هل ينجح البابا فرانسيس في تطهير "بنك الفاتيكان" من المافيا الإيطالية؟. سؤال يشغل بال المجتمع الكاثوليكي الذي يبلغ تعداده 1.2 مليار نسمة في أنحاء العالم.
و"بنك الفاتيكان"، يعد من مصارف الأوفشور، التي لم تخضع لأية جهة رقابية أو تدقيق أو مراجعة محاسبية حتى مجيء البابا فرانسيس، ومن هذا المنطلق استخدمته المافيا الإيطالية في غسل الأموال، وسط تضييق الخناق عليها من قبل السلطات النقدية العالمية.
وتقدر موجودات البنك بحوالى 7 مليارات دولار، معظمها لا يعود لكنيسة الفاتيكان، ولكنه يملك مقتنيات أثرية ولوحات لا تقدر بثمن.
ومنذ انتخاب البابا فرانسيس للمنصب في العام 2013، أظهر اهتماماً كبيراً بإصلاح مالية الفاتيكان وعلى رأسها "بنك الفاتيكان" الذي أصبح مصدر إحراج للكنيسة الكاثوليكية بسبب فضائحه العديدة.
من بين هذه الفضائح، المحاكمة التي تجري حالياً في روما للكاردينال نزيو سكارانو، الذي شغل منصب رئيس حسابات المحفظة العقارية بـ"بنك الفاتيكان" حتى منتصف العام الماضي.
ويتهم الادعاء، حسب ما نشرت تقارير إيطالية، الكاردينال سكارانو بأنه استخدم "بنك الفاتيكان" لغسل أموال لرجال أعمال إيطاليين في نابولي، كما فتح حسابات لعصابات المافيا الإيطالية استخدمت في غسل أموال وحسابات لمصرفيين وشركات وساطة مالية في "حي المال" بروما بهدف التهرب من الضرائب.
وينفي محامو دفاع الكاردينال سكارانو حتى الآن كل هذه التهم، ولكن الإفادات التي يقدمها الاتهام تدحض النفي.
وكانت السلطات الإيطالية قد اعتقلت في نهاية يونيو/حزيران من العام الماضي، ثلاثة شخصيات حاولت تهريب 21 مليون دولار نقداً من سويسرا إلى إيطاليا. من بين هؤلاء الأشخاص الكاردينال سكارانو الذي تجري محاكمته حالياً.
وتشير بيانات "بنك الفاتيكان"، إلى أن البنك أغلق خلال العامين الماضيين حوالى 750 حساباً لأشخاص لا يحق لهم استخدام البنك، من بينهم مصرفيون، كما وجدت السلطات الإيطالية أن 10% من الحسابات مفتوحة بأسماء شخصيات متوفاة.
ومن بين الفضائح الأخرى الشهيرة لـ" بنك الفاتيكان"، الفضيحة الخاصة باغتيال المصرفي الإيطالي روبيرتو كالفي الذي وجد مشنوقاً تحت كبري "بلاك فرايرز" بلندن.
وخلصت المحكمة الإيطالية بروما إلى أن المافيا الإيطالية في جزيرة صقلية هي التي اغتالت هذا المصرفي، لأنه تسبب في إفلاس مصرف بنابولي، الذي كان بنك الفاتيكان يستثمر فيه موجودات تعود إلى المافيا الصقلية.
ومنذ انتخاب البابا فرانسيس، عمل على إصلاح البنك عبر عدة خطوات، أهمها توقيع اتفاقية مع الحكومة الإيطالية لتبادل المعلومات المالية وجباية الضرائب عن فوائد حسابات الإيداع بالبنك. وهو ما يعني عملياً أن الحكومة الإيطالية ستشرف بشكل ما على البنك، خلافاً لما كان في السابق.
كما عين البابا كذلك الكاردينال جورج بيل، الأسترالي الجنسية، لرئاسة سكرتارية البنك، والذي أمر جميع الأقسام باستخدام المعايير الحسابية الدولية عند تقديم ميزانياتها، وعلى أن يتم التقيد بذلك بنهاية العام الجاري، كما أمر رؤساء ماليات الفاتيكان بتقديم ميزانية ربع سنوية مدققة من بيت حسابات دولي.
اقرأ أيضاً: ذئاب المضاربة تحول أسواق المال إلى "كازينوهات قمار"