مساعدات مؤجلة لسورية.. وأمور غيرتها الهدنة

14 مارس 2016
الاشتباكات تتسبب بتأجيل إيصال المساعدات لسورية (Getty)
+ الخط -


أجبرت الاشتباكات في وسط سورية المنظمات الدولية، اليوم الإثنين، على تأجيل إيصال المساعدات إلى أربع بلدات محاصرة، وفق ما أفاد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بافل كشيشيك.

وقال كشيشيك، إن "إيصال المساعدات يجب أن يحصل بالتزامن إلى كل من مضايا والزبداني المحاصرتين من قبل قوات النظام في ريف دمشق، وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل الإسلامية في محافظة إدلب، شمال غربي البلاد".

لكنه أشار إلى أن "الوضع في منطقة قلعة المضيق في محافظة حماة (وسط) دفع بالصليب الأحمر والأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري إلى تأجيل إيصال المساعدات"، بحسب وكالة "فرانس برس".

وذكر كشيشيك أنه "لأسباب أمنية لا يمكن أن نرسل قافلاتنا عبر هذا الاتجاه"، إذ تقع قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي الشرقي على الطريق الذي من المفترض أن تسلكه القافلات إلى الفوعة وكفريا.

من جهته، قال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن قافلة مساعدات منفصلة، ستتوجه إلى بلدة بلودان في ريف دمشق الأربعاء.

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن مجموعة عمل إنسانية مؤلفة من قوى كبرى وإقليمية، سوف تجتمع مجددا في جنيف يوم الخميس لمناقشة سبل تحسين الوصول إلى أكثر من أربعة ملايين مدني، في مناطق محاصرة ويصعب الوصول إليها.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قصف مدفعي لقوات النظام، يستهدف قلعة المضيق التي تسيطر عليها فصائل إسلامية ومقاتلة.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه: "كل شيء جاهز، وحين تسمح الأوضاع الأمنية، سنوصل المساعدات بالتزامن (إلى البلدات الأربع) في أول فرصة".

ولا تزال الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ في 27 فبراير/شباط الماضي، صامدة حتى اليوم، وبالرغم من عشرات الخروقات التي ترتكب كل يوم، إلا أنها أحدثت فرقاً كبيراً في حياة السوريين، وهو ما بدا واضحاً في المدن الأكثر تضرراً من الحرب، كما أن انخفاض عمليات القصف، أدى إلى تراجع عدد الضحايا اليومي.

وساهمت الهدنة في تشجيع الكثير من الشباب في مناطق سيطرة المعارضة، على إحياء نشاط الثورة السلمي والخروج بمظاهرات للتأكيد على التمسك بمطالبهم في الحرية والكرامة وإسقاط النظام، حدث هذا في كل من حلب وإدلب وحمص ودرعا، والعديد من المدن الأخرى.

من جانب آخر، نشطت حركة الأسواق والأماكن العامة خلال أيام قليلة من بدء الهدنة، رغم استمرار الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

يقول عبد الله، وهو صاحب متجر ألبسة في دمشق، إن: "مبيعاته تضاعفت خلال الأسبوعين الماضيين، فالأسواق باتت مزدحمة وارتفعت المبيعات".

أما هيثم وهو من إدلب، فقال إن الأمر نفسه حدث في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة: "تعرضت الكثير من الأسواق والتجمعات في مناطق المعارضة للقصف المتعمد، ووقعت فيها المجازر، وكان الناس يتخوفون من التجمعات، لكن الهدنة شجعتهم على الخروج إلى الأسواق وقضاء وقت أطول فيها، رغم أن الأسعار لم تتغير".

وأوضحت سارة من حلب، وهي طالبة جامعية "لم نعد نسمع أصوات القذائف ونركض للاختباء في الغرف الداخلية، منذ أيام لم أعد أشاهد كوابيس بأن صاروخاً يضرب بيتي يحول جسدي لمئة قطعة"، وتضيف "بت أخرج مع زميلاتي بعد الدوام للمقاهي التي باتت مكتظة بخلاف السابق، بالنسبة لي كانت والدتي تمنعني من ذلك سابقاً".

أما أم محمد فأكدت إن كثيراً من تفاصيل حياتها اليومية تغيّرت "عدنا أنا وزوجي إلى الجلوس على الشرفة، خاصة أن الشمس باتت دافئة، في السنة الماضية توفّي شابان من جيراننا حين سقطت قذيفة هاون على شرفة منزلهم، لذا لم نكن نخرج إلى الشرفة حتى بدأت الهدنة.. صرت أسمح لأطفالي بالخروج واللعب في الحي، سابقاً لم أكن أسمح لهم بذلك خوفاً من القذائف".

يقول عبد الرحمن (21 عاماً) من حلب إن: "الأسابيع الماضية من الهدنة كانت بمثابة استراحة المحارب، كل يوم من السنوات الماضية كان مليئاً بالقلق والضغط النفسي وترقب الخطر، هذه الحالة باتت جزءا من شخصيتي". ويتابع "بعد الهدنة، أصبحت أكثر هدوءًا وأقل توتراً. مع أصوات القذائف والقصف كنت أشعر في كل يوم أنه يومي الأخير، الآن بدأت أفكر بمستقبلي أكثر، واكتشفت أني توقفت عن ذلك منذ زمن. طوال السنتين الماضيتين كنت أفكر كيف سأعيش يوم غد لا أكثر".