإنييستا ودينيس سواريز وأندريا غوميز ورافينيا، دون نسيان نيمار على الرواق، وبالتالي قدوم لاعب الريال لن ينقل النادي نوعيا كما يريد أنصاره خلال الموسم المقبل، فقط سيكون تدعيما إضافيا للعناصر الموجودة حاليا.

يحتاج الأحمر والأزرق إلى لاعب وسط صريح، على شاكلة تشافي هيرنانديز سابقا، نجم يربط الخطوط حول دائرة المنتصف، يستحوذ على الكرة ويضبط إيقاع اللعب المفقود، ويعطي الحرية لنجوم مثل غوميز وإنييستا والبقية بالتفرغ للعمل الهجومي، ليقوم رفقة بوسكيتس بالبناء من الخلف والصعود بالكرة تحت الضغط، وهذه المقومات غير متوفرة في إيسكو.

الوجهة الأفضل
يعتبر الدوري الإنكليزي أفضل وجهة مقبلة للنجوم الإسبان، وسيجد إيسكو ما يرضيه على الصعيدين الفني والمالي في البريميرليغ. ويأتي مان سيتي كأحد الخيارات المناسبة لتألقه، فكتيبة المدرب بيب غوارديولا تقدم أداء هجوميا مميزا، لكن هناك شكوك حول استمرار أداء دافيد سيلفا بنفس الكفاءة نتيجة الإصابات وقلة اللياقة، لذلك يستطيع إيسكو ملأ مكان مواطنه، والحصول على مقعد شبه ثابت في خطة 4-1-4-1 التي تتحول إلى 3-2-2-3.

إيسكو بجوار كيفين دي بروين أمام لاعب الارتكاز، يربط الإسباني مع الجناح الأيسر ساني، ويتحرك في المركز 8 بين العمق والأطراف. ويعرف غوارديولا هدفه الجديد جيدا، بعد سنوات طويلة من العمل في إسبانيا، لتكون هذه الصفقة متاحة وبقوة بالميركاتو المقبل، شريطة عدم تجديد تعاقده مع ريال مدريد خلال الأيام القادمة، وسيكون أفضل مساند ممكن لجيسوس ورفاقه في خط هجوم السيتي.

توتنهام أيضا خيار آخر أمام إيسكو، يراهن بوكيتينو على مجموعة شبان صغار تنقصهم الخبرة، ويستطيع اللاعب الدولي التمركز خلف المهاجم مباشرة، على مقربة من إريكسين أو عوضا عنه، ليحصل هجوم النادي اللندني على التنوع المنشود، من خلال وجود مجموعة تمتاز باللعب المباشر، وأخرى تجيد حسم اللقاءات المعقدة، لكن كل شيء سيتوقف حتما على طبيعة العلاقة المستقبلية بين الإسباني وإدارة ريال مدريد.

المساهمون