وفي تصريحات صحافية، صادرة اليوم الأحد، ذكر ولايتي أن "وجهة النظر الإيرانية إزاء التطورات التي لحقت بالاتفاق بعد انسحاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، واضحة، وأكدها المرشد علي خامنئي، وتدعو إلى تحصيل ضمانات قطعية من الأوروبيين"، مشيراً إلى "عدم وجود ثقة مطلقة" بهذه الأطراف.
وفي ما يتعلق بالتعاون الإيراني مع شركة "توتال" الفرنسية، واحتمال انسحابها من صفقتها الضخمة مع طهران في قطاع الطاقة، اعتبر ولايتي أن "هذا الأمر مثال عملي على الالتزام، فـ"توتال" روجت لاهتمامها بإيران، وحين جاء وقت اتخاذ رد فعل حقيقي قررت الانسحاب على اعتبار أنها لا تستطيع الصمود بوجه الضغوطات الأميركية، وهو ما يعني أن الاتفاق النووي سيتحول إلى اتفاق بطرف واتجاه واحد".
وفي سياق آخر، تطرّق ولايتي إلى نتائج الانتخابات العراقية، معتبراً أن "ما يختاره العراقيون هو ما تقبله إيران، وقد أثبتوا أنهم لا يسمحون بتدخل القوى الخارجية الأجنبية"، مشيداً بإجراء الانتخابات "في أجواء هادئة نسبياً".
إلى ذلك، عقد نواب البرلمان الإيراني، اليوم الأحد، جلسة غير علنية، بحضور وزير الخارجية محمد جواد ظريف، ومساعده عباس عراقجي، الذي يخوض المفاوضات مع الغرب على مستوى الخبراء، بالإضافة إلى أمين مجلس الأمن القومي الأعلى علي شمخاني، وقدموا توضيحات حول آخر التطورات المتعلقة بالاتفاق النووي.
ونقلت وكالة "مهر" عن النائب محمد رضا رضايي كوجي قوله إن ظريف ذكر للنواب أن "الاتفاق مريض ويموت تدريجياً"، مؤكداً أن "إيران دخلت في مباحثات مع الأوروبيين لمنح ضمانات ربما تستطيع إنقاذ الاتفاق، لكن من غير المعلوم حتى الآن كم من الممكن أن يصمدوا ويقاوموا العقوبات الأميركية، لأن عدداً من المستثمرين في الشركات الأوروبية أميركيون".
وأضاف كوجي، نقلاً على لسان ظريف، أن "خروج أميركا من الاتفاق يجعل الأمور أسهل بالنسبة لإيران"، مؤكداً أن الوزير أوضح للنواب أنه "في حال منح الأوروبيون الضمانات التي تحقق المصالح لطهران، فسيكون من الممكن استمرار المفاوضات مستقبلاً دون المساس بالخطوط الحمر"، حسب وصفه.
أما المتحدث باسم الهيئة الرئاسية البرلمانية، بهروز نعمتي، فنقل عن ظريف تأكيده أنه "لا يمكن توقع نتيجة الحوار مع الغرب في الوقت الراهن، ويجب الانتظار قليلاً لمعرفة المقبل".
من جهته، ذكر النائب جواد أبطحي أن ظريف أوضح للنواب أنه "لا يمكن للولايات المتحدة الأميركية إعادة فرض قرارات العقوبات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، فهذا يتطلب إجماعاً بين أعضاء مجلس الأمن، وانتهاء عمر الاتفاق النووي وحده لا يعيد قرارات الحظر بسهولة، لذا تعتبر إيران أن انسحاب واشنطن يعني التخلص من طرف مزعج".
وتابع ظريف، بحسب أبطحي، أنه نقل للأوروبيين عدم موافقة بلاده على الحديث خارج إطار الاتفاق.
وأضاف أبطحي أن مساعد وزير الخارجية، عباس عراقجي، شكك من جهته باستمرار الأوروبيين في الاتفاق من دون أميركا، فـ"لا يمكن حسم هذا الموضوع في الوقت الراهن"، مؤكداً رغبة الاتحاد الأوروبي في الحفاظ على الاتفاق، لكنه في الوقت ذاته لا يريد الدخول في صدام وحرب سياسية وتجارية مع الولايات المتحدة، كما "لا يمكن التوصل لإجماع مثالي بين كل أطرافه".
وقال عراقجي إن واشنطن ربطت انسحابها بدور إيران الإقليمي، مؤكداً أن المعنيين فصلوا المسار النووي عن الملفين الصاروخي والإقليمي.
وأوضح عراقجي للنواب أنه "على الأوروبيين إثبات حسن نواياهم، من خلال طرح حلول للمسائل الاقتصادية ولملف استمرار بيع النفط والغاز والمشتقات البتروكيماوية، بالإضافة إلى ملفات التبادلات المالية والمصرفية"، مشيراً إلى أهمية القانون الذي فعّله الاتحاد الأوروبي، والذي من المفترض أن يمنع ويواجه العقوبات الأميركية من خلال حماية الشركات الأوروبية، لكنه لم يمنح أي طمأنة تتعلق بالمواقف الأوروبية المقبلة.